لندن / 14 أكتوبر / متابعات:في الوقت الذي سدد ماكس تونتي كرته من ركلة جزاء ترجيحية فوق العارضة في مباراة روما في الدور الـ16 لدوري الأبطال ضد ارسنال، فقد أصبح في حكم المؤكد أن أندية النخبة الانكليزية قد سيطرت على الدور الربع النهائي مرة أخرى، في الوقت الذي كانت صحيفة «سبورت» الكاتالونية تضع اللمسات الأخيرة على صفحتها الأولى. وإذا كانت الأندية الانكليزية تشعر بالاعتزاز لهذا الانجاز، فإن برشلونة أصبح أكثر من نادٍ متحمس: «إننا نشاهد بطل المستقبل»، هكذا كان العنوان الرئيسي لصحيفة «سبورت».فخر قبل انهزام، ولكن ربما كان برشلونة، الذي سحق ليون 5 - 2 مع عرض مبهر في الدور الـ16 من هذه البطولة في الأسبوع الماضي في حين أن بايرن ميونيخ قد أهان سبورتنغ لشبونة 12 - 1 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، هو النادي القادر على الصمود وتحدي الأندية الانكليزية. ومن المؤكد أنه هذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه مانشستر يونايتد الذي كان يعاني بشدة في «نيوكامب».حتى لو أن «الشياطين الحمر» سوف لن يواجهوا برشلونة في الدور الربع النهائي عند اجراء القرعة يوم الجمعة المقبل، فمن المتوقع أن يكون هناك عدد من مسؤولي النادي الاسباني في «أولد ترافولد» للتجسس على أسلوب لعب مانشستر يونايتد لزيادة المعرفة، الذي، إذا فاز متصدر الدوري الانكليزي بدوري الأبطال، فمن المؤكد أن يلتقي مع برشلونة في مرحلة ما، حتى لو كانت في المباراة النهائية.ويؤكد ذلك مهاجم برشلونة الفرنسي تيري هنري الذي سجل هدفين من الأهداف الخمسة في مرمى ليون يوم الأربعاء قبل الماضي، بينما سجل الأهداف الأخرى سيدو كينا والكاميروني صامويل ايتو وانتهى مهرجان الأهداف برائعة من ليو ميسي، عندها أعلن مدرب ليون بأن النادي الاسباني هو المرشح الأقوى للفوز بدوري الأبطال.
وإذا كان برشلونة يريد الفوز بهذه البطولة، فعليه أن يحقق النجاح عند مواجهة المعارضة الانكليزية، فهو الموقع الذي اعترف مدربه بيب غورديولا بأن له مذاقاً خاصاً. إذ إنه من المستغرب بأن فريقه يلعب كرة مثيرة ومدهشة ويتصدر الدوري الاسباني بست نقاط ووصل إلى نهائي «كأس الملك»، وقد سجل 113 هدفاً في 67 مباراة في «لا ليغا» بالمقارنة مع مانشستر يونايتد وتشلسي 48 هدفاً و54 لليفربول و41 هدفاً لارسنال (قبل مباريات الدوري الممتاز الانكليزي في عطلة الاسبوع الماضي).أما في دوري الأبطال للأندية الأوروبية فإن برشلونة يتمتع بحيازة أكثر على الكرة في معظم المراكز ومزيداً من توجيه الضربات على مرمى الفريق الخصم من أي فريق آخر في هذه البطولة، إذ سجل 24 هدفاً، وهو ضعف عدد الأهداف التي سجلتها الأندية الانكيلزية.عند النظر إلى خطي الوسط والهجوم في أسلوب برشلونة 4-1-2-3، فمن السهل معرفة لماذا هذا العدد الهائل من الأهداف التي يسجلها النادي، قد يكون بسبب التدريب الشاق والمثابرة. ولكن، مع حرية اختيار من الأندية الانكليزية، فالسؤال يطرح نفسه: كم من المهاجمين في النادي الكاتالوني - أندريه انييستا وخافي هرنانديز وصاموئيل ايتو وتيري هنري وليو ميسي - سيتم ازاحتهم؟ حتى ارسنال فلم يشعر بذكائه حتى الآن، هل علم مديره الفني آرسن فينغر حقاً بإمكانية لاعبه السابق هنري عندما سجل بالفعل 19 هدفاً حتى الآن في هذا الموسم؟المشكلة عند برشلونة أن الطرف الآخر مختلف: عدواني، قاسٍ، منظم وسريع، الذي سبب له المشاكل في هذا الموسم، ولحد الآن فإن لكل ناد مشاكله. فقد سجل برشلونة 5 أهداف في مرمى ليون ولكن دخل مرماه هدفان، ويعتبر النادي بأنه يملك ثاني أفضل خط دفاع في اسبانيا، من منطلق تحريم الفريق الخصم من الاحتواء على الكرة، ولكنه أبدى في الآونة الأخيرة بعض الضعف، حيث حافظ على شباك مرماه نظيفة مرة واحدة في 6 مباريات.الإحساس يتلاشى خلال مباراتي الذهاب والإياب، وأي فريق قد يحصل على الفرص ضد برشلونة، والمفتاح الرئيس قدرة الفريق المنافس على تعطيل فعاليته في الطرف لآخر من الملعب. فالضربات من الكرات الثابتة، التي عن طريقها دخلت مرماه 14 هدفاً هذا الموسم، قد تكون نقطة الضعف بعينها عند برشلونة.وعلى المدى البعيد، ونظراً لعدم وجود غاربييل ميليتو، فإن رافائيل ماركيز أصبح متردداً في أدائه وأخطأ في المباراة ضد ليون، كما كان سبباً في دخول مرمى برشلونة أهدافاً في مباراتيه ضد اسبانيول واتلتيكو مدريد. أما كارليس بويول فهو هزيل وجيرار بيكيه بطيء واريك ابيدال مصاب وسيلفينو هو البديل، أما دانييل ألفيس فهو غير مختلف عنهم وخلفهم يقف حارس مرمى فيكتور فالديس الذي له القدرة على قيامه بأخطاء قاتلة وفي الوقت ذاته إنقاذ مرماه بدهشة.في المتوسط، دخلت مرمى برشلونة خارج ملعبه في الدوري ضعف عدد الأهداف التي دخلت في مرمى مانشستر يونايتد وتشلسي، بينما في دوري الأبطال للأندية الأوروبية فقد دخلت مرماه 11 هدفًا.وفلسفة كرة قدم برشلونة هي أنه سيسعى إلى الهجوم وتسجيل الأهداف بدلاً من التراجع والدفاع عن مرماه. والأدلة في السنوات الأخيرة، عندما يحالفه الحظ ويكون المدافعون شجعاناً وممتازين وذو قيمة مثل المهاجمين الرائعين، فإن المؤشرات وذوي إلى أن برشلونة يمكنه أن يحقق فوزه ببطولة دوري الأبطال للأندية الأوروبية هذا الموسم، حيث أنه فريق جيد.