غضون
- خبر قصير نشر في الصحف والمواقع الإلكترونية قبل أيام يقول إن وزارة الثروة السمكية أعلنت عن فقدان قارب يسمى (الفهد) في عرض البحر يحمل (22) مواطناً بينهم (15) طالباً من جزيرة سقطرى كانوا متوجهين إلى المكلا، وبعد (8) أيام ينشر خبر قصير أيضاً يقول إن المفقودين عثر عليهم قبالة سواحل المهرة بعد أن زحزحت الأمواج قاربهم إلى هناك بسبب عطل أو نفاد الوقود.. الحمد لله على سلامتهم، وشكراً لوزارة الداخلية وإدارتي أمن حضرموت والمهرة ولخفر السواحل وللصيادين الذين شاركوا في البحث عن (22) مواطناً وقاربهم.. ونطلب منهم العفو لأننا خذلناهم.. مع أن القضية تتعلق بمصير (22) مواطناً فقد شغل عنهم الإعلام بالتوافه ولم يلفت انتباه المجتمع إليهم، ولم يثر قضيتهم في العالم الخارجي لكي يتفاعل معها وتقوم سفنه ومروحياته بالمشاركة في البحث عنهم، وهذا معهود في كل القضايا المماثلة.. خبران قصيران في بعض الصحف والمواقع الإلكترونية وغابت القضية في الإعلام الرسمي الأكثر تأثيراً الذي كان يتوجب عليه تحويلها إلى قضية رأي عام تعكس اهتمامنا بمواطنينا وقلقنا على من يتعرض منهم لخطر يهدد حياته.- حوصر (33) عاملاً في أحد المناجم في شيلي، ومنذ وقوع الحادثة في أغسطس إلى أن تم إنقاذهم قبل أيام حول الإعلام الشيلي أنظار العالم إلى ذلك المكان.. الرئيس الشيلي وزوجته والخبراء والمواطنون والوزراء هناك يتحركون ويتابعون ويحملون الورود والعلم الوطني ويصلون من أجل سلامة عمال المنجم المحاصرين، وكلما خرج عامل وجد أسرته والحكومة والمحتفلين في استقباله، إنهم مواطنونا.. مواطنونا الواقعون تحت تهديد الموت غرقاً.. ومع ذلك لم نظهر قلقاً أو تضامناً أو استقبالاً أو حتى خبراً في التلفزيون.. في حين أن المثال الوطني والإنساني في شيلي لم يزل طازجاً وماثلاً أمام أعيننا.. والأسوأ من ذلك أن المسؤولين في وزارة الداخلية والقوات البحرية وخفر السواحل الذين كانوا يتابعون قضية المفقودين ويعملون من أجل إنقاذهم ظلوا في هذه الأثناء ومن قبل ومن بعد عرضة للهجوم بشتى التهم والشائعات المخذلة من قبل الإعلام المعارض، وكأنه لا يكفيهم تجاهل الإعلام الرسمي.. وإجمالاً كانت هذه القضية محاصرة بالظالمين من كل جانب.. هل تأكد الآن أننا خذلنا حبايبنا في البحر.. والبر أيضاً.- بقي القول المهم.. وهو أن هذه القضية يتعين أن تلفت انتباه الحكومة إلى سقطرى.. يتعين تأمين عملية انتقال المواطنين منها وإليها، فهي جزيرة كبيرة ونائية وتتعرض للعزلة بسبب اضطراب البحر والعواصف التي تهب في مواسم من السنة، ولذلك يتعين إعطاؤها استثناءات خاصة لتأمين الانتقال والعملية الاتصالية.. لا أدري كيف سيكون ذلك.. فهذا شغل المتخصصين ومسؤولية الحكومة.. ما أعرفه أن (22) مواطناً كادوا أن يغرقوا أثناء ركوب البحر.. وقد نجوا والحمد لله.. لكن من يضمن ذلك في المرة المقبلة ما دامت عوامل واحتمالات التهديد قائمة.. قيل في هذه القضية كثير من الكلام.. قيل إن قارب (الفهد) تعطل.. وقيل بل نفد منه الوقود.. وقيل إن الطلاب اضطروا لركوب قارب الصيد هذا لعدم وجود خيارات أخرى أفضل كالطيارة لأن (اليمنية) ليس لها رحلات من وإلى سقطرى و(السعيدة) أسعارها مرتفعة.. وسواء كانت واحدة من هذه أو كلها هي المشكلة فقد عرفت المشكلة إذن.. ويجب على الحكومة حلها.