لا أدري لماذا نحتفل في الرابع عشر من فبراير كل عام بعيد الحب ؟! والأهم عندي هو جهلي السبب الذي من أجله سمي هذا اليوم بعيد الحب ؟!أتذكر إن الأستاذ والأخ / عباس غالب ، سألني العام المنصرم وبذات المناسبة عن سبب تسمية ( عيد الحب) وأجبته حينها باعترافي بعدم المعرفة ، فضحك واهداني الإجابة والتي أقسم بالله إني نسيتها ، ليس لعدم مصداقيتها من قبلي ، بل لان انشغالي بعملي الممتد أكثر من نصف ساعات اليوم والبقية في صبري على آلامي التي تتصاعد يوماً بعد يوم نتيجة المرض الذي وبكل أسف وخجل أقولها بأنني عجزت عن إيجاد من يساعدني وأقصد الدولة ، على علاجه .. مزيج غريب من العمل والمرض جعلني وفي أقل من أسبوع أنسي إجابة الأستاذ والأخ/ عباس عن سبب تسمية الرابع عشر من فبراير كل عام عيد الحب. لهذا أقول إن الاحتفال غداً – الأربعاء – بعيد الحب بالنسبة لي واعتقد لكثير من القراء الأعزاء مجهول السبب ، ولكنني رغم ذلك سأحتفل .. لماذا ؟عنوان المناسبة يوحي بالكثير والكثير من معاني الحياة ، ولا أبالغ لو قلت أنها الحياة بكاملها !! فالحب أكسير الحياة بكل حلاوتها وقساواتها .. وبدونه تنعدم أهم مرتكزات هذه الحياة التي نعيشها .. وليس فلسفة لو قلت أيضاً أن معنى الحب يظل يلازمنا حتى بعد رحيلنا عن الحياة ، لان الرحيل يكون إلى الحياة الأبدية .. ومعنى الحب في ذلك هو امتداد لما كانت عليه سلوكياتنا في الحياة الدنيا !! ماذا قدمنا للآخرين ؟! كيف تعاملنا مع الناس ؟! كيف كان عشقنا للطبيعة وقبلها عشقنا للقيم والعادات وفوق كل ذلك حبنا الصادق لله الذي زرع في دواخلنا الحب ؟! هل نحب الزهور والورود التي تعلمنا حب كل شيء جميل في حياتنا وأمامنا؟! هل الحب فينا كان صادقاً مع الحبيب الذي يروي حياتنا بماء الحياة كل لحظة وليس كل يوم ؟! هل أحببنا الوطن الذي ننتمي إليه ونرفع رؤوسنا باسمه وترخص حياتنا ودماؤنا من أجله ؟! هل دخل الشيطان فينا وجعلنا يوماً نعادي الوطن ونحمل فوق وجهه أدوات الموت والدمار كما فعلت بالأمس واليوم شرذمة ( الحوثيين ) في بعض مناطق صعدة وقبلهم فعلها الانفصاليون ؟! هل .. وهل .. وهل هو الحب عنوان حياتنا حتى يتذكرنا الآخرون بعد رحيلنا ويكون الحب معنا في الآخرة ؟ ! أعتقد إن هذه الأسئلة هي أقل ما يمكن به تبرير احتفالي غداً بعيد الحب .. لأنني كما أشرت أجهل سبب المناسبة التي لاتهمني اليوم معرفتها كشرط لاحتفال ، فالحب لا يحتاج ليوم نحتفل به .. لأنه في دواخلنا ونحن أحياء ويبقى على ذاكرة الآخرين فينا بعد رحيلنا عن الدنيا الفانية .. الحب هو ما نصنعه نحن لأنفسنا أولاً وللآخرين من أعمال تربطنا وتقربنا لا تمزقنا أو تفرق بيننا .. الحب ليس رغبة بل شعور وإحساس يتولد في الدواخل ويتنامى مع كل نبضة قلب .. الحب هو الحياة . نعم سأحتفل غداً بعيد الحب ، سأهدي وردة إلى من عززت كل معاني الحب في حياتي .. إلى أمي التي اعترف أني بل والكثيرون / لم نفكر يوماً أن يكون عيد الحب يوماً مميزاً في قاموس الحب الكبير .. يوم نراجع فيه مشوار عام مضى من حبنا لأنفسنا وللناس وللحياة والوطن .. حب الأم التي هي خلاصة كل شيء .. وكل عام وأنتم في حب وألف حب .
أخبار متعلقة