كان عصر الدولة الرسولية أكثر عصور اليمن ازدهاراً يزخر بالمعارف المتنوعة وصارت عاصمتها تعز ذات إشعاع حضاريالمؤرخ الكبير والقاضي الجليل مرجعية تاريخ اليمن الإسلامي إسماعيل بن علي الأكوع يعيدنا إلى عصر اليمن الذهبي، يعيدنا إلى العظمة والبهاء إلى الحضارة الإسلامية الرائعة، التي كان شذاها يعطر كل مكان من اليمن وذلك من خلال كتابه الرائع والقيم الذي حمل عنوان (( الدولة الرسولية في اليمن )) التي بزغ نجمها في سماء اليمن السياسي سنة ( 626 هـ / 1128 م ) وأفل نجمها في سنة ( 858 هـ / 1454 م ) أي أن تلك الدولة الرسولية حكمت اليمن أكثر من مائتي عام.الكتاب والدولة الرسوليةوالحقيقة أن الكتاب أجاب على كثير من الأسئلة الهامة عن تاريخ الدولة الرسولية كيف أشرقت شمسها ؟ ومن هو مؤسس الدولة الرسولية ؟ ومن أعظم سلاطينها ؟ . وما يميز تلك الدولة عن الدول الإسلامية الأخرى التي تعاقبت على حكم اليمن ؟ . وما هي القوى المعارضة السياسية التي كانت مناوئة لها ؟ كل تلك الأسئلة وغيرها أجاب عنها الكتاب بصورة وافية وشافية ودقيقة و بشرح وتفسير واضحين , وعمق في التحليل , وسلاسة في الأسلوب والتعبير . خطأ تاريخيوالحقيقة أن صاحب الكتاب لم يكتف بالإجابة عن تلك الأسئلة التي أوردناها قبل قليل بل أنه كشف الستار عن خطأ تاريخي وقع فيه الكثير من المؤرخين اليمنيين وغير اليمنيين إن لم يكن أغلبهم , وصار ذلك الخطأ التاريخي شيئا مسلما به أو من المسلمات . وهنا ربما كان مناسبا أن نورد ما رواه القاضي إسماعيل الأكوع حول ذلك الخطأ التاريخي الذي لم يلتفت إليه أحد من المؤرخين اليمنيين من قريب أو بعيد , إذ يقول : " أما ما انفرد به المؤرخ عمارة اليمني في كتابه ( المفيد في أخبار صنعاء وزبيد) نقلا عن كتاب ( المفيد لأخبار زبيد ) لجياش بن نجاح من أن الخليفة المأمون أرسل إلى اليمن محمد بن فلان ؟ بن عبيد الله بن زياد الأموي بعد أو ورد إليه كتاب عامله ( الذي لم يذكر عمارة أسمه ) عليها بخروج الأشاعر ، وعك , وفي طريق ابن زياد إلى اليمن حج هو ومن معه سنة 203 هـ وسار إلى اليمن ففتح تهامة بعد حرب جرت بينه وبين العرب , واختط مدينة زبيد في شعبان سنة 204 هــ ، فهو كلام غير صحيح ". ويسوق القاضي إسماعيل الأكوع الدلائل والبراهين أن ما قاله المؤرخ عمارة اليمني يجانب الصواب حيث كتب يقول : " ... ذلك لأن هذا الحدث الكبير الذي تفرد عمارة بذكره لا يمكن أن يغفله مؤرخو العصر العباسي ، كما بين ذلك القاضي محمد بن علي الاكوع ، ابتداء من ابن سعد المتوفى سنة 230 هـ في طبقاته ، وخليفة بن خياط المتوفى سنة 240 هـ في طبقاته ، وابن حنيفة الدينوي المتوفى سنة 282 هـ , وابن واضح اليعقوبي المتوفى بعد سنة 254 هـ ، وشيخ المؤرخين محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310 هـ , والمسعودي المتوفى سنة 346 هـ , وانتهاء بابن الأثير المؤرخ المتوفى سنة 630 هـ الذي جمع في كتابه ( الكامل ) مفرقات التواريخ . كما أن المؤرخ اليماني إسحاق بن يحيى بن جرير الصنعاني سرد في كتابه ( تاريخ صنعاء ) ولاة الدولة العباسية في اليمن ، ولا سيما ولاة الخليفة المأمون ، فلم يرد فيهم ذكر لابن زياد على الإطلاق ". ويضيف القاضي إسماعيل الأكوع دليل وبرهان آخر بأن مدينة زبيد كانت موجودة قبل تاريخ 204 هـ . فقد كانت مليئة بالعلماء والفقهاء المشهورين , فيقول : " ثم أن أوضح دليل على وهم عمارة وجود مدينة زبيد قبل هذا التاريخ الذي ذكره . فقد كانت مسكونة