(14 اكتوبر) تعرض مباحث الرسالة العلمية :
[c1]* الباحث اليمني أحمد ياسين عبدالله السليماني ينال الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى[/c]عرض / جلال أحمد سعيدتحصل الباحث اليمني الأستاذ/ أحمد ياسين عبدالله السليماني على شهادة الدكتوراه بامتياز مع درجة الشرف الأولى من كلية الإدارة جامعة القاهرة وذلك باُطروحته العلمية الموسومة بعنوان (التجليات الفنية لعلاقة الأنا بالآخر في الشعر العربي المعاصر) وهي الرسالة التي اشرف عليها أ.د.جابر أحمد عصفور استاذ ٍالأدب بجامعة القاهرة وتتضمن الرسالة تطبيقات دراسية على شعر الشعراء ادونيس، محمود درويش ،سعدي يوسف ،عبدالوهاب البياتي ،عبدالعزيز المقالح ،وآخرين... وتشتمل الرسالة على مقدمة عامة وثلاثة أبواب بحثية مقسمة الى سبعة فصول مضافاً اليها خاتمة واستنتاجات البحث وثبت بالمراجع والهوامش وقد أجازت الرسالة لجنة المناقشة في كلية الآداب جامعة القاهرة في 18 / 3/ 2007م ،وكانت مكونة من مكونة من أ.د.جابر عصفور مشرف الرسالة وكل من أ.د.محمد صلاح الدين فضل أ.د أحمد شمس الدين حيث تحصل الباحث أحمد ياسين بموجبها على تقدير مرتبة الشرف الأولى وفيمايلى نسلط الضوء على هذه الدراسة الأدبية الهامة من خلال عرض موجز للمقدمة والخاتمة تعميماً للفائدة.[c1]استنتاجات الدراسة [/c]يقول الباحث أحمد ياسين: في الختام أحيل الدراسة الى بعض أهم النتائج التي حصلت اليها هذه الدراسة ،تاركاً لبعضها الآخر أن تشهد حضورها الفاعل في المتن ،ولكننا يمكن أن نشير إلى هذا البعض على النحو الآتي:[c1]تأصيل الظاهرة[/c]في الفصل الأول من الباب الأول كتب الباحث:1ـ عرف الإنسان البدائي ثنائية العلاقة بين الأنا والآخر ،وتجلى ذلك في أنه بدايةً ؛وجد نفسه متماشياً مع الطبيعة ،وكانا يشكلان أناة واحدة في متخيلة ،ولما تطور وعيه،وانفصل عنها ،وشكّلت بالنسبة إليه آخر مقابل لأناته ،ومع ازدياد تطور هذا الوعي، انقسمت الأنا الجمعية ذاتها للعشيرة البدائية ،وأخذ يتكون ملمحان بارزان لوعيه. قام الأول على متصّور الأنا البدائية العملي أو (التجريبي)،وغذّاه السحر ،والأسطورة ،والخرافة .ووقف المتصور الأخير على رؤية غيبية (تجريدية) مع وجود الأرواح، والمانا ،وروح الطوطم. الذي قدسموه ،وكل هذه الأواخر مارست سلطتها عليه ،ثم عرفت هذه الأنا ـ أنا الإنسان البدائي ـ انقساماً جديداً؛ مع ظهور أواخر لشخصيات الساحر ،والكاهن ،والشامان.2ـ ظهرت أول ثنائية لصراع الأنا مع الآخر ،وثنائية الأنا الشعرية والآخر النصي ،ومع أول ظهور للشعر الملحمي، تحديداً مع ظهور أول ملحمة شعرية ،وهي "هو الذي رأي" ،التي كتبها الكاهن البابلي سن ليكي انيني ،كتبها مصوراً ملحمة جلجامش ،فقد كشفت عن ثنائية الخلود والفناء ،وثنائيّة الصراع بين أنا جلجامش والآخر.3ـ كشفت أناشيد هوميروس بعد ذلك ،جوانب من ثنائية العلاقة والصراع في الذات الإنسانية ،وقدم الباحث نماذج دالة على هذا البعد من خلال ملحمة الأوديسة ،وثلاثية أوريست لاسخيلوس ،واليكترا لـ "يوربيديس".4ـ برزت هذه الثنائية في المعتقد الديني ،والذي قدّم أول تصور حقيقي يمكن الركون إليه ،يفسر وجودها الإنساني الأزلي ،ويكشف عن تحوّلات صيرورتها اللاحقة.5ـ تأسست القراءة الأولى لمجالات حضور الأنا والآخر ،وفقاً لذلك الحضور المعرفي الأول والفاعل الذي أسست الأبنية الفلسفية لمبادئها الأصولية وغالبها حدد علاقة الأنا بوجود الآخرية، وعلاقة الأنا بالوعي ،وبالوجود ،وبالآخر .