أثمار هاشميعرف الفقر بعدم قدرة الفرد على تلبية احتياجاته اليومية العادية بينما البطالة هي عدم الحصول على عمل يساعد الفرد على اثبات وجوده وكفاءته،لذلك تعتبر مشكلتا الفقر والبطالة من اكثر المشاكل التي تعاني منها دول كثيرة في العالم الا انهما تبرزان بوضوح في الدول النامية الفقيرة وقد يرجع السبب في ذلك الى عدم وجود خطط اقتصادية في تلك البلدان اضافة الى الهجرة المتزايدة من الريف الى المدن نتيجة لتدني الخدمات الصحية والمعيشية في المناطق الريفية مما دفع بسكان الريف الى المدينة بحثاً عن عمل وحياة افضل ، كما أن ارتفاع معدلات النمو السكاني في تلك البلدان وعدم قدرة الدول النامية على توفير وظائف لسكان المدن وخريجي الجامعات الذين تتزايد اعدادهم عاماً بعد اخر الى جانب القادمين من المناطق الريفية من غير المتعلمين والذين لم يستوعبهم سوق العمل وهكذا اصبحت مشاكل الفقر والبطالة تزداد حدة سنوياً مترافقة مع الازمات التي تعصف بالاقتصاد العالمي ويعكس تأثيره على الدول النامية الفقيرة.وعلى الرغم من وضع تلك الدول لخطط واستراتيجيات عديدة للحد من ظاهرتي الفقر والبطالة الا ان تلك الخطط والاستراتيجيات لم تفلح في التقليل من تفاقم تلك المشاكل وربما يكون ظهور مايسمى بالمشاريع الصغيرة والمشاريع المتناهية الصغر دوراً هاماً في ايجاد فرص عمل للكثيرين وبالتالي تحويل طاقاتهم من طاقات مهدرة الى طاقات فاعلة ومنتجة في المجتمع ومع هذا فان الدخول في تلك المشاريع يستدعي توفر رأس مال مناسب للبدء في مشروع ما وهو امرقد لايمتلكة البعض مما يدفعهم للعمل في مشاريع يعتمد رأس مالها حسب الامكانات الفردية لكل شخص هذه المشاريع التي يمكننا ان نطلق عليها اسم الاعمال الحرة الصغيرة (المفارش)والتي وجد انها تلق اقبالاً كبيراًمن قبل الزبائن وصلت معه الى حد منافسة المحلات التجارية نظراً لملائمة اسعارها مع دخل الكثيرين وبالتالي يمكن القول بأن هذه المفارش قد اسهمت في حدوث حراك وانتعاش بالسوق ومع كل هذا فان هناك بعض الجهات التي تعيق عمل اصحاب الاعمال الحرة الصغيرة (المفارش) منهم اصحاب المحلات التجارية الذين يجدون فيهم منافسين اقوياء اضافة الى بعض الجهات التي تمثل الدولة والتي تصف عملها بأنه يهدف للقضاء على العشوائية التي تنتشر فيها تلك المفارش والتي على الاغلب تتم بصورة تعسفية..وهكذا يتضح بأنه بدلاً من أن تقوم الدولة بتنظيم عمل تلك المفارش وتشجيع اصحابها الذين يحاولون جاهدين ان يخلقوا فرص عملهم بأنفسهم للخروج من دائرتي الفقر والبطالة فأن هناك جهات تمثل الدولة تتسبب في محاربة اصحاب المفارش وحرمانهم من مصدر الدخل الذي يمتلكونه وبالتالي اعادتهم مرة اخرى الى حالة الفقر والبطالة التي كانوا يعيشونها قبلاً متناسين ان غياب فرص العمل سوف يتسبب في ظهور مشاكل كثيرة في المجتمع من بينها السرقة والقتل وغيرها من الاعمال التي سيشكل وجودها تهديداً للمجتمع كلة..
باعة الارصفة و تعسف البلدية
أخبار متعلقة