متناسياً ضياع حقوقه الفكرية والأدبية ..
لقاء / سحر درعان على كورنيش الشهيد قحطان الشعبي بعدن وبين الزحام يتجول العديد من الباعة ويمر بعض المتسولين من بجانبي وفجأة أطل علي رجل وأعطاني ورقة، في البداية ظننته متسولاً وبعد أن أمعنت في الورقة المكتوب فيها قصيدة إذا به يقول لي هي بعشرين ريالاً إذا أعجبتك تستطيعين شراءها.. استفزني ذلك المنظر وقررت فوراً أن أجري معه هذا الحوار وإليكم أيها القراء ماذا قال: - ممكن تعرفنا بنفسك ؟ - عبدالغني يوسف علي أبو ربيع اليوسفي من محافظة تعز من مواليد 1962م. - مدرس لغة عربية أساسي وثانوي .- بداياتك مع الشعر كيف كانت؟ -كان هاجساً منذ الصغر وعمري حوالي 12 سنة تقريباً كنت أكتب الشعر وأمزقه وكان والدي شاعراً. في عام 1978 - 1979م بدأت أنشر القصائد في الجرائد أحياناً في مجلة الوطن الشهرية للمغتربين. كان والدي هو المشجع الأول لي وكان يلقي الشعر لكي أحفظه كانت ميزته أنه يكتب الشعر ثم يحفظه. - هل لديك قصائد مغناة؟ - نعم غنى لي الفنان عبدالباسط عبسي / عبدالغفور الشميري / عبده إبراهيم الصبري ، كما توجد لدي أغان لكن مباعة، فأنا أبيع القصائد أطبع أشعاري وأعيش لكي أواصل الحياة. - مكتب الثقافة ماذا يعني لك ؟ - ذهبت إلى مكتب الثقافة في تعز وفي عدن لم أجد أي قبول للموضوع ولا أي اهتمام وإنما كانوا يدعونني أن وجدت حفلات وطنية أو منتديات شعرية . - هل تنتمي إلى منزل للشعر؟ - نعم مثل منتدى السعيد الذي يكفله المرحوم هائل سعيد أنعم كما تحصلت على جائزة السعيد في عام 2003م ،ووعدني مدير مكتب الثقافة في تعز بأن يهتم باشعاري ويعمل مخصصاً لهما لكن لا حياة لمن تنادي. - كم كتبت من الشعر الغنائى؟ - جميع أشعاري غنائية من الدرجة الأولى عن الوحدة ، بدرجة كبيرة ( عاطفي / سياسي ). - كيف جاءت فكرة بيع الأشعار للمشاة ؟ - أدركت أنني إنسان ضائع لدرجة اليأس وكنت محبطاً فقال لي الكثير من الناس أنت تكتب شعراً جميل فلماذا لا تبيعه وتكسب منه فجاءت فكرة أن أبيع أشعاري وأكسب منها قوت يومي. - غادرت إلى المملكة العربية السعودية لأبحث عن عمل فعملت في محل لصيانة السيارات وعندما علم صاحب المركز أنني شاعر قدم لي يد العون فقال لا يمكن أن تعمل في صيانة السيارات أنت شاعر من الدرجة الأولى، كما أعطيت قصائد كثيرة للفنانين منها ما غنيت ومنها ما سمي بغير أسمي كوني محتاجاً للمال وبعضها غنيت بأسمي من قبل الفنان أمين سعيد من أصل يمني مقيم في السعودية. كما قام أحد الأشخاص الخليجيين بالاستيلاء على معظم أشعاري المكتوبة باللهجة الخليجية ونسبها إليه بموافقتي ورضا مني كوني محتاجاً للمال. مؤسسة الثقافية تقدم للناس فرصاً للمسابقات الشعرية والأدبية تقدمت حوالي ثلاث مرات فقط وحصلت على جوائز رمزية فقط لا غير لأن أشعاري كانت هواية في البداية . لكن الظروف هي التي وضعتني في الأمر الواقع الآن. - كلمة تريد قولها ؟ - أتمنى أن تهتم وزارة الثقافة بالمبدعين والشعراء اليمنيين قبل فوات الأوان وكلمة شكر لمنزل هائل سعيد الذي يحتضن الناس والمبدعين من دون أي مجاملة بل كلمة حق. وأنا عندي القدرة على التلحين لكني لا أجيد العزف على العود ولدى القدرة على التلحين الفوري في أي مكان. المحررهذا هو حال شاعرنا اليمني أبو ربيع فهل من مجيب أم أن الحق ضائع ومغيب في هذا الواقع. شاعرنا لديه القدرة على الشعر في أي لحظة فعنده موهبة معطاة من عند الله لماذا لا يشجعها مجتمعنا ؟ .. فما رأيكم أيها القراء عندما يبيع شاعرنا القصيدة بعشرين ريالاً ؟ يجب أن يوجد الاهتمام والرعاية لهذه المواهب لكي يحافظوا على التراث اليمني من الضياع والنهب. أيتها الجهات المختصة أنظري بعين الرحمة على الأقل لهذه النتاجات الفكرية المسلوبة سواء كانت للمبدعين في الشعر أو غيره مثل الغناء والرسم وغيرهما لا تخفي الأمر بل خذيه بعين الاعتبار.