وكلها ارتادت ضياع هذه الثنائية. وإذ تمحورت منجزات التحليل الفلسفي في قراءة الأنا وجالاتها التحليلات الفلسفية بالحديث عن الأنا ‘فإنها لم تغفل وجود الآخر ؛ فقد كان وجود الآخر مرتبطاً إرتباطاً حميماً بوجود الأنا.6ـ بدا في مجال التحليل النفسي الحضور المغاير ،والفارق لدلالة الذات ،ودلالة الأنا ،فالأنا التي توصف بالوعي، تشكل جزءاً من الذات التي تعني الوعي واللاوعي، أي الأنا وما يحيط بها من الأشياء الإنسان. واستطاعت الدراسة أن تزيل اللبس القائم بين الذات والأنا ،وتحدد دلالات المصلحين الفارقة ،وأن تنهي ذلك التماهي الخاطئ بينهما،والذي حدث ولايزال يحدث في القراءات النقدية. ومن جانب آخر ،بحث هذا العمل في إسهامات جان لاكان في جدل الأنا والآخر ،الذي رأى أن الذات ترتبط بعلاقة معقدة مع الأنا والآخر ،ومضى في تقسيمات لاكان ،تلك التي قسمت الذات إلى ثلاثة أقسام هي: ذات لاتحتاج إلى آخرين، وذات عقلية ،ذات منطقية.7ـ بحث هذا العمل عن الجذور اللغوية للأنا وللآخر في المعجم العربي، وأشار إلى الأنا بوصفها ضميراً مهما ورئيساً في سرديّة الخطاب الشعري،يبدو كامناً في سياقات علائقية بالآخر (الضمير المخاطب). فالأنا تقوم بدور محوري ،ومركزي ، يتحدد بعده الجغرافي في أضيق حالاته في فرديته ،وفي أقصى حدوده بعلاقته بالضمائر الأخر التي تمثل (الآخر).[c1]البنى التكوينية لعلاقة الأنا بالآخر[/c]وحول نتائج الفصل الثاني من الباب الأول يقول الباحث :1ـ انقسمت الأنا العربية مع ظهور الدعوة الإسلامية إلى الأنا المسلمة ،والآخر الوثني ،وعلى الرغم من ذلك ،فقد استحسن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ،عملاً قام به هذا الآخر ،وهو ماسمي بـ "حلف الفضول" وهي دالة مهمة على الأخذ من الآخر ،ما قد يكون مفيداً للأنا الجمعية.. 2- خلص العمل إلى أن هذه هجرة الصحابة المهاجرين إلى الحبشة وحوارهم مع النجاشي ملك الحبشة آنذاك،يعد أول حوار بين الإسلام والمسيحية،وبين المسلمين والمسيحيين،جرى على أسس من التفاهم والتسامح،وبالحسنى،وكان له مردود إيجابي على الطرفين.أما الآخر اليهودي فقد ناصب الأنا العداء،في حين أسهمت الأنا في مراحل عديدة من التاريخ في استقراره وأمنه.فتكونت صورته النمطية في التاريخ بأن لا عهد له.3- بدأ متخيل الآخرية في الوعي الإسلامي،يتبلور في سقيفة بني ساعده،التي بدا فيها واضحاً انقسام الأنا المسلمة إلى مهاجرين وأنصار،وكانت السلطة دافعاً لهذا الانقسام،توارث مؤثراتها- بعد ذلك- مع انقسام الذات المهاجرة نفسها،وترسخ في الوعي الإسلامي أنا افتراضي مستقل مع وجود آخر مقابل.ويرى الباحث على هذا النحو أن دراسة هذا الوعي،في تواتراته المتعددة من المهم دراسته وتصحيح مساره.4- تحدد متخيل ثان ٍ لهذه الثنائية في الوعي الإسلامي في الجانب الشرعي منه،مع بروز المسائل الشرعية الخلافية،التي تمثلت في مشكلة القدرية،ومسألة القبح والحسن،ومسألة تعارض العقل والنقل،فقد انقسم العلماء الشرعيون إلى قسمين،قسم يمثل الأنا،والقسم الأخير يمثل الآخر.5- ظهر أن الوعي بالخطاب السردي التاريخي،ربما شابه مؤثرات عدة،من ضمنها أن رواية هذا الخطاب تدخلت في إنتاجه عناصر عدة،ربما افتقدت لبعض الحيدة،فصورت طرفاً على حساب طرفٍ آخر،ما يدعو إلى أهمية إعادة إنتاج هذا السرد،وتحري صدق الراوي والرواية.كما يبدو أن هذا الخطاب الذي كشف السلطة وأبعادها،ربما جانبه الحياد في بعض الأوقات،وعلى وجه التحديد،حينما تدخلت في صياغته عناصر الفتنة.6- هذا الخطاب اللاحيادي،أسهم في توتر العلاقات التاريخية،وجر بأذياله إلى الوعي المعاصر،في علاقاته،وحساسيته الدينية.