خاطرة
انه عالم تضيع فيه معالم الزمان والمكان وتنكأ الجراح من الالام والبغض والكراهية والعذاب ..التقاني رجل وقال : الم تعرفيني؟انا المعركة في هذه الحياة .. اركبي قطاري فأنت بحاجة إليَّ ولو لبرهة فلا داعي للهروب فانا جزء منك . اغضبني كلامه فقلت له :لا اريد التبعثر في طريقك وانا اركب قطارك فجروحي مازالت دامية ألا تراها ؟! وصرخت بصوت اكثر ارتفاعاً يسمعني لاوجود للثقة بيننا !! قررنا الاثنان الصمت .. وبعد برهة خفت ان تذهب مني فرصة قد لا اجد مثلها !! كسرت الصمت قلت :- قد اضيع في عالمك فما الفائدة ؟لاتعذبني فمازلت مقبلة على الحياة . وها أنا مازلت واقفة منتظرة اترقب الافق متى يأتي قطاري فقد سئمت الانتظار !! مرة اخرى كنت وحيدة احلم بالجلوس على كرسي الراحة والامان فرأيته اتياً مبتسماً ليقول لي : - اريد فقط ان امد يد العون لك الى اين انت هاربة ؟لاول مرة نظرت الى عينيه ورأيت نفسي تائهة في عالم تتوه فيه الكلمة وتمحى في زمان النسيان لتبقى ذكرى في عالم اجمعت القلوب الحزينة بأنه في طريقة الى الانقراض .- تأملت عينيه وقلت له بصدق ، ساعطيك فرصة واحدة لا وجود للخيار فهناك اسباب واسباب تجعلني واقفة دون حراك او معنى ، ألم تر كيف كبر الرضيع ليصبح شاباً وتزوج الشاب ليصبح اباً وشق الخريف طريقه عبر السنين ليضع بصماته عليه ؟!واضفت .. وانت ايتها النفس البشرية مازلت الى الان تحاولين ان تجدي لك مكاناً ان تكوني مشاهدة في مسرحية ام ان تخوضى المعركة نفسها . أليست هذه هي روعة الحياة ، فمجرد السير فيها متعة بدلاً من ان يأتي الزمان بالاجل دون ميعاد ويخطفك . نظرت اليه ولم اعد حائفة اذ لابد من التحرك فانا انسانه تريد العيش بسلام . هكذا عرفت معنى الاستسلام وركبت قطار النسيان ولم اعد ابالي بالضياع او ان تضيع فيه هنيهة من حياتي او ذكرياتي لاصبح مجرد كائن في عالم النسيان .*أمل حزام