في المؤتمر الصحفي لأصالة وكاريكا أمس بالشيراتون
أثمار هاشم - تصوير علي الدرب:عقد بقاعة فندق الشيراتون على أجمل شواطئ اليمن بمنطقة جولد مور مساء أمس مؤتمر صحفي للفنانين العربيين المتألقين اصالة نصري وعصام كاريكا.(14 أكتوبر) كانت متواجدة في هذا الحدث الثقافي والفني الغنائي الكبير الذي يقام في الجمهورية اليمنية وتحديداً في عدن الجميلة فيما يلي وقائع المؤتمر:في بداية المؤتمر عبر الفنان المصري عصام كاريكا عن سعادته بزيارة اليمن متمنياً أن يقدم حفلة على مستوى يليق بالجمهور اليمني موضحا أن هذه الحفلة فيها جانب إنساني حيث سيخصص (30%) من إيرادها لدعم الأطفال مرضى السرطان في عدن ودعم أهلنا في غزة المحاصرة، مشيرا إلى أنه شخص لايكترث بالمقولات التي أثيرت حول مهرجان عدن الغنائي الأول وأن قدومه هو لإسعاد جمهوره من الشعب اليمني ولايتوقع أن يحدث شيء مما يروج من أقاويل مؤكدا أن الفن موجود في اليمن متمنياً أن يكون حضوره إلى عدن بداية لقدوم مطربين آخرين من كافة الدول العربية مضيفاً إنه عندما يحيي حفلات في الدول العربية يكون من بين جمهوره يمنيون وهذا واحد من الأسباب التي شجعته على المجيء إلى اليمن متوقعاً نجاح مهرجان عدن الغنائي الأول الذي سيقدم فيه أغنيتين جديدتين من البومه الجديد الذي يحمل عنوان (كل همك) الذي طرح في الأسواق قبل حوالي شهر إضافة إلى أغنية من ألحانه غناها الفنان عمرو دياب.وحول ما إذا ما كان يشعر بالاستياء من الحملة الكبيرة التي واكبت حضور الفنانة أصالة أجاب : أنه لايشعر بالاستياء من ذلك لأن أصالة فنانة كبيرة ولها جمهورها في كل مكان وأضاف بالنسبة لي أنا أشعر بالسعادة لوجودي في اليمن وفي عدن تحديدا هذا البلد الذي زاره من قبل فنانون كبار أمثال الفنان الراحل فريد الأطرش.وفيما إذا كان على علاقة بفنانين يمنيين رد : بأنه على علاقة صداقة بالفنان أحمد فتحي والذي حببه بالأغاني اليمنية من خلال ما سمعه منه وأضاف عدا ذلك لست مطلعاً كثيراً على الفن اليمني لذا أتمنى أن تكون هذه الزيارة فرصة مناسبة لذلك خاصة بعد أن التقيت عدداً من الأشخاص في المطار عكسوا طيبة هذا الشعب. وفيما يتعلق بالأغنية الشبابية التي يوصف عصام كاريكا بأنه أحد رموزها قال : إنه يرفض تصنيف الأغنية إلى شبابية وغيرها فهو وإن كانت أغانيه ذات طابع مرح لكن ذلك لاينفي أن بداخله حزنا وشجناً تجاه ما يدور حوله لأن ليس كل ما يغنى يعبر عن شخصية المطربين وقال : هناك أغاني أفلام قدمتها مؤخرا وعلى الرغم من كونها حزينة إلا أنها حققت نجاحا.وعن مشاريعه بعد مغادرته عدن قال : إنه بعد مغادرته لعدن يوم الجمعة سيعود إلى القاهرة ومنها إلى تونس لإحياء حفلة يوم الخميس ومن ثم العودة إلى القاهرة لمدة يومين ثم المشاركة في مهرجان سيقام في أبوظبي لصالح مرضي السرطان هناك.مؤكداً حبه للسفر واستمتاعه به ليكون بين جمهوره.