صـباح الخـير
الانتخابات الرئاسية المنتظرة ومعها انتخابات المجالس المحلية المرتقبة هيا بمثابة منعطف هام وخطير في الوقت نفسه امام المسيرة الديمقراطية والتنموية في بلادنا. والنجاح المأمول باجتياز هذا المنعطف على النحو المرتجى بشدة سوف يمثل نقلة ديمقراطية نوعية وقفزة تنموية كبيرة الى الامام ومن شأن بلدنا هذا الذي يصنف اليوم ضمن بلدان العالم النامي متى ما حصل ذلك وتحقق المراد ان يصير في الغد القريب جزء من النسيج العالمي المتقدم. ليس في هذا القول اي مغالاة في تقدير اهمية تلك الانتخابات وضرورة نجاحها الملحة وتقدير الامكانيات والقدرات التنموية لبلدنا وما يمتلكه اليوم من خصائص ومقومات تؤهله لان يكون بلدا تجاريا وصناعيا متميزا كما انه اي القول السالف ليس من قبيل المبالغة في التفاؤل وان كنت ارى ان التفاؤل مطلوب دوما واجد له هنا ما يبرره ويدعو اليه بقوة. فبلدنا يحتل موقعا استراتيجيا ذا اهمية كبير جدا للعالم وبالذات من الناحية التجارية ويمتلك ثروات ضخمة طبيعية ومعدنية وموارد اقتصادية عدة والكثير من المزايا وعوامل الجذب السياحية والاستثمارية وفوق ذلك هو الآن ينعم بالامن والاستقرار ولديه قيادة سياسية محبة ومخلصة تحمل نوايا خيرة وصادقة ولديها رغبة جادة وقوية في بناء الوطن والنهوض به وتحديثه وتمتلك من المؤهلات والقدرات ما يجعلها قادرة اكثر من سواها على احداث تغيير جذري شامل الى الاحسن والافضل في الاوضاع والظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاحوال المعيشية والصحية ونحو ذلك. وما شهدته بلادنا حتى الآن من تطور ومن تقدم في العملية الديمقراطية والتنموية خير دليل على ذلك وتمهيد كان لازما وضروريا لحصول التغيير والتحول الايجابي المطلوب والوصول الى الوضع المرغوب بشكل تدريجي مدروس ومحسوب ويعد من ابرز ما تمتاز وتنفرد به قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وقائد مسيرة اليمن الوحدوية الديمقراطية والتنموية هو الالمام والمعرفة الكافية والوافية بحقيقة وطبيعة ونوعية احتياجات بلادنا وامتنا وما ينفع به ويتحقق معه النماء والرخاء المنشود مضافا الى ذلك الاستيعاب الكامل وحسن قراءة حيثيات الواقع ومعطيات الحال ومجريات الامور وسير الاحداث محليا واقليميا وكذلك ادراك المتطلبات والمقتضيات المستقبلية. هذه الميزات لدى فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح تظهر جلية وواضحة في نهج وتوجه فخامته الذي اختاره وسار عليه خلال الثماني والعشرين سنة المنصرمة ونجح بواسطتها في تأمين الثورة اولا وتجنيبها ما كان محدقا بها من مخاطر في تلك الفترة العصيبة ثم ايقاف ما كان حاصلا من صراعات دامية واعتماد مبدأ الحوار والعقلانية واستخدام الطرق السلمية وحل الخلافات بين الاطراف والقوى المتباينة لتجنيب الامة تكبد دفع ثمن ذلك التباين ثم انهاء عهد التشطير والحكم الشمولي والاقتتال والتنازع على الكراسي واعادة تحقيق الوحدة وجمع كلمة الامة وترسيخ وتجسيد مبدأ العفو والتسامح والقبول بالآخر لتصير الديمقراطية والتعددية السياسية نهجا وحدويا وسلوكا رسميا وشعبيا في ظل دولة الوحدة انطلاقا من قناعة فخامته أن ذلك وليس غير ذلك هو السبيل الامثل والاصوب لتحقيق الاستقرار السياسي واشاعة السلم والامن والامان الاجتماعي ولتحريك وتدوير عجلة التنمية الشاملة الى الامام وتسريع وتيرة البناء والتعمير والتطوير والنهوض بالوطن اليمني ارضا وانسانا. إن مالدى بلدنا من ثروات وموارد وامكانيات وتلك المزايا والملكات لدى فخامة الرئيس ومعها خبرته القيادية والسياسية الطويلة وتجاربه الكثيرة التي اكتسبها طوال سنوات قيادته للبلاد، بالاضافة الى تأكيداته المتكررة مؤخرا أن المراحل التي مضت كانت مراحل اعداد وتحضير وتأهيل وما رافقها من اخطاء وسلبيات واختلالات تصحيحها ومعالجتها امر معمول حسابه ومعد له في المراحل المقبلة وكذا الاخذ بالاعتبار أن شخصا كفخامة الرئيس يدرك جيدا اهمية التاريخ وامكانية صياغة وكتابة تاريخ مشرق ومشرف لاشك انه ينوي فعلا وقد اعد عدته لاتمام فصول التاريخ المتبقية بما يمثل التتويج والانجاز الاعظم الذي لن يكون سوى انجاز بناء اليمن الجديد والارتقاء به ليضاهي البلدان المتحضرة والمتطورة اقتصاديا واجتماعيا يمثل كل ذلك في مجمله بواعث امل تبث في النفس التفاؤل وتدعو اليه وتبشر بمستقبل واعد زاخر بالخير.