(أشواق وأشواك) قفزة درامية تحمل المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون مسؤولية كبرى
كتب /احمد الحامد أن تخوض المنافسة الدرامية في شهر رمضان الذي تزخر خارطته بأقوى ما تنتجه شركات الإنتاج الفني في الوطن العربي فهذه مجازفة لا يقدم عليها إلا محترف مشهود له بالتمكن في المجال الفني أما أن تستطيع المنافسة بالفعل وتكسبها فهذه خطوة جبارة إن لم نقل «قفزة» تستحق التصفيق وتثير الإعجاب لكنها في الوقت ذاته تحملك مسؤولية كبرى وهي الحفاظ على المكانة التي بلغتها والانطلاق منها نحو مراتب أعلى توصلك إلى القمة المنشودة . وقد خاضت « المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون هذه المنافسة وكسبتها من خلال تقديمها للمسلسل الناجح » أشواق وأشواك” الذي توفرت له معظم عناصر النجاح الفني واستطاع اكتساب شريحة واسعة من المشاهدين في كل أنحاء اليمن على مدى ثلاثين حلقة طوال الشهر الكريم فهل تفعلها المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون وتحافظ على هذا المستوى من النجاح في قطاع الإنتاج الدرامي لتنطلق منه إلى نجاح أكبر؟! ... [c1]الحرازي .. الأكوع .. نوال عاطف [/c]لاشك في أن أهم عوامل نجاح مسلسل “ أشواق وأشواك “ كانت في جودة الأسلوب الذي صاغ به السيناريست “ عبدالسلام الاكوع “ سيناريو المسلسل عن قصة المؤلف “ يسري عباس “ بسلاسة وتصاعد درامي سريع للإيقاع حافل بالتشويق والإثارة من خلال حركة الشخصيات والتركيز الذكي على علاقتها بالأماكن والأشياء المحيطة بها وبشكل يضمن إظهار مكنوناتها النفسية وانفعالاتها مع إبراز الخصوصية اليمنية من خلال الحوار ورسم المواقف ككل ... والعامل الثاني من عوامل نجاح المسلسل كان وجود رؤية إخراجية متميزة للمخرج “ عبدالعزيز الحرازي .. قدم من خلالها الأحداث في قالب جذاب بعيداً عن الرتابة من خلال اختياره للزوايا التي وجه منها عدسات كاميراته وحرصه على تناسق الصور البصرية ورسمها بالتناغم الواضح بين ملابس الشخصيات وألوان الديكورات التي تشكل الخلفيات وكذا الإكسسوارات وألوان الإضاءة ودرجاتها بأسلوب تشكيلي راقِ والاهم تحديد زمن المشاهد بحيث تجنب التطويل الممل من خلال تقطيع زمن كل مشهد والانتقال والعودة من موقف إلى أخر بإيقاع منظم من دون بتر أو إنقاص للموقف أو الحوار وفي الوقت ذاته من دون ربط عين المتفرج بمشهد واحد لوقت أطول مما يجب .. كما أن اختيار مواقع التصوير الخارجية كان للضرورة وبمقتضى الموقف والحدث الدرامي ولم يكن لمجرد الخروج عن حدود مساحة الأماكن الداخلية. العامل الثالث للنجاح تمثل في الحضور الطاغي للفنانة “ نوال عاطف .. التي قامت بدور “ الحاجة حميدة “ شخصية العمل الرئيسية وأداؤها المتمكن لجميع مراحل الشخصية وانفعالاتها وعلاقتها ببقية الشخصيات سلباً وايجاباً وبإجادة وأكدت أننا أمام نجمة يمنية لايستهان بقدراتها الفنية ويمكنها تقديم الكثير لخدمة الدراما الفنية اليمنية ولا تقل موهبة عن النجمات العرب! [c1]الأداء التمثيلي .. درجات [/c]تنافس نجوم العمل في إظهار قدراتهم التمثيلية بقوة خدمت العمل وعززت نجاحه ولم نشعر أن احد الممثلين كان غريباً عن الشخصية التي يؤديها أو لا تناسبه باستثناء بعض “ الكومبارس “ في المشاهد الخارجية الذين كان أداؤهم اضعف مما يجب وغلب على أدائهم للحوار التقريرية والقراءة الآلية أي انه يلقي عبارات تم تحفيظها له دون وعي بمعناها أو اجاده في أدائها اذكر منهم بعض الذين قاموا بأداء ادوار “ المحامين “ أو رجال القانون أمام مبنى محكمة أو جيران “ الحاج عثمان” الذين