بالعلماء ، وممن سكنها منهم الحافظ أبو قرة موسى بن طارق الرعرعي الجندي ثم الزبيدي المتوفى في زبيد سنة 203 هـ). والحقيقة أن الدلائل والبراهين الذي ساقها المؤرخ القاضي إسماعيل الأكوع نسفت تماما الفكرة الشائعة أو المعلومات القديمة المتعلقة بتأسيس مدينة زبيد في عهد الخليفة العباسي عبد الله المأمون المتوفى سنة ( 218 هـ / 833 م ) من ناحية وسنة بنائها وهو ( 204هـ / 820 م ) أو اختطت في ذلك التاريخ ، كما زعم ابن عمارة اليمني من ناحية أخرى . صنعاء في قلب الصراعويستوقنا ما كتبه المؤرخ القاضي إسماعيل الأكوع عن مدينة صنعاء والتي كانت مطمح ومطمع كل حاكم يعتلي سدة الحكم في اليمن , بل أن بعض الدول اليمنية المركزية كانت تسعى سعيا حثيثا منذ بداية حكمها أن تكون صنعاء عاصمتها . ولكن كثرة الصراع الدامي في تلك المدينة العتيقة . جعلت بعض من تلك الدول تنأى وتبتعد عن جانبها . فقد كان لها في كل شهر حاكما جديدا مما أصابها بالخراب وجعل الكثير من أهلها يرحلون عنها , مما دفع الدول اليمنية الفتية والذي لاح في الأفق بزوغها أن تقيم دولتها عاصمة أخرى في مكان آخر من اليمن ، وتكون تلك العاصمة بين عشيرتها ، وأنصارها ، ومؤيدها وأشياعها . وفي هذا الصدد , يقول القاضي إسماعيل الأكوع : " أما سائر الدول الأخرى التي ظهرت في اليمن ، فمنها من اقتصر حكمها على المخاليف التهامية , منها من اقتصر حكمها على بعض مخاليف نجد اليمن فقط , وذلك إما لضعف في حكامها , أو عجز عن مد نفوذهم إلى أبعد مما تحت أيديهم في مناطق أتباعهم وأشياعهم وأما لوجود حكام آخرين معارضين لهم ينازعونهم حكم اليمن ، ويتسابقون معهم على الاستيلاء على مدينة صنعاء حاضرة اليمن التي هي مطمع كل من حكم اليمن للسيطرة عليها حتى يجعلها عاصمة له ، وكرسي مملكته أو إمارته ، فكان الصراع والتنافس يشتد في ما بينهم عليها " حتى كان لها في كل شهر أمير , وفي أكثر أوقاتها تخلو عن الإمارة " . ولقد ألقى التنافس والصراع السياسي على صنعاء ظله الثقيل والبشع على أهلها , وانكمشت العمارة فيها بصورة مخيفة, وصارت الكثير من عمائرها من دور , ودكاكين وما شابه ذلك أطلالا بعد أن كانت تنافس عمائرها عاصمة الخلافة العباسية وحاضرة العالم الإسلامي بغداد وقتئذ . وفي هذا يقول القاضي إسماعيل الأكوع عن أحوالها في تلك الأجواء السياسية الغير صحية والتي تفشى فيها وباء الفوضى ، والفتن ، وتنازعتها الأهواء السياسية: " وهذا ما أكد عليه المؤرخ النسابة صلاح بن الجلال المتوفى سنة ( 805 / 1402م) تقريبا ، بقوله : " وكانت صنعاء وأعمالها كالخرقة الحمراء بين الأحدي ( جمع حدأة ) تتجاذبها ( وفي رواية بين الأيدي، لها في كل سنة أو شهر سلطان غالب عليها حتى ضعف أهلها ، وانتجعوا إلى كل صقع , وتوالى عليها الخراب ، وقلت العمارة في كمال أربع مئة من الهجرة حتى انتهى عدد دورها إلى نيف وألف دار فقط ، بعد أن كانت دورها في كمال المئتين من الهجرة في زمان هارون الرشيد وابنه المأمون نحوا من مئة ألف وعشرين ألف دارا ". وانصرفوا عنهاتلك الأسباب القلقة والمضطربة والقاتمة التي كانت تعيشها صنعاء كانت كافية بدفع الكثير من الحكام والأمراء العزوف عنها ـــ كما ذكرتها الرواية أو الروايات التاريخية الأخرى . وفي هذا الصدد ، يقول القاضي إسماعيل الأكوع : " لذلك فقد أنصرف كثير من حكام اليمن من ملوك وأئمة وأمراء ـــ والحال كما ذكرنا ـــ عن السعي للهيمنة على صنعاء لاتخاذها عاصمة لمن تغلب منهم عليها مخافة