يشمل لاعبي المنتخبات والجماهير والمنظمين
تتوالى التحضيرات اللوجستية تباعاً داخل ألمانيا من أجل الخروج بتنظيم مشرف على كافة الأصعدة لإنجاح بطولة كأس العالم التي تستضيفها بعد شهرين بالتمام والكمال، ومع تواصل الأحداث والترتيبات سواء كانت الرياضية أو الفنية أو الأمنية وحتى كل ما يتعلق بالمونديال المرتقب، يطل الجانب الاقتصادي بقوة في هذا المجال الذي يعد كأس العالم فرصة قوية لتعزيز الاقتصاد الألماني المزدهر أصلاً. مؤخراً وفي إطار تحضيراتها النهائية ووضع اللمسات الأخيرة لاستقبال المونديال، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عن تأمين المونديال بكلفة تصل إلى 4.2 مليار يورو، إذ ستقوم الشركة بوضع ما يقارب من 25 ألأف موظف تحت تصرف اللجنة المنظمة العليا تحسباً لأي ظرف طارئوأسندت الفيفا مهمة تأمين المونديال إلى شركة "هامبورغر ـ مانهايمر للتأمين" الألمانية التي تعد إحدى أهم وأضخم الشركات المتخصصة بعقود التأمين الرياضية، حيث أنها تعتبر شريكاً رسمياً للعديد من الأندية الألمانية وبعض البطولات الأوروبية بالإضافة إلى أنها شريك رسمي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم.وتبرز نقطة هامة وطريفة في عقد التأمين أن الفريقين وهما الفيفا وشركة التأمين اتخذا احتياطاتهما الجدية لو تم سرقة كاس العالم قبل المباراة النهائية ، بالإشارة إلى أن ذلك حدث فعلا في إحدى بطولات العالم .وكغيرها من الشركات التي تنتظر أرباحاً جديرة وملموسة ، تعتبر شركات التأمين أحدى القطاعات الاقتصادية التي ستلعب دوراً حيوياً وراء الكواليس، وبموازاة ذلك، ستجني هذه الشركات أرباحاً طائلة كونها تعتبر المونديال فرصة ذهبية من أجل تحسين أوضاعها وزيادة أرباحها.وتتضمن حيثيات التأمين إنجاز العديد من المتطلبات التي ستدخل في صلد المونديال ، فمثلاً ماذا يحدث لو انهار مدرج أحد ملاعب كأس العالم؟ أو سرقت الكأس الذهبية في المباراة النهائية؟ ماذا سيحدث لو كسرت قدم رونالدينيو ؟ ماذا سيحدث لو سرق موبايل القيصر فرانس بيكينباور؟ .. أجوبة هذه الأسئلة تكفلت بها الفيفا من خلال عقد تأمين ضخم مع شركة ألمانية هي "هامبورغر ـ مانهايمر للتأمين".ويقول موقع " دويتشه فيلّه" الألماني أن الفيفا تدرك أيضاً أن أبرز المخاطر التي تحدق بالمونديال هو حدوث عملية إرهابية أو سقوط طائرة من على أحد المدرجات أو حتى إلغاء المونديال بشكل كامل، رغم أنه سيكون محط اهتمام الملايين في شتى أنحاء العالم.وكانت الفيفا قد دفعت 158 مليون يورو من أجل التغطية في حال تم الالغاء، وهذا الشيء لن يكون ضمن التأمين، إذا رفضت الشركة الألمانية إدخال العمليات الإرهابية ضمن الحالات التي يغطيها عقد التأمين مع الفيفا، مما حدا بالأخيرة إلى العمل على إصدار سندات خاصة بها للتغطية في حالة حدوث كارثة من هذا النوع.ويأتي تصرف الشركة الألمانية في ذلك، كون شركات التأمين أخذت من 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية عبرة لها في إبرام أي من عقود التأمين. وينغمس موظفو شركة "هامبورغر ـ مانهايمر للتأمين" حالياً في التحضير ومتابعة كل تفاصيل المونديال، حيث تريد الشركة تقديم أفضل خدمة ممكنة رغم الخبرة الواسعة التي تتميز بها مقارنة مع التعاملات المماثلة لها مع أندية واتحادات في القطاع الرياضي.ويقول سابستيان كونراد، مدير فريق العمل المسؤول عن متابعة شؤون المونديال أن الأمر هذه المرة مختلف تماماً، وذلك على حد قوله ، وتابع : "لا يمكن المقارنة بين العقود السابقة والعقد الحالي، فالمخاطر في يومنا هذا أكبر حجما وأكثر تنوعا... نحن نتحدث اليوم مثلا عن عطل في القطارات أو سقوط إحدى قطع الأقمار الاصطناعية من السماء أو عطل في لوحات الإعلانات في الاستاد."ويرى كونراد أن ساعة الحسم ستبدأ عملياً بالنسبة لهم في التاسع من حزيران( يونيه) المقبل، وتحديدا عند إطلاق الحكم صافرة بداية المباراة الافتتاحية بين ألمانيا وكوستاريكا التي ستجري في ميونخ .وسيكون فريق عمل الشركة بدءاً من ذلك اليوم تحت تصرف اللجنة المنظمة والفيفا إلى جانب اللاعبين وحتى المتفرجين، فمثلاً لو اشتكى رونالدينو من نقص في الفندق الذي يقيم به فيجب على رجل التأمين أن يكون في الموقع لإرضاء العميل رفيع المستوى، وإذا سرق أحدهم جهاز الكمبيوتر النقال أو موبايل فرانس بيكينباور، فعلى رجل التأمين أن يكون جاهزا لإحضار جهاز بديل عنه.. بإختصار هذه أدق التفاصيل التي ستحدث في المونديال وهي أهم أسباب نجاحه.وتختلف طريقة التأمين على اللاعبين بشكل كلي، حيث لا يتم التأمين على اللاعب كلاعب وإنما على أعضاء من جسمه ، وصفقات تأمين ذراع الانكليزي مايكل أوين والبرتغالي فيغو خير دليل على ذلك في السابق.ويتم التأمين على جزء من جسم اللاعب على حده، كما أن للجمهور تأمين آخر، لأن كل بطاقة من بطاقات الدخول إلى إحدى مباريات المونديال تضمن لحاملها حماية قانونية وتأميناً ضد الحوادث العارضة.لكن لن يتمتع الجمهور بحماية من مخاطر عادية كتعثر أحد الجماهير مثلا من على مدرج الاستاد وإصابته كسر معين وتبين ان سبب ذلك هو خطأ في المدرج أو في الإضاءة أو في وسائل الأمان، ولكن في هذه الحالة فان شركة التأمين تتكفل بالمصاب كاملا.وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم قد أعلن الأسبوع الماضي عن تعاقده مع مؤسسة فيزا العالمية لتصبح بمقتضاه للخدمات المالية مع (الفيفا) لمدة ثمانية اعوام، حيث يمتد التعاقد ما بين الاول من كاون ثاني ( يناير) المقبل وحتى عام 2014.وأخذت فيزا مكان ماستر كارد في تقديم الخدمات المالية للفيفا، حيث قدر التعاقد بنحو 350.4 مليون دولار، على أن تغطي نهائيات كأس العالم في عامي 2010 في جنوب افريقيا وفي 2014 التي لم تحدد الدولة المضيفة لها بعد.يذكر أن الفيفا ترتبط بعقود مالية مع شركات عالمية مثل كوكاكولا وهيونداي واديداس وسوني .