أعتقد أن قضية استمرار الارتفاعات السعرية التي تشهدها الكثير من المواد الغذائية الأساسية إلى جانب بقية المواد الإستهلاكية والخدماتية، لن تتوقف عن المعاناة لدى المواطنين مالم تتخذ الحكومة، وهي المعنية الأولى إلى جانب بقية المؤسسات الاقتصادية الخاصة بأن تتخذ إجراءات تنفيذية تتجاوز الإجراءات المعلنة عبر وسائل الإعلام، خاصة وأن الصورة اتضحت للجميع بوجود قوى لانقول أنها “متآمرة على الوطن” بل قوى جشعة لها مآرب اقتصادية وسياسية في استمرار هذه الارتفاعات غير المبررة وغير الواقعية كما تزعم هذه القوى.من مفيد القول أن هناك ارتفاعات سعرية عالمية لم تسلم منها حتى الدولة الصناعية الكبرى، ومرد ذلك لجملة من العوامل الاقتصادية والمناخية ناهيك عن عوامل سياسية يشهدها العالم منذ العام المنصرم تحديداً .. وكثير من بلدان العالم خاصة البلدان النامية ومنها بلادنا، تأثرت وبشكل كبير بهذه العوامل ولم تستطع الإجراءات المتخذة مواجهة هذه الأزمة والإشكالية التي أوجدت لدى بعض أحزاب المعارضة المريضة فرصة لشن هجوم واسع وشرس ضد الحكومات، كما هو حاصل اليوم في بلادنا، حيث تركت أحزاب المعارضة وتحديداً أحزاب اللجنة الغريبة “اللقاء المشترك” قضايا رئيسية يتوجب عليها الخوض فيها إذا كانت تدعي حرصها على الوطن والعمل على تحقيق مطالب الناس من خلال وضع الحلول البديلة والمناسبة للمشاكل أمام الحكومة باعتبار أن المعارضة الوجه الآخر للنظام.في المقابل لانقلل من جهود الحكومة رغم قصر عمرها الذي لم يتجاوز العام حتى هذا التاريخ، ومواجهتها تحديات سياسية واقتصادية وأمنية داخلية وتوثرات إقليمية ودولية كبيرة.ولعل استغلال المعارضة “المشترك” بتخطيط وبدعم خارجي أكدته الوقائع والأدلة، حركة الاعتصامات التي اندلعت في عدد من المحافظات الجنوبية منذ يوليو العام المنصرم والتي جاءت نتيجة طبيعية لما تركته حرب الانفصال المهزومة صيف 1994م من آثار سلبية زادت من حجم المعاناة الاقتصادية والاجتماعية وكذلك السياسية التي واجهها ويواجهها النظام رغم الإجراءات المتخذة وبتوجيه مباشر من فخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية لمعالجة هذه الآثار إلى جانب إعادة بناء وتأهيل المحافظات الجنوبية لمواكبة تأسيس وبناء اليمن المتطور واللحاق بالتطورات المتسارعة من حولنا.ولايستطيع أي مواطن حتى الذين لايزالون يلبسون النظارات السوداء أن ينكر أن المحافظات الجنوبية ومنذ الانتصار للوحدة صيف 1994م شهدت ما أشبه بالمعجزة في جوانب التنمية والبناء والتحديث .. ولعل عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية كانت وستظل محط اهتمام خاص من فخامة الاخ رئيس الجمهورية الأمر الذي جعلها اليوم بهذه الصورة الرائعة من الجمال والأمن والاستقرار إلى جانب ما يحمله المستقبل لها من مشاريع تنموية واقتصادية وسياحية ستجعلها بالفعل عروس المنطقة وبوابة الخير للوطن.وعودة إلى موضوعنا المتعلق بالأسعار وتفويتاً على المعارضة فرصة استغلالها بشكل قذر، فإننا نطالب الحكومة سرعة تنفيذ مصفوفة البرنامج الانتخابي لفخامة الاخ رئيس الجمهورية من خلال إحداث نقلة نوعية في المسار الاقتصادي والتنموي والاستثماري الذي سيؤمن وجود فرص عمل لامتصاص البطالة ويعزز من حالة الأمن وتحسين مستوى معيشة الناس .. كما يتوجب وهذا ماتم الاخذ به في الدول الشقيقة المجاورة، إعادة النظر في إستراتيجية الأجور والمرتبات حتى تلبي ولو بالحد المعقول مواجهة الموظفين لارتفاعات الأسعار المتزايدة يوماً بعد آخر.
|
اتجاهات
الأسعار مرة أخرى!!
أخبار متعلقة