استقرار المياه في عدن
نعمان الحكيمازداد سكان عدن واهلها وناسها هلعا بسبب انقطاعات الكهرباء، التي بدأت الآن، فقط بالاستقرار، بعد عناء الانقطاعات الكثيرة، والحمد لله فقد استقرت حالتها اليوم اكثر بكثير عما كانت عليه قبل ايام .. وكان مبعث الهلع ان يسري الحال على المياه، فهي ثاني اثنين مهمين للحياة، بل هي الاكثر اهمية قياسا بالكهرباء، خاصة وان الاسواق قد امتلأت بالمصابيح والتريكات اليدوية على مختلف اشكالها وانواعها وادائها وهلم جرا.* الهلع كان يعيشه الناس في ترقب، خاصة سكان المرتفعات من عمارات وجبال وغيرها، حين بدأ ضخ المياه يتأثر بسبب انقطاع الكهرباء، واستعد الناس بالبراميل والدسوت والصحون اضافة الى الخزانات الموجودة في اسطح المساكن .. فلم يعد هناك ثقة الا بالاحتياط .. هذا الى جانب تغير لون المياه وازدياد الملوحة فيها وذلك يتجلى من خلال تآكل الاواني والطحالب العالقة في الخزانات التي صارت اشبه بمملاح.. ان جاز التعبير.* نسوق هنا هذه الامثلة وقد رددناها في مواضيع سابقة، ولكن لربما لان التكرار يفيد الشطار، ولانعني بكلمة شاطر هنا المعنى المراد في ادب (الشطار والعيارين) في تاريخنا، بل في شطارة ايجاد الحلول التي نلمسها اليوم ولله الحمد ...* مياه عدن وبرغم التكالب والجشع عليها وكثرة المعامل التي تدعي انها مياه كوثر وصحة وعافية.. الا انها في معظمها عادية واكثر من اعتيادية.. هذه الايام نجد استقرارا مشجعا لنقول : برافو لمياه عدن وتعظيم تحية وسلام للقائمين عليها، وهم من الكفاءات التي نفخر بها لتفانيهم واخلاصهم في تطور هذه الخدمة الهامة للناس والتي لاغنى عنها ابدا.* ان هذا الاستقرار والنعمة التي نحن فيها يجعلنا في تخوف برغم الاطمئنان، اذ هل يكون ذلك استقرارا فعليا ام مجرد سحابة صيف وتنقشع، وتظهر من جديد الانقطاعات ونصبح بعد الكهرباء في خبر المياه؟!* لكن مع ذلك نقول : ان الاجراءات المتخذة في هيئة المياه، او بالاصح المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي تشير الى توجه جاد لاصلاح الخلل ورفد الحقول بمستجدات التكنولوجيا وعمل خزانات ضخمة في الجبال وتغيير الشبكة القديمة من انابيب المياه بشبكة جديدة تواكب العصرنة والمدنية لعدن باكملها.* ولذلك نرى ان انتظام سريان المياه ربما قد اوصل الحكومة الى تفويض مؤسساتها بالسيادة على المياه ووضع اليد ومحاسبة الجشعين والمتكسبين وايقافهم عند حدهم .. وهو على مايبدو قد اوصل الى استقرار للمياه وانتظام في توزيعها وهي نعمة من نعم الله سبحانه على هذه المدينة واهلها التي يبلغ عمرها اكثر من اربعة آلاف سنة وهي لاتعرف الازمات ابدا.* ان وضعاً طيبا كهذا ينبغي ان يتعاظم ويتطور خدمة للناس ومواكبة للحياة العصرية التي يفترض ان تكون عدن فيها سيدة المدن العربية ولؤلؤتها وجوهرتها التي نفاخر بها .. وذلك من خلال انتظام الخدمات فيها، وقد بدأت فعلا في عهد المحافظ الجاد الاستاذ احمد محمد الكحلاني الذي يولي هذه المدينة اهمية تليق بها كمدينة حرة ان شاء الله تعالى!.* ومن خلال الاستراتيجية الوطنية للمياه، نأمل ان تحظى عدن بالاهمية الكبيرة كونها مدينة حارة ومنطقة حرة، ونعلم مدى ذلك لدى اهل الشأن الذين نثق انهم عند حسن الظن.. وبالله التوفيق دائما وابدا.