غضون
- تقع في دول غير إسلامية جرائم يقوم فيها آباء باغتصاب بناتهم جنسيا أو معاشرتهن برضائهن، وهؤلاء يعلنون أصلاً أنهم (ملحدون) ويحتجون بان قوانين بلدانهم غير ملزمة لهم، ورغم ذلك هم يعاقبون عقوبات شديدة كما حصل في قضية ذلك الألماني الشهير او مع الفلبيني الذي عوقب بالسجن مدة تزيد على ألف سنة وذلك لتكرار عدد جرائمه.وقد قلنا إن أولئك يحتجون بقولهم إنهم (ملحدون) وإنهم لا يعترفون بالقوانين في بلدانهم، لكن ما هي حجة المسلم الذي يغتصب ابنته، وهو الذي يعلن التزامه بالإسلام وخضوعه للشريعة في دولته وهو الذي يعلم أن ذلك من أغلظ الحرام، ويعلم أن أهل الجاهلية الذين كانوا يجيزون (الزواج) بمحارم تخلوا عن ذلك بمجرد ظهور الإسلام، فلم يتزوج أحد ـ حسب علمنا- من محرم ناهيك عن أن يزني بابنته أو يغتصبها.كيف وبماذا يسوغ مثل هؤلاء أفعالهم الشنيعة التي لا يقبلها دين أو نسب أو عصبية أو أخلاق أو ذوق؟.- قرأت عن وقائع قام فيها آباء باغتصاب بناتهم في اليمن والسعودية ومصر والمغرب والأردن وسوريا، واللافت في هذا ان مثل هذه الشناعات تسجل في اليمن والسعودية أكثر من غيرهما رغم أن ذلك العدد هو ما يفتضح منها ويصل إلى القضاء أما المستور فلا يعرف بعدته إلا الستار، كما أن تلك الوقائع تتعدد في الحالة الواحدة، وهناك من عاشر ابنته أو اغتصبها عشرين مرة وبعضهم مائة بل مئات المرات، ومعنى هذا أن هؤلاء قد استباحوا الأمر واستمرؤوه وليسوا مجرد أشخاص يقع الواحد منهم في زلة أو حالة شذوذ فلا يعاودها، واللافت أيضاً أن بعض هؤلاء ليسوا جهلة ولا هم ملحدين.. بل بعضهم رجال دين مثل رجل الدين الذي فعلها مع ابنته في مكة! وحكم عليه القاضي بالحبس عشر سنوات وجلده (800) جلدة ونفذ الحكم بحقه في يوليو العام الماضي.. وقبل عامين حكمت محكمة ابتدائية في المهرة بحبس إمام مسجد 15 سنة عقوبة اغتصابه ابنته، وقد خففت محكمة الاستئناف العقوبة في الأسبوع الماضي إلى ثلاث سنوات، ومن اللافت أيضا أن آباء أنجبوا من بناتهم في هذه الوقائع.. فكيف لم تلاحظ الأسر الحمل لو افترضنا أنها لم تعرف بالاغتصاب؟.محكمة الغيظة حكمت على إمام المسجد بالحبس 15 سنة وفي الاستئناف خففت العقوبة إلى 7 سنوات ثم بعد رفع القضية إلى المحكمة العليا أمرت هذه الأخيرة محكمة استئناف المهرة بإعادة النظر فتم الأسبوع الماضي خفض العقوبة إلى ثلاث سنوات، وفي العاصمة قضت المحكمة بحبس مدرس التربية الإسلامية وإمام المسجد 15 سنة في نفس الجريمة، وفي الأردن حكم على الأب بالسجن 13 سنة، وفي مكة حبس 10 سنوات و8 آلاف جلدة.. كنت أقرأ حيثيات الحكم الصادر في جريمة العاصمة وفهمت سبب تخفيف عقوبة مثل هذه الجرائم.. قال القاضي إن البنت قد اتهمت أباها بالزنا بها وأنها حملت منه، وقد ثبت للمحكمة أن واقعة الزنا قد وقعت من قبل الأب ولكنه أنكر، وإنكاره شبهة تدفع عنه (الحد) الشرعي، لذلك يطبق في حقه التعزير بالسجن 15 سنة.. وفي نظري أن مثل هذا النوع الخاص والواضح والشنيع من الجرائم يحتاج إلى تقنين خاص يرفع العقوبة إلى أعلى مستويات الشدة لكي تكون رادعة.