أن لا تدوم له السيطرة عليها مدة حكمه ، فكان أن استغنى عنها بمدينة أخرى ، أو قرية بعيدة عن ميادين الصراع على الحكم يختارها الحاكم لنفسه " . ويضيف قائلا : " وغالبا ما تكون بين أشياعه و أتباعه من قبيلته أو في منطقة نفوذه " . عواصم مختلفة ويورد القاضي إسماعيل الأكوع ( 13 ) عاصمة قامت على مسرح اليمن السياسي في العصور الوسطى أو على حافتها أي قبل الفتح العثماني الأول لليمن سنة ( 1538 ــ 1638 م ) ببضع سنوات وبعده وتحديدا في العصر الحديث . وعلى سبيل المثال : تعز عاصمة الدولة الرسولية ، " كما أتخذها في عصرنا الحاضر الإمام الناصر أحمد بن يحيى حميد الدين ( 1367 ـــ 1382 هـ / 1948 ـــ 1962 م ) عاصمة له حتى توفى بها ". جبلة أو ذي جبلة كانت للدولة الصليحية " وقد جعلها الملك المكرم أحمد بن على الصليحي عاصمة له بعد أنتقل إليها من صنعاء إثر وفاة والدته أسماء بنت شهاب سنة 480 هـ = 1087 م ". زبيد " عاصمة للدولة النجاحية ( 403 ــ 555هـ / 1012 ـــ 1160 م ) ، ثم كانت عاصمة لدولة بني مهدي الرعيني ( 553 ــ 569 هـ / 1158 ـــ 1173 م ) وغيرها من العواصم التي انتشرت على مختلف مناطق اليمن . أشهر دول اليمن الحضارية ويرسم المؤرخ القاضي إسماعيل الاكوع ملامح وجه الدولة الرسولية التي تميزت عن باقي ملامح الدول التي تعاقبت على حكم اليمن وهي أنها كانت ملامح ثقافية وحضارية بكل معنى الكلمة على مدى تاريخها الطويل في اليمن . ولقد بلغ من اهتمامها بالعلوم والمعارف أن صارت قبلة المؤرخين , والعلماء ، والفقهاء ، وأصحاب الفنون المختلفة فقد تقاطروا عليها من كل مكان من البلدان العربية والإسلامية لشهرة سلاطينهم بإغداق العطايا والهداية الثمينة والأموال الجزيلة على أصحاب العلوم والمعارف . والحقيقة لقد كان الكثير من سلاطينها وإن لم يكن أغلبهم يعتبرون الثقافة جزء من نسيج هيبة الدولة ورقيها . ولم يقتصر عناية سلاطينها وملوكها على الحياة الفكرية فحسب بل اعتنى وزراؤه ، وأمراؤهم ، ومواليهم ، وإماؤهم في نشر الثقافة بين ربوع المجتمع اليمني فقد أسسوا المدارس الإسلامية في كثير من مدن اليمن وأوقفوا عليها أفضل ما يملكون لتصرف على مدرسيها وما شابه ذلك . وهنا ربما كان مناسبا أن نورد ما قاله القاضي إسماعيل الأكوع حول ذلك الموضوع , إذ يقول : " وكان أبرز دول اليمن الحضارية ، وأخلدها ذكرا , وأبعدها صيتا ، وأغزرها ثراء وأوسعها كرما وإنفاقا هي الدولة الرسولية التي هي محور هذا البحث والتي يعتبر عصرها غرة شادخة في مفرق جبين اليمن في عصرها الإسلامي ، ذلك لأن عصرها كان أخصب عصور اليمن ازدهارا بالمعارف المتنوعة ، وأكثرها إشراقا بالفنون المتعددة , وأغزرها إنتاجا بثمرات الأفكار اليانعة في شتى ميادين المعرفة, وما ذاك إلا لأن سلاطين وملوك الدولة الرسولية كانوا علماء فاهتموا بنشر العلم في ربوع اليمن على نطاق واسع " . المكتبات الزاهرةويتحدث القاضي إسماعيل الأكوع عن مختلف المدارس والأربطة الثقافية ، والمكتبات التي جعلوها في خدمة العلم وطلابها . فقد وهبوها عن طيب خاطر لكل راغب في العلوم والمعارف . والحقيقة إذا أردنا أن ندرس نشؤ وتطور المكتبات الثقافية في اليمن علينا أن ندرس الحياة الثقافية في عهد الدولة الرسولية ، فإننا سنلاحظ مدى عناية سلاطينهم وملوكهم , وأمراؤهم في تأسيس المكتبات التي كانت تحتوي في رفوفها نفائس الكتب . وفي هذا الصدد ، يقول القاضي إسماعيل الاكوع ـــ حول مدى عناية السلاطين والملوك باقتناء أمهات