أما الفنانة أصالة نصري فبدأت حديثها عن شعورها بالرعب منذ وصولها مطار عدن وقالت : أكثر ما كان يرعبني هو رد فعل أولادي الذين كانوا في حالة هستيريا خوفاً علي وكذا خوف أمي وإخواني عليّ فصحيح إني كنت شبه مهددة ولكن الخوف لم يتسرب إلى نفسي إلا بعد رؤيتي خوف المحيطين بي على حياتي وفي يوم سفري أثبتت لي أمي مدى حبها وتعلقها بي وكانت حالتهم بالفعل صعبة. وأضافت قائلة: لقد كنت أتابع جميع تلك التهديدات والتصريحات التي أثيرت حول زيارتي إلى عدن وقد كان قراري بالتحدي والمغامرة.. ولذلك فانى وصوالي عدن يعتبر تحدياً ومغامرة وأثار اندهاشي اعتبار أولئك الأشخاص الاحتفال بعيد الحب احتفالاً بالدعارة وهذا شيء لاأجد له تفسيراً عندي، مضيفة إنه في مرحلة مراهقتها لم تكن ذات علاقة عاطفية ولكن كانت الصداقة تأخذ الجزء الأكبر من جانب الإنسانيات لديها فبالتالي تفكر دائما بأشياء أكبر من الناحية الإنسانية واستغربت تفسيرهم عيد الحب بالدعارة فالحب لم يكن في يوم من الأيام يقتصر على المرأة والرجل فقط بل هناك علاقة حب الأطفال بوالديهم كذلك العلاقات بين الإخوة وقالت أول ما بدأت أغني كانت أغنية عن الحب تحمل اسم (لو تعرفوا) وبالتالي أغلبنا نحن كأشخاص طبيعيين ومعتدلين نحاول ألا نكون ننتمي إلى أي طرف، الحب عندنا يأخذ منحى خاصا، وأضافت قائلة : إنه طوال عمري لم أهد أو أتلق هدايا من أحد في عيد الحب إلا من أصدقاء ومن أهل أو من أولادي وأخواتي لأننا نعتبر أن الحب علاقة إنسانية سامية تربط بين الأهل والأصدقاء.وأوضحت أن تواجدها اليوم في عدن لإحياء المهرجان يأتي من منطلق مفهومها لعيد الحب بأنه رد جميل للأشخاص الذين اهتموا بها من اليمن وتعبير عن الحب للناس الذين أوصلوها إلى هذه المرحلة التي هي عليها اليوم.وحول سؤال وجه إليها فيما إذا كانت تود زيارة الفنان محمد مرشد ناجي الذي تعرفت عليه قبل بضع سنوات في مهرجان في سلطنة عمان قالت : أنا لاأمانع في ذلك إطلاقاً واحترم الفنانين اليمنيين فكثير من الناس يعرفون أن أستاذي الأول هو الفنان أبوبكر سالم بلفقيه الذي أنتمي لمدرسته.وقالت : أنا أحس أن الشيء الوحيد الذي بإمكانه أن يقوم بعمل توازن في حياتنا في ظل الظروف التي نعيشها من حروب ومشاكل في البلدان العربية هو الغناء. وبالنسبة لي عندما كنت أشعر بحالة صحية غير جيدة كانت السيدة فيروز هي المسؤولة الأولى عن تأهيلي إنسانياً حتى أني منذ عدة سنوات فكرت أكثر من مرة بالانتحار ولكن السيدة فيروز هي المسؤولة عن وجودي الآن بينكم كجمهور بعد الله فالموسيقى هي التي أعادت توازني وأنا متأكدة إننا نحن كعرب إذا فهمنا المفهوم الحقيقي للموسيقى ونأخذ الشيء الجميل ونترك الرديء فإن ذلك أفضل. وتساءلت هل معقول أن نغتال اليوم الموسيقى بما فيها أم كلثوم وعبدالحليم وغيرهما ونضعهم في سلة واحدة مع الرديء والمبتذل، فالفن فيه كثير من التطرف وفيه أشخاص متوازنون يقدمون الفن بأسمى صوره وهناك أشخاص يحاربون رسالة الفن بطريقتهم المبتذلة في الفن.