غضون
- أحدث دراسة علمية تقول إن الخطوط التي يسطرها الناس على الورق هي أفضل وسيلة لمعرفة شخصيتهم، ومن قبل قيل عروق اليدين، وإن المنصب تفضحه عيونه، لكن يبقى اللسان أقدم الوسائل وأكثرها نجاعة.. فما بين فكيك مصدر فضيحتك واللحمة التي يعرفك الآخرون من خلالها.. تكلم فقط والناس بعد ذلك هم الذين سيعرفون من خلال كلامك ما إذا كنت ذكياً أم غبياً مثقفاً أم جاهلاً يمنياً من المحويت أم سورياً من حلب.. تكلم وستفتفح إذا كنت مدعياً أو منتحلاً شخصية.. وهذا الذي نعيد التذكير به ينطوي على تحذير مهم بالنسبة لكبار القوم، مع نصيحة لهم أن يبقوا صامتين دائماً وهم خارج منزل العائلة حتى لا يفتضحوا وحتى لايثيروا الاضطراب في نفوس واذهان الناس. فبعض كبار البلد وخاصة القادة السياسسيين الذين إذا تكلموا فأنت غالباً أمام خزانة مزدحمة بالتناقضات والشائعات والخداع والمعارف المزيفة والافتراءات المكشوفة، وكلما ازددت استماعاً لما يقولون أو يكتبون ازددت جهلاً وارتباكاًَ، وأكبر شهيد على ذلك قادة المعارضة.- ذكر الكاتب فيصل جلول مرة أن مسؤولاً يمنياً كان ضمن وفد رسمي زار باريس حدثه عن إعجابه بجمال تلك الشابة «ماري انطوانيت» بمناسبة وجودهما معاً في قاعة ماري هذه، وعندما سأله كيف تعرف بها؟ قال إنه شاهدها في فيلم سينمائي! ولو لم يتكلم هذا المسؤول لما فضحنا هناك في باريس، إذ إن الملكة ماري انطوانيت قد ماتت قبل أن يولد هذا الأحمق بنحو مئتي سنة.. لكن صاحبنا عاد من باريس بفائدة لأنه عرف من محدثه أن تلك التي شاهدها في الفيلم هي ممثلة تؤدي دور ماري انطوانيت!! فما الفرق بين هذا المسؤول الكبير وبين تلك المرأة الريفية التي تقول جارتها إن مذيع برنامج ما يطلبه المستمعون «حمار» لأنه في كل مرة ينقل للعروسين التهنئة بمناسبة «شهر العسل»، وتبدي دهشتها من سكوت المسؤولين عن هذا التكرار الممل بينما هناك شهور أخرى مثل شهر رجب وشهر رمضان وشوال، فعندها أن «شهر العسل» أحد شهور السنة، وبالتالي يمكن أن يقول المذيع مرة: يهنئون العروسين بمناسبة شهر ذي الحجة وحياة زوجية سعيدة ومرة بشهر صفر.- إلى الشيخ أنيس الحبيشي.. شكرا ياسيدي على ثنائك.. إني فخور بشهادة رجل كبير مثلك، وفخور أن أحظى بقارئ في وزنك.. وأعلموا ياسيدي أني أسعى أن أكون يوماً كما مدحتني.. مع تحية المحب.