الكتب ـــ : ... كما حبسوا ـــ يقصد المدارس الدينية التي أنشأها سلاطين الدولة الرسولية ـــــ عليها خزائن كتبهم التي تزخر بنفائس الكتب وروائعها ، ونوادرها في شتى فنون العلم , وفي مقدمة هذه الخزائن خزانة الملك المؤيد داود بن الملك المظفر التي كانت تضم مئة ألف مجلد ونيفا . وقد أهديت للملك المؤيد نسخة من كتاب ( الأغاني ) بخط ياقوت المستعصمي ، فأجاز المهدي بمئتي دينار مصري ". مشاركون في الثقافةوالحقيقة لم يقتصر سلاطين وملوك الدولة الرسولية في العناية والاهتمام بالحياة العلمية ، بل أنهم كانوا مساهمين ومشاركين لها بصورة فعلية ، حيث أن بعض من هؤلاء السلاطين ، ألف العديد من المؤلفات في عدد من الفنون والعلوم المتنوعة . وفي هذا الصدد يقول القاضي إسماعيل الأكوع : " كانوا علماء ـــ أي سلاطين الدولة الرسولية ـــ لهم مشاركة قوية في كثير من العلوم , ولبعضهم باع طويل في معرفة علوم لم تكن شائعة ولا معروفة في اليمن آنذاك ". قصة بزوغ الدولة الرسولية" فمن هذه الدولة الرسولية ؟ وكيف بدأ ظهورها ؟ وما أسباب بقائها وعوامل نهضتها ؟ " . تلك الأسئلة التي طرحها القاضي إسماعيل بن علي الأكوع ، يجيب عنها كل على حدة ليعطينا أخبار ومعلومات واضحة عن تاريخ تلك الدولة الرسولية . أو بعبارة أخرى أن القاضي إسماعيل الأكوع من خلال إجابته المختلفة عن تلك الأسئلة التي طرحها هو نفسه ، إنما أراد أن يكتب قصة بزوغ أعظم دولة في سماء اليمن السياسي ألا وهي الدولة الرسولية التي جلست على كرسي حكم اليمن و على وجه التحديد 236 عاما . نسب بني رسول والحقيقة أن مؤسس الدولة الرسولية السلطان الملك عمر بن علي بن رسول , كان لديه ذكاء حاد ، وقدرة رائعة على تفهم أهل اليمن فهما عميقا وواضحا الذين يعتزون بانتمائهم إلى أصلهم اليمني ، وكان عليه أن يثبت لليمنيين أنه ينتمي إلى أعماق تربة اليمن . فعندما لاحت له في الأفق أمكانية الانسلاخ عن الدولة الأيوبية في مصر في عهد الملك الكامل الأيوبي ، بعد وفاة ابنه الملك مسعود في مكة وهو في طريقه إلى تسلمه ولاية دمشق . فقد فكروقدر عمر بن علي بن رسول أن أول ما يفعله هو أن يؤكد للداني القريب والقاص البعيد في اليمن أن أصوله تعود إلى أصول يمنية . وفي هذا الصدد , يقول القاضي إسماعيل الأكوع : " فأشاع أن بني رسول ينتسبون إلى محمد بن هارون بن أبي الفتح بن يوحى ( هكذا ؟ ) بن رستم الذي غلب على اسمه لقب ( رسول ) , وأن محمد بن هارون ينتسب ـــ كما زعم ـــ إلى جبلة بن الأيهم بن جبلة آخر ملوك الغساسنة المعروفين بآل جفنة الذين حكموا بادية الشام ، ذلك لأن نسب الغساسنة ــ كما يذكر النسابون ــ يتدرج إلى الأزد بن الغوث ابن نبت مالك بن زيد بن كهلان وعلى هذا الزعم فإن محمد بن هارون يضرب في أصوله البعيدة إلى أصول يمانية ، كما ذكر ذلك مؤرخو الدولة الرسولية ما دام نسبه يتدرج إلى جبلة بن الأيهم " . ولكن الصحيح نسبهم يعود إلى الأكراد الأيوبيين " كما أكد ذلك المؤرخ المقريزي ... وذلك في سياق نسب مؤسس الدولة الرسولية عمر بن رسول الكردي . وانصهروا في المجتمعوفي الواقع أن بني رسول انصهروا في المجتمع اليمني , وصاروا جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع اليمني , وفي هذا الصدد ، يقول القاضي إسماعيل الأكوع : " ومهما يكن نسبهم فقد انصهروا في الشعب اليماني ، كما انصهر من قبلهم الفرس الذين جاءوا لمساعدة سيف بن ذي يزن ، وكذلك الأكراد الذي جاءوا مع الدولة الأيوبية إلى اليمن ، فذابوا في المجتمع اليماني ، ولم يبق ما يميزهم عن أهل اليمن شيء على الإطلاق ، ولا على ما يدل على أصولهم البعيدة ". لماذا سميت بالدولة الرسولية ؟