وأضافت قائلة : اليوم اليمن وباقي الدول العربية بحاجة إلى التعرف على شكل الموسيقى الحقيقي لأنه المنقذ الوحيد لأرواحنا من المشاكل، مضيفة أنه إذا تم الاهتمام بالتربية الموسيقية للأطفال فهناك احتمال ألا نصل إلى حالة الحروب الداخلية لأن الموسيقى هي التي تهذب الروح.وتحدثت الفنانة أصالة نصري أنها قبل ثلاث سنوات بدأت من تحت الصفر لأنها كانت لديها مسؤوليات عائلية تجاه أطفالها وأمها وأختها ولم يكن لديها خوف على الإطلاق من حصولها على الفلوس.وقالت اعترف انه قبل تلك الفترة جنيت مبالغ كبيرة من عملي الغنائي ومنذ بدايتي الفنية لم أتحصل على مقابل إلا من فني الذي قدمته ومع ذلك لم يكن عندي خوف من القيام بمسؤولياتي لأن الفلوس لاتعني لي الكثير مشيرة إلى أن حضورها اليوم إلى اليمن بمقابل مادي أقل مما تعودت عليه وقالت أخذت نصف أجري فيما النصف الباقي سأدفع منه لفرقتي الموسيقية وسأتبرع به للأطفال مرضى السرطان ولأطفال غزة وهكذا بمفهومي الخاص بعيد الحب ألغيت مبالغ أكبر كان بإمكاني الحصول عليها من غير اليمن. فالمال بالنسبة لي يأتي بالمرتبة الثانية، أنا اريد من خلال تواجدي في اليمن أن أوصل رسالة أن هناك فناً فاسداً وأشخاصاً فاسدين وفناً يحمل رسالة، وقالت نحن تربينا على أشخاص كانوا على مستوى عال من الناحية الإنسانية مثل أم كلثوم، فيروز، ماجدة الرومي، أنغام والذين يوصلون رسالة مهمة كثيراً للإنسانية.وعند سؤالها عن أحب الألوان الغنائية إليها أجابت : بدايتي كان لها تأثير كبير في حياتي ولاأستطيع إنكارها وكانت في الأغنية المصرية وأيضا أنا من محبي هذه اللهجة ومن ثم الخليجية وقد نجحت في اللونين أما اللون الذي لم أغن به كثيراً لكن له طعم خاص عندي فهي لغتي أما الفنانون الذين تود العمل معهم أبدت إعجابها بالفنان حسين الجسمي والفنانين كاظم الساهر وصابر الرباعي .وفي سؤال وجه إليها عن الفن الهابط الذي يسود الوسط الفني حالياً ردت : كلنا في حاجة في أوقات معينة للخروج من الحالة التي نعيشها مثل التفكير المرهق ويرغب المرء في سماع أشياء مسلية أو مضحكة طبعاً عند متابعتي للساحة الفنية أتضايق من وجود أولئك الذين يقدمون الفن الهابط معي في نفس المسمى وبالنسبة لي أشعر بأن كلمة فنانة مسبوقة باسمي تشعرني بإحراج كبير لأنها تطلق على الكل فتحولت إلى كلمة مزعجة واسترسلت بالرغم من كون الفن الذي أقدمه صعبا وخاصة على الأطفال لكن رحلتي الأخيرة إلى الجزائر فاجأتني بأن عدداً كبيراً من الأطفال حضروا مع ذويهم إلى حفلتي هناك وكانوا يرددون أغنياتي رغم أنها طربية وصعبة وهذا أشعرني أن هناك توجهاً نحو الأغاني الطربية.وعن رأيها في الحملة التي شنت ضدها قبل مجيئها إلى عدن أجابت : أنا متأكدة أن أولئك الأشخاص يعبرون عن رأيهم فقط خاصة أننا نحن البشر اعتدنا أن نطلق أحكاماً عامة ونحن كعرب من عاداتنا أن نضع كافة الأشياء في سلة واحدة ونطلق الاتهامات بشكل عشوائي ونلصقها بغيرنا وللآسف نحن شعوب التصدير.