اكتشفوا وجود السجين الهارب منصور في شقته ومن ثم مقتل الحاج عثمان وكانت هذه من شوائب العمل لكنها لم تنقص من قيمته؟! “ نبيل حزام “ و” منى الاصحبي “ كانا نجمين يؤديان باحتراف وخبرة “فؤاد الكهالي “ و” عصام القديمي “ أظهرت طريقتها في الأداء معالم نضج فني مبشر .. “ عادل سمنان “ .. بذل جهداً واضحاً في دور المحامي “ مبخوت “ رجل القانون المتلاعب عديم الضمير لكنه لطيبة ملامحه ولهجته المتلعتمه وحركاته المرتبكة كان اقرب إلى من يرتدي جلباباً أوسع من مقاس جسده ولم يكن مقنعاً بدرجة كافية لكن اجتهاده يستحق التقدير ..” منى علي “ ذكرتني ببدايات “ خيرية احمد “ الممثلة المصرية لكن تلقائية “ منى علي “ وخفة ظلها كانت آسرة .. سحر الاصبحي “ كانت مشاركتها متميزة وان شاب أداءها بعض التشنج المبالغ فيه احياناً : “ خالد مشوار “ ادى بأستاذية تستحق الاحترام وكان بسيطاً شديد الالتزام والحرص على خدمة الشخصية المركبة التي يؤديها وبدا سهلاً ممتنعاً .. «محمد علي قاسم “ و” إبراهيم شرف .. وشفيقة يحيى .. تقاسموا روعة الحضور السلس خفيف الظل وكان أداؤهم ممتعاً وأنبأ أداء «شفيقة» .. عن ولادة فنانة كوميدية لها شأن مستقبلي جدير بالاهتمام .. مديرة التصوير “ ذكرى حميد القدسي “ والمصورة “ كريمة التركي “ كانتا من أهم ركائز نجاح هذا العمل الفني الرائع وتستحقان التصفيق لهما بإعجاب لا حدود له .. [c1]جنود .. شبه مجهولين ![/c]من عيوب المسلسل الطريقة التي كتبت بها أسماء الممثلين في مقدمة العمل فقد تم كتابة الأسماء جماعياً باستثناء الثلاثة أو الأربعة الأسماء الرئيسية ما افقدنا التعرف على أسماء بعض الممثلين الذين ليس لهم تاريخ معروف وكذا الوجوه الجديدة والتي كانت أكثر من ممتازة .. ومن الممثلين الذين شدوا الانتباه دون التمكن من معرفة أسمائهم الممثل الذي أدى شخصية (برهان) .. زوج (منى الأصبحي .. في مسلسل فقد كان أداؤه متميزاً ولا يقل احترافية عن نجوم العمل الرئيسي، وكذا الممثلة التي أدت دور (زوجة نبيل حزام) أبدعت بغير ابدعت من دون تكلف وبدت من أصحاب المقدرة الفنية الذين يمكنهم مع تنامي الخبرة والصقل المستمر أن يظهروا طاقات فنية تخدم المجال الدرامي في اليمن.ومن الوجوه الشابة الفنان الذي أدى دور (سامي) فقد أمتلك مقومات النجومية شكلاً وصوتاً وأداء وأدى بصدق وعفوية لافتة للنظر ومن الظلم أن يضيع اسمه في زحمة الأسماء المكتوية جماعياً!!(عذاري) (أماني) (وسماء) و (أحلام) مواهب واعدة وتستحق الإعجاب!![c1]نوال عاطف.. أولاً.. وثانياً:[/c]أعود إلى الفنانة (نوال عاطف) نجمة المسلسل الأبرز وأتساءل كبقية من تابعوا هذه المسلسل: من أين جاءت (نوال عاطف) ؟! وهل هذا هو أول أعمالها؟ أم أن لها أعمالاً أخرى فاتتنا مشاهدتها؟! أن ممثلة بهذه المقدرة يتوقع منها الكثير فقد امتلكت كل مواصفات النجمة من موهبة أصيلة وملامح جذابة وصوت قوي واثق واداء احترافي من الطراز الأول .. وأسئلة كهذه لن يجيب عنها سوى نوال عاطف ذاتها إذا جمعنا بها لقاء صحفي قادم ان شاء الله .[c1]ملحوظة أخيرة:[/c]أغنية المقدمة لم تكن موفقة لحناً وأداءً ولم ترتق إلى مستوى قوة العمل نصاً وأداء وإخراجاً .. وهي بالضعف نفسه الذي شاب أغنية المقدمة لمسلسل (الوصية) .. مما يثبت أننا حتى الآن لم نع الفرق بين تقديم أغنية في حفل فني ساهر وأغنية تصويرية .. تشرح قصة عمل درامي وينبغي لموسيقاها وأداء مغنيها أن تكون على مستوى الحبكة درامياً ومشحونة بالأحاسيس التي تجسد لنا مرامي أحداث العمل وتصور مواقفه وما تحمله من انفعالات ومشاعر مستخلصه من قلب الأحداث!