ويوضح القاضي إسماعيل الأكوع السبب الحقيقي وراء تسميت الدولة بالرسولية أو سمي سلاطينها وملوكها ببني رسول . وهنا نذكر ما رواه القاضي إسماعيل حول كيف جاءت تلك التسمية, إذ يقول : " وكان محمد بن هارون كما ذكر الخزرجي جليل القدر في أهل بيته ، عظيم الشأن فيهم له وجاهة عند الملوك ، فقربه ( الخليفة العباسي ) ... وأدناه منه ، واختص به ورفع عنه الحجاب فكان يرسله إلى الشام ومصر ، وإلى من يحب من الملوك بما يريد من الأمور السرية على لسانه من غير كتاب ، ويرجع بالجواب على لسانه من غير كتابة ، ثقة به , ولأن الكتب ربما وقف عليها من يقف ، ولو بعد حين فينشر ما يقف عليه , وقد يكون فيه ما يسوء الخليفة نشره " . ويضيف قائلا : " ولما كان محمد بن هارون بهذه المنزلة من الثقة عند الخليفة ، فقد أطلق عليه اسم ( رسول ) الخليفة وأشتهر به ، وغلب عليه وعلى أولاده ومن تناسل منه بعد أن خفي اسمه الحقيقي عن الناس حتى جهل ، وكان قد سكن العراق مدة ، ثم انتقل منه إلى الشام ومنه إلى مصر فيمن معه من أولاده واستوطنها ثم ما لبث أن اشتهر أمر بني رسول في عهد الدولة الأيوبية ". نور الدينوالحقيقة لقد أخذ نجم بني رسول يصعد في سماء الدولة الأيوبية شيئا فشيئا , وصاروا يتدرجون إلى المناصب العلية في الدولة بسبب إخلاصهم ، وصدقهم ، وفطنتهم في تدبير ما يكلفون به من أعمال . وكان من بين بني رسول شابا شديد الذكاء , متواضعا , يعرف أن يضع نفسه في مكانها الصحيح أو بالأحرى لا يتجاوز الحدود التي رسمها له سلاطين وملوك الدولة الأيوبية , ولذلك حظ بثقتهم و بالرغم من الغضب الذي مس أخوته من سلاطين بني أيوب بسبب غرورهم وتجاوزهم للحدود الحمراء في الدولة الأيوبية . الصعود إلى الحكموعندما عزم الأيوبيين بسط سيطرتهم على اليمن والقضاء على آخر جيوب الفاطميين في اليمن , و تحويل البحر الأحمر إلى بحيرة أيوبية ، والوقوف ضد وجه الفرنجة الصليبين حتى يحولوا من دخولهم إلى الأراضي المقدسة ( المدينة المنورة ، ومكة ) . أرسل السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي أخيه سيف الإسلام طغتكين إلى اليمن وكان بصحبته والد شمس الدين الذي توفى في اليمن . والذي صحبه معه أولاده . ولكن الذي يهمنا في قصة شروق شمس الدولة الرسولية هو ابنه نور الدين والذي ذكرناه قبل قليل أنه كسب ثقة بني أيوب . وبعد وفاة طغتكين أبن أيوب تولى الملك المسعود بن الملك الكامل الأيوبي ملك مصر والشام حكم اليمن . ويبدو أن الملك المسعود لم تناسبه اليمن , فألح على والده الملك الكامل الخروج منها ، فعرض والده الملك الكامل على المسعود حكم دمشق . وبعد رحيله من اليمن بشهور قليلة توفاه الأجل في مكة في سنة ( 626 هـ / 1228 م ) عن عمر يناهز السابعة والعشرين عاما . وقبيل رحيل الملك المسعود طلب من نور الدين عمر بن على بن رسول أن يكون نائبا له في اليمن حتى يصدر أمرا لمن يتولى شئونها . والحقيقة أن تلك الواقعة تبين مدى ما كان يتمتع به نور الدين عمر بن علي بن رسول من ثقة لدى الملك المسعود الأيوبي من ناحية وقدرته الكبيرة على قيادة دفة شئون ولاية اليمن من ناحية ثانية وترسيخ نفوذه السياسي فيها من ناحية أخرى . وهذا ما تأكد عندما طلب الملك المسعود قبل رحيله من اليمن إلى دمشق من الحسام لؤلؤ حاكم صنعاء من قبله أن يكون