في منتدى خور مكسر الثقافي
متابعة/ محمد نعمان الشرجبيمنتدى خور مكسر الثقافي النشيط كل خميس إبداعياً، شهد مؤخراً فعالية مسيرة إنسانية وشعرية، اختصت بشهيد الوطن الإنسان، الشاعر علوي ناصر الحميقاني، الذي لو قلت فيه أكثر مما وصفه المادحون لنعتوني بالمتملق، ومع ذلك فهو شاعر تجمع غنائياته ومساجلاته وكل أشعاره بين الصور والأفكار في لغة عامية فائقة الجمال، وإنها بحق اشعار ذات جمال غنائي تستنبط العشق والأخلاق من الواقع اليومي المألوف.[c1]زمن جميل وشفافية في السرد[/c]المنتدى اكتظ برجالات الفكر، والثقافة، والشعر، والآذان المرهفة، ومن الفنانين فضل كريدي، عوض أحمد، نجوان شريف ناجي ورزق عبداللّه.افتتحت الأمسية بالترحاب الجميل والحديث الصادق والمسؤول عن الشاعر الحميقاني وغنائياته التي امتازت بايقاعها الشعري، موضوعاً، زماناً، ومكاناً.د/ نجيب الحميقاني، الابن الأكبر للشاعر تحدث عن أبيه بأسلوب ممتع حيناً ومؤثر حيناً آخر والتزم الشفافية في سرد جوانب متنوعة من مسيرة أبيه الحياتية والعملية، الشعرية.. وفي اشارته للزمن الجميل في عدن لفت الانتباه الى استجابة الحميقاني للفنان الشعوي صاحب الألحان المبدعة في الستينات باحتضان "الثلاثي اللامع" نادية عبداللّه، منيرة شمسان ، واسمهان عبدالعزيز، وكتب لهن لازم علموك ا لحسود، والا ماخلفت الوعود" من الحان الشعوي، وللشعوي كتب، الزعل ممنوع وياليلة القدر، واضاف أن اشعاره طالت كثيراً من الفنانين وللتذكير أحمد قاسم، محمد عبده زيدي، اسكندر ثابت، بن شامخ، فضل كريدي ، عوض أحمد ، شريف ناجي وآخرين.. ولو سلمني د. نجيب الحميقاني نسخة من شريط الفعالية كما وعد لأفضت.صاحب التغطية هذه والمتحدث الأساسي في الفعالية أماط اللثام عن حياة الشاعر علوي ناصر الحميقاني ومنها مولده في "زارة لودر، أبين 1940م" وزواجه المبكر والتحاقة بالسلك البحري "جندي اشارة ديسمبر 1957م".[c1]رد قاطع وأحلام متقطعة[/c]الفنان فضل كريدي غنى:نسيتك وانتسى عهدك***نسيتك قبل تنساني ولابندم على بعدك***ولا با عودلك ثاني مادام تلعب على الحبلين***وقلبك يتسع لاثنين هذا النسيان عندي هو الشكل الأنسب في الرد القاطع، ولربما ركز الحميقاني خاطره هنا على أحلامه المتقطعة، ولنقل التي اضاعها الأمر الذي دفع به إلى التسريع بهذا الحل القطعي تجاه حبيب مكابر يتقن اختلاق الأعذار الكاذبة.والحميقاني لايستسلم لقسوة الزمن، وفراق العشق، وما يقابله من سهولة الغدر، ومن هنا جاء ا لرد الجاد والغاضب والحجة بقوله "وقلبك يتسع لاثنين" .وعلى الرغم من حالة التحسر في هذه الغنائية الملتاعة غير انها سارت باتجاه التعبير عن معاناة غير متفائلة ، لكنها في الوقت نفسه غرزت فيه الاقتناع والتعقل في تدبير شؤونه العشقية والوجدانية بما تشبعه المعاناة هذه في النفس من قيم غزلية وحياتية. [c1]يا جمال ريتك باتجمل[/c]الفنان عوض أحمد غنى من كلمات الحميقاني وألحان بن شامخ :ياجمال ريتك باتجمل***وباتأخذ معك مني رسالة وفيها ترى الشاعر متدثراً بالشفافية، والوفاء، حقاني العشق يرسم في غنائيته لساعي البريد الجمال خارطة تبصيرية لتسهيل اجتياز المسالك الوعرة المؤدية ا لى مضارب الحبيب.. هذا الحبيب الذي لفت الشاعر انتباه الجمال له، للتعرف عليه بقوله "وباتلقى الذي طرفه مكحل" وكأنما يتلمس خطى المتنبي في وصف الحسن الطبيعي:أفدي ظباء فلاة ما عرفن بها***مضغ الكلام ولاصبغ الحواجيب [c1]متى ماجيت حيابك [/c]الفنان/ نجوان شريف ناجي:غنى من ألحان أبيه، "متى ماجيت حيابك جعلتنا نسلم بأن شخصية الحميقاني الشاعرة، وثقافته الحياتية التي منحته الإبداع ، كانت الدافع الأساسي له في تخطي الصعوبات ليصفح ويفتح صدراً إنسانياً للسماحة، و"متى ماجيت حيابك".سنظل في ذكر الشاعر الحميقاني مع كل نسمة ريح وطلوع كل فجر.