د. زينب حزاميتفتح الربيع، ومعه زهور الأمل، وبالإيمان نستعد لبناء اليمن السعيد، ونحن نستقبل ذكرى الثلاثين من نوفمبر عيد الاستقلال من حكم الاستعمار البريطاني، ونحن رغم صعوبة المرحلة، والتغيير الجذري الذي يسود العالم سياسياً واقتصادياً وثقافياً يبدو الأمل بالمستقبل واضحاً من أجل بناء ثقافة وطنية تهم حاضر ومستقبل أبناء اليمن وفتح آفاق المعرفة وإبراز المعاني الإنسانية والأخلاقية.. إن الثقافة اليمنية المعاصرة تتحرك بتلك الخصائص وتساعد على نشر الأفكار البناءة من أجل مكافحة الأفكار الخاطئة التي تشوه الحرية والديمقراطية وحرية الرأي، وحكومة بلادنا تسعى إلى نشر الثقافة والفكر الأدبي لتوعية المواطن، وتوسيع مداركه وبناء المزيد من دور الثقافة ومؤسسات الطباعة والنشر وإقامة معارض الكتاب وبناء المكتبات العامة والتخصصية والاهتمام بالمسارح والسينما وإقامة الغرف الموسيقية وتشجيع الفنون التشكيلية والرقص والغناء ودعم الفنانين اليمنيين من أجل نشر الأغنية الوطنية الهادفة التي يتغنى بحب الوطن والوحدة اليمنية. لقد تغنى الفنان اليمني بأرض اليمن، وغنى للجبال الشامخة في عدن التي ترتفع في إباء رويداً رويداً لتلوح الشمس بأشعتها الذهبية من فوقها. فتعمر الدنيا بهجة، كما غنى الفنان اليمني لسكون وهدوء القرية اليمنية ورائحة الخبز والخضرة وغنى لابتسامة الفلاح اليمني وحبه للأرض والوطن.وهنا نتذكر أغنية الفنان اليمني الراحل أحمد قاسم وهو يغني لمدينة عدن وجمال شواطئها الذهبية وطيبة أهلها في أغنيته المشهورة :عدن عدن يا ريت عدن مسير يوم[c1] *** [/c]شاسير به ليلة ما شرقد النومثم يواصل أغنيته قائلاً :نوح الحمام تبكي بنار عذابه[c1] *** [/c]من يوم سرح تبكي على غيابهعدن عدن ياريت عدن مسير يوم[c1] *** [/c]شاسير نه ليلة ما شرقد النومكما غنى الفنان اليمني الكبير أبوبكر سالم بلفقيه لليمن السعيد أغنيته المشهورة قائلاً :أنتِ الحضارةأنتِ المنارةأنتِ الأصل والفصل والروح والفنأمي اليمنأمي اليمنفي داخل القلب حبك في الفؤاد اختفى - إلى آخر الأغنية حيث يقول :يا سعد ذا التاريخ سجل بكل توضيح[c1] *** [/c]عيني على كل من يهوى ربوع اليمن.وقد اهتمت دولة الوحدة اليمنية المباركة في تطوير مدينة عدن لتهيئتها لتكون منطقة حرة ومدينة سياحية، حيث تم افتتاح عدة مشاريع اقتصادية وصحية وافتتاح 35 مشروع في مجال السياحة، والتي تهدف إلى التعريف بالأهداف الوطنية للمشاريع الاستثمارية في مجال السياحة والثقافة والفنون، وأهميتها في تطوير الحركة الثقافية الوطنية وتهيئة المجتمع وإعداده لتقبل المشاريع الاستثمارية والتعامل معها.إن النظرة في التغيير الشامل في تكنولوجيا المعلومات واستخدامها في تطبيق السياسات العامة للدولة وإدخالها في دائرة الثقافة من مطبوعات ونشر لكتاب والصحافة والمجلات والإذاعة والتلفزيون، وذلك لارتباطها بحياة المواطن والاستفادة منها في فتح الطريق أمام تطور المجتمع اليمني.. وهذا يساعد النهوض والإصلاح الثقافي والاجتماعي والسياسي، والاستفادة من ثمرات جهود المفكرين والمثقفين اليمنيين رواد النهضة الثقافة اليمنية في تطوير الحركة الثقافية من خلال أعمالهم الأدبية التي تحمل القيمة الفنية والجمالية، ذلك أن هذه الأعمال تحتوي على الموروثات الأدبية اليمنية الشفاهية والمدونة.إن رواد الثقافة اليمنية لهم أساليبهم في سرد الموروثات وطرائقها وتقنياتها مع اقتراب ملموح حميم بالأبنية الروائية الحديثة التي يعتمدها النقاد ومؤرخو الأدب وتعرفها الدوائر الدراسية والبحثية.إن القصص الشعبية والحكايات والأساطير الخرافية، والأغاني الشعبية التي يرددها المواطن اليمني في كافة المناطق اليمنية تحمل طابعها الخاص، مما جعل من دولة الوحدة اليمنية المباركة تسعى إلى توثيقها والمحافظة عليها، باعتبارها من التراث اليمني، وخاصة الأغاني الشعبية المجهولة المؤلف، والتي تختلف من منطقة إلى أخرى حيث تحمل شخصية المواطن اليمني الذي يضع هذا العمل الفني الجميل الذي له علاقة مباشرة في تاريخ الغناء اليمني الشعبي ويحمل بذوراً قوية في تاريخ الأغنية اليمنية.[c1]قواعد نهوض الثقافة والفنون اليمنية[/c]إن المهمة الأساسية التي أنجزتها دولة الوحدة اليمنية في تأسيس النهوض اليمني في مجال الثقافة والفنون كانت فكرية سياسية تربوية إبداعية، وأيقن رواد الثقافة والفنون اليمنية أن نهوض الفنون من غناء والاهتمام بالأغنية الوطنية والشعبية والموسيقى وتوثيق الموروث الغنائي الشعبي، حيث يجب دراستها والتعرف على أعمدتها الثقافية والفكرية واستخدام التكنولوجيا في مجال التوثيق الثقافي والفني، هذا ما يجعلنا نحصل على نتائج مهمة في تاريخ الأغنية والموسيقى الشعبية وكذلك في تاريخ الأدب العام وتاريخ الفن الروائي خاصة، وتصوغ تشكيلات جمالية مستندة إلى موروثات فريدة في السرد والحكى.. كما أن عملية التوثيق تمنحنا بياناً ناصعاً للنهوض والتقدم ومثالاً فكرياً رفيعاً في التفاعل الحضاري والحواري الثقافي.إن تشجيع حرية الرأي والتعبير الحر في اختيار الكلمة الصادقة الحرة سوى كانت مكتوبة أو الشعر الغنائي أو الأغنية الوطنية تساعد على التعددية الفكرية واتساع المدارس والاتجاهات والتيارات في الفكر والإبداع.. وهذا يعطي المبدعين من أدباء وفنانين فرصة كبيرة في التعبير عن حبهم لوطنهم وأرضهم والتمسك بحزم بالمثل العليا والأعراف الموروثة الصالحة للتحديث والنهوض والوقوف بصلابة أمام كل الوسائل الفسادة التي تعرقل نهوض الثقافة والفن اليمني الأصيل.
|
ثقافة
الثقافة والفنون اليمنية وجمالياتها الحديثة
أخبار متعلقة