نائبا له في حكم اليمن ولكنه اعتذر لأنه يريد الخروج معه . ومن المحتمل أن الحسام لؤلؤ أدرك تمام الإدراك أن بقاؤه في اليمن كنائب للأيوبيين فيها سيحدث له مشاكل جمة من قبل نور الدين عمر بن رسول الذي استطاع أن يثبت ويرسخ نفوذه بين اليمنيين , ويكسبهم لصفه. وأعلن نفسه ملكاوكيفما كان الأمر ، فقد خلى وجه اليمن السياسي لـ ( نور الدين ), وعندما تأكد أن الأمور في صالحه , وأنه أصبح مسيطرا على الموقف فيها . فقد " أعلن نفسه ملكا على اليمن سنة 629 هـ , وقيل سنة 630 هـ ، وتلقب بالسلطان الملك المنصور عمر بن علي بن رسول ، وأمر بوضع اسمه على السكة ، كما أمر الخطباء بذكره في خطب الجمعة والعيدين ".حاكم من الطراز الأولوما لبث السلطان الملك المنصور أن يجلس على سدة حكم اليمن , وتثبيت أركان دولته الرسولية الفتية حتى أطلت الفتن والقلاقل برأسها المتمثلة بالمعارضة السياسية لتلك الدولة التي انسلخت من نفوذ الدولة الأيوبية في مصر ــ كما مر بنا سابقا ـــ . والحقيقة أن السلطان الملك المنصور عمر بن علي بن رسول كان يتحلى بصفات الشجاعة الهادئة ، والدراية الواسعة في إدارة شئون السياسة وفوق ذلك كان حاد الذكاء ، و كان يتبع سياسة الترغيب والترهيب . وخلال سنوات حكمه التي بلغت سبعة عشرة عاما . أثبت أنه رجل دولة من الطراز الأول . والحقيقة أن المعارضة السياسية لم تستطيع أن تفت في عضدته وتثني عزيمته في تأسيس دولة قوية دام ظلها على اليمن أكثر من مائتي عام . المعارضة الخارجيةوالحقيقة أن المعارضة التي واجهها السلطان المنصور عمر بن رسول كانت خارجية وداخلية ، وتمكن بعد جهود حثيثة ودءوبة أن يحمي ويطوق دولته الفتية من المؤامرات الخارجية والدسائس الداخلية . فالمعارضة الخارجية كانت تتمثل بالسلطان الكامل المتوفى سنة ( 635 هـ / 1239 م ) والد الملك المسعود الذي رفض فكرة خروج اليمن عن قبضت الحكم الأيوبي في مصر . فعمل على إثارة المشاكل والقلاقل للسلطان المنصور عمر بن رسول ولكنه استطاع في الأخير أن يفشل كافة محاولة السلطان الكامل بن أيوب , بل وتحول من موقف المدافع إلى موقف المهاجم حيث عمل على إزعاج الدولة الأيوبية في مناطق نفوذها في مكة . ومن تدعيم حكمه في اليمن بطريقة شرعية . فقد طلب من الخليفة العباسي ، أن يكون نائبا له على اليمن, وبالفعل منحه الخليفة ما أراد . وفي هذا الصدد ، يقول القاضي إسماعيل الأكوع : " ثم رأي السلطان نور الدين أنه من الأوفق به أن يستمد التقليد بالنيابة ، من الخليفة العباسي في بغداد ، فكتب في سنة 631 هـ كتابا إلى الخليفة المستنصر منصور بن الظاهر والد المستعصم عبد الله يطلب منه تشريف السلطنة بالنيابة , وأرسل مع هذا الكتاب هدية ثمينة , فأرسل له الخليفة التقليد بالنيابة سنة 632 هـ وبذلك اكتسب حكمه لليمن الصبغة الشرعية " . وبتلك الطريقة تمكن أن يفشل كل محاولات الدولة الأيوبية في مصر وعلى وجه التحديد في عهد السلطان الكامل بزعزعة أركان دولته الفتية أو بالأحرى لقد باءت كل محاولاته بالفشل الذريع بالقضاء على السلطان الملك المنصور عمر الرسولي ، مؤسس الدولة الرسولية في اليمن ــ كما مر بنا سابقا ـــ . المعارضة الداخلية ومثلما نجح السلطان الملك المنصور عمر بن علي بن رسول في إخماد نارفتنة المعارضة الخارجية وهي محاولا ت السلطان الكامل الأيوبي سلطان مصر في إعادة اليمن مرة أخرى إلى حظيرتها . فقد استطاع ــ أيضا ـــ بمقدرة كبيرة , ومهارة عالية ، وشجاعة هادئة أن يقطع دابر المعارضة