ولهذا،فإن إعادة إنتاجه بشكل يجلي الحقائق،وينهي الحساسيات والتوترات المعاصرة،ضروري لإعادة تكوين وعي الأنا الداخلي لمواجهة الآخر الخارجي.7- كرست أبنية القراءة التراثية،وما رسخ في الوعي التاريخي من إشكاليات تاريخية،حضورها المؤثر في الوعي الشعري المعاصر،الذي اعتمد كثيراً على المسرود التاريخي،وعلى توتراته التراثية،وبدا واضحاً النزوع إلى توتراته،وإشكالياته،مع التأكيد أن بعض هذه الإشكاليات احتمل الواقعة التاريخية الحقيقة،ولكن المهم هو تشكيل وعي تاريخي صحيح،يكشف هذه التوترات التاريخية ولا يسقط في الوقت نفسه توتراته وحساسياته على وعي الأنا المعاصر حتى لا تشهد مزيداً من التشظي.8- كشف بعض النماذج الشعرية عن علاقات التوتر القائمة بين الأنا الشعرية العربية،والآخر الخارجي الغازي من ناحية،وبلورت من ناحية أخرى،في نموذج قصيدة المدح على وعي الشاعر في افتراض الأنا،واختراع الآخر الداخلي النصي.أما الفصل الأول من الباب الثاني فيمكن استخلاص النتائج الآتية:[c1]التقنيات الشكلية [/c]1- تحقق الباحث من تلك المبالغات التي صدرت من الأخر،هذا الذي ضخم ذاته،منتقصا من دور الأنا،ليخلص البحث إلى استفادة الأنا من الآخر،إنما جرى وفق التبادل المعرفي الإنساني،فبالقدر الذي استفادت الأنا الشعرية من الآخر الأجنبي في المجال الشعري في مرحلة ما،أخذ هذا الأخير من الأنا في مراحل تاريخية سابقة،الشيء نفسه.ولم يأخذ الشعراء العرب الشكل أخذاً تلقائياً،بل إنهم أبدعوا في مجال التشكيل الشعري الجديد،معتمدين على الأوزان الشعرية العربية،وعلى ملكات الشعراء الإبداعية،وعلى رصيد تراثي من التحولات الشكلية عرفته القصيدة العربية.2- مثلما سعى الآخر الأجنبي إلى إحداث تحولات في بنية قصيدته الشعرية ، متململاً رتابة الشكل ،واستعان بهذه المتحولات من الأنا تارة ، ومن آخر أوروبي ، كان لا يمثله،واقتنص ميثولوجيات إنسانية وآخروية من غيره ، أقدم الشعراء العرب على إحداث تحولات في بنية القصيدة العربية بالاستفادة من هذا الآخر ، أي أن رغبة التغيير الشكلي ، والتقني طالت الأطراف جميعاً ، وشكلت مطلباً ملحاً لدى الأنا والآخر معاً،3- بدأت الإرهاصات الأولى المعاصرة للمؤثرات الشعرية والنقدية الأجنبية بشكلها الفاعل ، مع الإبداعات الشعرية لمدرسة أبولو ، ومدرسة الديوان. وكان شعراء مدرسة الديوان ونقادها ، تحديداً أكثر أخذاً من مجال النقد منه إلى مجال الشعر. 4- أبرز مكونات التأثيرات الأجنبية على الشعر العربي المعاصر،تمثل في تغير بناء شكل القصيدة.فقد استبدل الشعراء العرب الشكل الحر بالشكل العمودي،ومع ذلك لم ينقطعوا عن ممارسة القصيدة العمودية،فقد ظلت تظهر في نماذجهم من حين إلى حين،وقد استعان بعض الشعراء العرب في تجربتهم الشعرية الجديدة بتقنيات شكلية جديدة ، منها العلامات الكتابية،مثل توظيف النقط،والفاصلات ، والفاصلات المنقوطة ، وعلامات السؤال والتعجب ، وعلامات الشرط ، والأقواس بأنواعها،وغيرها من العلامات الكتابية ، التي استعملوها في قصائدهم ، وهي مستدعاة من نظام القصيدة الأجنبية. وكان نظام المقاطع الشعرية ، والاقتباسات ، والمطالع ، والإهداءات من بين التقنيات الشكلية التي استدعوها.إلى جانب ذلك،استدعوا بعض المفردات ، وهي قليلة ، وعلى وجه الخصوص الكلمات الإنجيلية ، مثل صلب ، يصلب ، الصليب وما يشتق عنها بشكل كبير ، ومفرط عند بعض الشعراء.5- كشف الشعراء العرب عن بعض تأثيراتهم بالتجربة الشعرية الأجنبية ، من خلال قراءاتهم النقدية للتجربة الجديدة ، وصوروا فيها استحسانهم لبعض هذه المؤثرات ، وصدودهم عن بعضها الآخر ، الذي قد يفقد القصيدة العربية حيويتها عند بعض الشعراء ، الذين لم يؤسسوا لتجربتهم الشعرية تأسيساً مؤصلاً . ويمكن أن نلخص في هذا السياق إلى أن غالبهم استمسك بالقافية ، وإن بنظام التفعيلة بوصفها جرساً إيقاعياً يحفظ للقصيدة نغمتها وموسيقاها.