الموصل / وكالات : اختلفت ردود سكان الموصل (420 كلم شمال بغداد) التي تتهيأ لمواجهة «حاسمة» بين تنظيم القاعدة والقوات الحكومية مدعومة بالقوات الأميركية وقوات البشمركة الكردية التي أبدى كثيرون تخوفا منها.وبعيدا عن الاستعدادات العسكرية التي حولت المدينة إلى معسكر للجنود، واصل عبد الخالق مال الله من سكان محلة باب الطوب وسط المدينة تقديم الخدمات لزبائنه في محله للحلاقة، وقال تعليقا على إحاطة قوات البشمركة بالمدينة «الموصل مدينة عربية لن يتمكن أحد من تغيير هويتها».وبدوره طالب زهير عبد السلام من سكان حي الزهور باستمرار تقديم الخدمات لسكان المدينة قائلا «لا كهرباء لا ماء لا مشتقات نفطية للتدفئة في هذا الشتاء البارد... هذا ما تحتاج إليه الموصل الآن ولم نسمع أحدا من المسئولين يتحدث عن توفير هذه الخدمات الضرورية».ورأى الطالب الجامعي ممتاز إسماعيل -وهو بائع سجائر متجول في منطقة باب البيض التي هي أقدم مناطق مركز المدينة- أن الموصل تحتاج إلى أن تعيش بسلام ويحتاج أهلها إلى أن ينعموا بالحياة.وأضاف ممتاز «تعبنا من الشد والعصبية والبطالة والتفجيرات... نحتاج أن نبني أنفسنا وأن نبني المدينة، تعبنا من الظلام ليلا وانعدام متطلبات التدفئة... ولكن الكل يخاف من أن يقول الحقيقة، سئمنا كل ذلك».وعلى الصعيد الحكومي قال عضو مجلس المدينة عبد الستار خيرو «هناك انتهاكات قامت بها قوات البشمركة الكردية التي لم يسبق لها أن اجتازت الخط الأخضر الذي يفصل محافظة نينوى عن المناطق الكردية». وأضاف خيرو أن البشمركة قامت باعتقال مئات من السكان لم توجه لهم تهم جنائية أو إرهابية وأنزلت الأعلام العراقية من مباني القرى والقصبات المحيطة بمدينة الموصل مركز محافظة نينوى ورفعت بدلا منها الأعلام الكردية دون أن يعترض عليها أحد. إلا أن جمال قره داغي العقيد في الفرقة الثانية من الجيش العراقي التي تشكلت من أغلبية كردية تجاوزت 95 %، نفى ذلك قائلا «نحن بوصفنا جنودا عراقيين عربا أو أكرادا، في الموصل أو غيرها، مهمتنا هي محاربة الإرهاب والقضاء عليه وإعادة السلام إلى الموصل».ودعا قره داغي الضباط السابقين في الجيش العراقي من أهالي الموصل إلى الالتحاق «بالقوات التي تستعد لخوض المعركة ضد الإرهاب لأن أهل الموصل أولى بها كما فعل ذلك الضباط في محافظة الأنبار». وبينما تستعد القوات الحكومية لمعركة أطلق عليها «معركة الفصل»، يخشى سكان الموصل -وهي مركز محافظة نينوى وإحدى أهم المدن في الحضارة الآشورية التي ازدهرت في الألف الثانية قبل الميلاد- أن يكونوا ضحية تبادل النار مع المسلحين الذين يستعدون بدورهم للمعركة.وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد أعلن أن المعركة في الموصل ستكون الأخيرة ضد عناصر تنظيم القاعدة الذين تم طردهم من محافظات الأنبار وديالى وصلاح الدين وحصرهم في خانق الموصل وفقا للقادة العسكريين.