أقواس
حصلت بلادنا على عضوية كاملة في مكتب التربية العربي لدول الخليج العربية وهذا شرف لبلادنا وقياداتنا السياسية والتربوية.. لأن هذا التبوأ كان أجدر به أن يكون منذ زمن بعيد لأسبقية التعليم ومرحلته الناهضة قبل تشكل هذه الدول - عدن - نموذجاً.. لكن ذلك ليس بالعيب، إذ أن هذه الدول بذلت جهوداً جبارة لخلق نهضة وواقع تعليمي أمكنها أن تكون نموذجاً في المنطقة يحتذى به ويجذب إليه الدول المجاورة من حيث الفائدة والمحاكاة.. وهذه هي القصة التي نريد لها أن تتحول إلى واقع ملموس في واقعنا نحن!التعليم في دول الخليج ارتقى واعتمد على كفاءات وخبرات وحداثة منقولة عبر تبادل خبرات لدول عربية وأجنبية، صحيح أن عدد سكان هذه البلاد وعدد تلاميذها وطلابها لا يصل إلى عدد سكان وطلاب بلادنا.. لكن الإرادة مكنت كل شيء يهدف إلى تطوير التعليم وبالبحث العلمي وإسناد المهام التربوية والتعليمية لقيادات مشهود لها، بعيداً عن المزايدة والحزبية والولاءات ولذلك تقدمت مناهج هذه الدول وارتقت إلى مستويات أفضل ما يعني أن مستقبل دول الخليج حافل بالازدهار والمنافسة على أسس علمية حديثة تستند إلى العلم والمعرفة!إن بلادنا وهي تضع قدمها على قاعدة المساواة مع هذه الدول من خلال حصولها على عضوية كاملة تمكنها من خلق تأثير وتأثر يفضيان إلى وضع مناهج جديدة للوطن وللمنطقة من إرث حضاري ملموس وواقع معاش، بدلاً من التغليف والتباطؤ وخلق نعرات لا تفيد ولا تقدم حلولاً ملموسة.. وهو أملنا أن تسهم الحكمة اليمانية بدور في صقل التجارب والخبرات لخلق الكفاءات بما يعزز إيجاد مناهج فاعلة، قاسمها المشترك الدين والمساحة والأخوة ورابطة الدم العربي التي لا رابطة أقوى وأنفع منها أبداً..إن برامج التعليم والتربية اليوم، لا تحتاج إلى دعاية إعلامية وسياسية كبيرة بل تحتاج إلى العمل بصمت وبكفاءات، وبتجذير حقيقي لهذه الأمور، لكي نضع مستقبلاً واعداً للأجيال، من خلال مناهج ومقررات هادفة بعيدة عن الحشو والتضخيم والتصعيب، وخلق تنافس عصري فيما بين المستويات الطلابية علمياً وأدبياً وتكنولوجيا.. فليس الهدف هو التعجيز والظهور بمظهر الحرص المعرقل، بل بظهور كفاءات وملكات.. وهذه لن تكون إلا بالتسيير والتبسيط والتركيز على المعلومات المفيدة والابتعاد عما يطنب ويطيل، فالوقت ( العصر ) لم يعد مناسباً لذلك، والحاسوب قد غطى على العقول ويستحيل عودته إلى الوراء.. أبداً!فنحن مقبلون على تحديات علمية كبيرة، وإذا لم يظهر في الأفق ما يناسب ذلك من رجالات وكفاءات مشهود لها في هذا المجال، فسوف تعود القهقرى التي تجعلنا ندفع الثمن غالياً جداً..ويلي أقواس أخرى إن شاء الله تعالى..