وقالت في اعتقادي أن الموسيقى هي لإنقاذ الشباب فالكل يحب الموسيقى ومع ذلك يقوم بباقي واجباته.وأضافت أن ما يقال إنني سوف ألهي الشباب عن دينهم هذا شيء غير صحيح فالحفل الذي سأقدمه مدته ساعة ونصف فقط لايمكن أن يلهي الناس عن دينهم أما في حال أني كنت أقدم إغراء أو ٍشكلاً من أشكال الابتذال فأنا أقدم الكثير من تجاربي التي أحس فيها فائدة للآخرين كما أن لي ضميراً يتحكم في عملي وأحاول أن أقنع نفسي عند أدائي أغنياتي بأني مازلت حتى اليوم هاوية للفن.وحول رأيها في البرامج التلفزيونية التي يتخرج منها مطربون شباب قالت : للأسف هذه البرامج تخرج منها أشخاص لايملكون موهبة عالية، إلا أن هناك أشخاصاً موهوبين تخرجوا من هذه البرامج. وفي معرض إجابتها عن سؤال حول ما إذا فكرت بأداء اللون اليمني ردت : أنا تعاونت مع الفنان أبوبكر سالم بلفقيه مرة واحدة فقط وهو صاحب موهبة وكانت تلك الأغنية من الحانه وكلمات الشيخ محمد بن راشد بن مكتوم وأتمنى أن تتكرر هذه التجربة خاصة وأن الموسيقى اليمنية تتناسب كثيراً مع مقدراتي.وفي معرض إجابتها عن سؤال صحيفة (14 أكتوبر) فيما إذا كانت هناك معايير معينة تتبعها في اختيارها كلمات أغانيها (وفيديو كليباتها) قالت : ليس لدي معايير معينة غير أني أسعى ألا تكون كلماتي تحمل أكثر من معنى وهذا ما أشدد عليه في أن تكون أغنياتي واضحة جدا ولايكون لها أكثر من معنى أما طريقة أدائي فتكون بإحساسي بعيدة تماماً عن الإغراء خاصة في الحفلات التي أكون فيها أكثر انسجاما وهذا يعود إلى شكل المدرسة التي أنتمي إليها كما أني لاأوفر أي شيء من صوتي إلى حفلة أخرى فاحترم الجمهور الذي يحضر حفلاتي وأغني له بإحساسي وهذه الوجدانية في عملي تجعلني أحترم الناس الذين أنا بسببهم مسؤولة عن عدة أشخاص مادياً ومن خلال احترامي لهم أسعى إلى تقديم أفضل ماعندي وأن تكون صورتي مشرفة لأولادي وأفراد أسرتي.وفيما يخص الظروف المعاكسة التي تواجهها ردت : دائما إذا كان الإنسان مصراً على النجاح تواجهه مشاكل ولكن استمررت وأنا أساساً العناد صفة موجودة بداخلي منذ أن كنت طفلة عمرها أربع سنوات مصابة بشلل الأطفال وإصراري على المشي كبقية الأطفال وهذا ما ساعد في تقدمي بالعلاج وبشكل عام أنا إنسانة لا أحب الفشل والاستسلام ورغم خوفي دائما لكني أحاول التغلب عليه وأنتصر عليه فلقد تعودت منذ طفولتي أن أكون قدوة لإخواني ومن ثم أولادي لذلك أنا أترجم أقوالي إلى أفعال ولكني لا أدري صراحة لماذا تعاندني بعض الجهات ربما قد يكون السبب قوة شخصيتي.واسترسلت بالقول إن مديح الناس لها وربط أسمها بأفعالها حملها مسؤولية مظهرها.وعن انطباعها عن اليمنيين أجابت : أنا تعرفت على يمنيين كثر بداية من الشخص الذي تعرفت عليه وأسميت ابني على أسمه كان على درجة عالية من الأخلاق والتوازن والدين لم أصادفه في حياتي ومن خلاله رسمت صورة لليمن، أما تقييمي للفن اليمني فهناك فنانون كبار مثل أبوبكر سالم بلفقيه ومحمد عبده وجميعهم فنانون كبار ومعروفون على الساحة الفنية.