كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي في جنيف يوم أمس الثلاثاء .
جنيف /14 أكتوبر/ رويترز : اتفقت القوى الكبرى وإيران يوم أمس الثلاثاء على الاجتماع مجددا الشهر المقبل بعد فشل يومين من المحادثات في احراز اي تقدم في النزاع الطويل بشأن الطموحات النووية للجمهورية الإسلامية. وفي تأكيد لاستمرار تباعد مواقف الجانبين قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان المفاوضات مع الغرب قد تؤتي ثمارها اذا الغيت العقوبات المفروضة على بلاده بسبب انشطتها النووية. وتريد القوى الكبرى رؤية تقدم قبل رفع العقوبات. وقالت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي ان ايران والقوى الست الذين شاركوا في جهود رامية الى ايجاد حل دبلوماسي للخلاف سيجتمعون مرة أخرى في اسطنبول في أواخر يناير كانون الثاني المقبل لتناول المخاوف الرئيسية المتعلقة ببرنامج ايران النووي. لكن سعيد جليلي كبير المفاوضين الايرانيين في الشأن النووي قال ان ايران لن تجري مفاوضات تحت ضغوط. وقالت اشتون في مؤتمر صحفي «اتفقنا نحن وايران على استئناف هذه المحادثات في اواخر يناير في اسطنبول حيث نعتزم ان نناقش افكارا عملية وسبل التعاون سعيا لمعالجة بواعث قلقنا الجوهرية الخاصة بالمسألة النووية» .ويتولى الاتحاد الاوروبي نيابة عن القوى الست تنسيق المحادثات مع ايران بشأن برنامجها النووي. والقوى الست هي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. وقالت اشتون ان القوى الغربية متفقة بشأن التوصل الى حل للمخاوف الدولية بشأن الأنشطة النووية الايرانية. وسعت القوى خلال المحادثات التي استغرقت يومين الى فرض ضغوط مكثفة على ايران للموافقة على مناقشة برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب في أنه يهدف إلى صنع قنابل نووية. وأضاف مسؤول في الاتحاد الاوروبي «لن اصف المحادثات التي عقدناها اليوم أمس بالمثمرة.. لكنها بداية ...مشكلة كهذه لن تحل في يومين. انها ليست بالمشكلة السهلة» .واضاف «في ضوء التاريخ لا يمكنك التفاؤل. لكن لا معنى للقيام بهذه الاشياء بهدف الفشل)).وأوضحت ايران مجددا انها لن تقدم تنازلات في النزاع الذي يحتمل أن يؤدي إلى اندلاع صراع عسكري في الشرق الاوسط والذي ستكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي. وأضاف جليلي للتلفزيون الرسمي الايراني «لن نتحدث بشأن الحقوق النووية الايرانية ولن تقبل ايران ابدا بالضغوط)).واضاف «الطغاة فقط هم من يحاولون املاء القضايا ورغباتهم على الدول الأخرى... لن تعقد ايران محادثات اذا استمرت الضغوط.ودعا احمدي نجاد في خطاب القاه في ايران القوى الغربية الى اعلان «حقوق» ايران الوطنية علنا وقال انها لن تملك «شيئا سوى الندم اذا لم تفعل ذلك. وتريد القوى الغربية من الجمهورية الاسلامية ان توافق في نهاية المطاف على التخلي عن انشطتها لتخصيب اليورانيوم التي قد تستخدم للغرضين السلمي والعسكري لكن طهران رفضت ذلك الامر مرارا. وتصر ايران على ان برنامجها النووي يهدف إلى توليد الكهرباء وهو ما سيمكنها من تصدير المزيد من النفط الغزير لديها. وهونت القوى الغربية من التوقعات بشأن احراز تقدم في محادثات جنيف وهي الأولى منذ أكثر من عام لكنها أعربت عن أملها في أن تؤدي إلى سلسلة منتظمة من الاتصالات. وتعاني ايران التي اعلنت عن تحقيق تقدم على الصعيد النووي عشية المحادثات من ضغوط متزايدة بفعل العقوبات المفروضة عليها من الغرب. وتنفي ايران وجود تأثير لهذه العقوبات وتقول ان العقوبات التجارية وغيرها المفروضة منذ الثورة الاسلامية التي اطاحت بحكم الشاه المدعوم من الولايات المتحدة عام 1979 جعلت البلاد أقوى. ومثل هذه اللهجة متوقعة من ايران لكن هناك خبراء ودبلوماسيوين غير واثقين على الاطلاق بأن الضغوط الخارجية وحدها ستكون كافية لاجبار ايران على التراجع كما يقترح البعض انه ربما يتعين على القوى الكبرى ايضا تقديم تسوية.