الداخلية , وكانت من أهم المعارضة أو خصوم دولته هم الأئمة الزيديين الذين شقوا عطا الطاعة في وجهه في مناطق نفوذهم وهي ( مخاليف ) اليمن الأعلى . ويعلق القاضي إسماعيل الأكوع على معارضة الإمامة الزيدة للدولة الرسولية ، بقوله : " لم تمنع هذه الاحتياطيات التي اتخذها السلطان نور الدين لحماية اليمن من عودة النفوذ الأيوبي إليها من وجود خلل ومعارضات لحكمه داخل اليمن ؛ فقد انتقض الأمر عليه مرارا ولاسيما في بعض مخاليف اليمن الأعلى التي يسود فيها المذهب الزيدي ". وكيفما كان الأمر , فقد استطاع أن يدعم مركز هيبة دولته من خلال القضاء على تلك المحاولات التي اندلعت في وجه دولته من قبل الإمامة الزيدية والتي باءت كلها بالفشل الذريع . اغتيال مؤسس الدولةوالحقيقة أنه بالرغم من تمكن السلطان الملك عمر بن رسول من إجهاض كل محاولات المعارضة الخارجية المتمثلة بالسلطان الكامل بن أيوب سلطان مصر ــ وكذلك ـــ محاولات قوى المعارضة في الداخل وهي الإمامة الزيدية . ولكن حدث نوع آخر من المعارضة في وجه السلطان الملك المنصور الرسولي لم يحسب لها الحساب الكبير وهو الصراع الداخلي بين الأسرة الرسولية وكانت من نتيجتها اغتياله على يد ابن أخيه أسد الدين وأخاه فخر الدين اللذان أغرا بعض من حرس السلطان الملك المنصور عمر بن رسول الخاص ، بقتله " وذلك بأن وثب عليه جماعة منهم في قصر الجند ليلة السبت التاسع من ذي القعدة سنة 647هـ ( شباط سنة 1250م ) . السلطان الملك المظفروكيفما كان الأمر ، فإن المؤامرة , فقد فشلت وتم سحقها وسيق أصحابها إلى الإعدام وغياهب السجون , واعتلى ابنه سدة الحكم يوسف بن عمر بن علي بن رسول ولقب بالملك المظفر . " ودخل السلطان الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول مدينة زبيد في موكب كبير ، وتهاوت قوى المعارضة أمامه واحدة بعد أخرى " . وفي الواقع أن السلطان الملك الظفر يوسف بن عمر بن رسول واجه معارضة الإمامة الزيدية في مناطق نفوذه وهي مخاليف أو مناطق اليمن الأعلى مثلما واجه والدة السلطان الملك المنصور عمر بن رسول . واستطاع السلطان الملك المظفر يوسف عمر الرسولي التغلب على تلك المعارضة وذلك بسبب " دهائه وحكمته إذ كان يعرف كيف يستغل الخلاف في صفوف الزيدية أئمة وأمراء بتشجيع بعضهم وتقريبهم إليه وتسليطهم على خصومهم , وذلك حينما كان يطلب أحد الفرقاء العون من السلطان فيمده بما يريد ، وهكذا سارت العلاقات بين ملوك بني وبين الأئمة من جهة , وبينهم وبين الأمراء الزيديين من جهة أخرى ". وفي سنة ( 694هـ / 1295 م ) توفى السلطان الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول ، بعد أن سلم مقاليد الدولة الرسولية لأبنه الأشرف . والحقيقة أن السلطان الملك المظفر يعد بعد والده السلطان الملك المنصور عمر الرسولي أعظم ملوك الدولة الرسولية , فإذا كان والده أقام قواعد وبنيان الدولة ، فإن ابنه السلطان الملك المظفر حافظ عليها من عواصف ونتوءات السياسة العاتية , في عهده ساد السلام والهدوء في كل مكان من اليمن , وطوال حكمه المديد الذي دام 47 عاما كان دائما يعمل على توطيد حكمه بنفس سياسة والده السلطان الملك المنصور عمر الرسولي وهي سياسة الترغيب والترهيب والتي كان لها أثرا كبيرا ومؤثرا في نجاح سياسته وثبات أركان دولته , وينقل لنا القاضي إسماعيل الأكوع وصفا لشخصية السلطان الملك المظفر عمر الرسولي ومناقبه عن بعض المؤرخين القدامى ، إذ يقول " وهو أول من كسا الكعبة من الملوك ، بعد قتل الخليفة المستعصم ببغداد سنة 656 هـ / 1258م آخر خلفاء الدولة العباسية وذلك أن الحج انقطع من العراق عن مكة ، وقام المظفر بمصالح الحرم وأهله وأكثر من الصدقات ونثر على الكعبة الذهب والفضة , وخطب له في مكة واستمر يخطب بعده لملوك اليمن على منبر مكة ... " . ويواصل القاضي إسماعيل الأكوع : " وكان ملكا كريما بذالا لأموال ، ولا سيما في أيام الحروب , وأعطى السياسة والكياسة , وتدبير الملك كما قال الخزرجي ــ ما لم يعط غيره من الملوك ، وقال : " ولما توفى ــ أي المظفر ــ قال الإمام المطهر بن يحيى حين أتاه خبر موته . مات التبع الأكبر ، مات معاوية الزمان ، مات من كانت اقلامه تكسر سيوفنا ورماحنا ". وتلك العبارة تدل دلالة واضحة وقاطعة أن السلطان الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول إلى جانب أنه كان من أرباب السياسة والرياسة ، كان ــ كذلك ــ من أرباب الأقلام . أي أنه جمع بين السياسة والعلم والمعرفة . هذا ما يميز سلاطين الدولة الرسولية عن سلاطين وملوك الدول التي تعاقبت على حكم اليمن ، بأن روحهم تشربت بحب العلم وتشجيعهم الكبير للعلماء والفقهاء , والمبدعين في مختلف فروعهم العلمية والثقافية . ولقد صارت تعز عاصمة دولتهم أشعاع حضاري ، تقاطر عليها النوابغ من الكتاب ، والعلماء ، والنحويين , واللغويين , والأدباء والشعراء وغيرهم من كل مكان من بلدان العالم العربي والإسلامي ــ كما قلنا سابقاــ .السلطان الملك الأشرف وتوفى السلطان الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول في سنة ( 694هـ / 1295م ) عن عمر يناهز أربعة وسبعين عاما , وتولى بعده مقاليد الحكم مباشرة ابنه السلطان الأشرف ممهد الدين عمر بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول والذي قلد مقاليد السلطنة وتولى إدارتها في حياة والده السلطان الملك المظفر . وفي الواقع أن السلطان الملك الأشرف لم يدوم حكمه إلا سنتين وبضعة شهور ولكنها كانت مليئة بالعدل والإحسان والرأفة بالرعية , فندع مؤرخنا الكبير القاضي إسماعيل بن علي الأكوع يقص سنوات حكمه القصيرة , إذ يقول : " ورغم أن فترة حكم السلطان الملك الأشرف قصيرة لا تتجاوز سنتين وبضعة أشهر إلا أنها كانت مباركة ، فقد كان عادلا كثير الرأفة بالرعية فحينما تعرضت اليمن لآفة الجراد فأكلت الثمار ، أمر وزيره القاضي حسان بن أسعد العمراني مسامحة الزراع من الزكاة ، غير أن الوزير لم ينفذ الأمر فاشتكى الزراع إلى السلطان . فكتب إلى زيره معاتبا له بقوله ، " يا فلان اقتصر عنهم ولا تفرقهم علينا فإنه يصعب علينا جمعهم" . وكان تاريخ وفاته في سنة ( 696هـ / 1296م ) . السلطان الملك الناصر أحمد وفي الواقع أن الكثير من سلاطين ملوك الدولة الرسولية كانت لهم أيادي بيضاء على تاريخ اليمن وإن لم يكن أغلبهم , ولكن بعض المؤرخين القدامى سواء كان المعاصرين لهم أو المتأخرين عنهم لم ينصفوا بعض السلاطين والملوك الرسولين والذي أدى منهم دورا هاما في مسرح اليمن السياسي ، والاقتصادي ، فعلى سبيل المثال السلطان الملك الناصر أحمد بن الأشرف إسماعيل المتوفى سنة ( 827 هـ / 1424م ) والذي تولى الحكم عن والده أعظم سلاطين الدولة الرسولية . ولقد مكث السلطان الملك الناصر أحمد في حكم اليمن أربعة وعشرين عاما . ولكننا نلاحظ أن المؤرخين القدامى عندما يترجموا سيرته يتهمونه بالفساد , واتهموا أفكاره بالزندقة والإلحاد . ولقد وصفه المؤرخ ابن الديبع المتوفى سنة ( 944هـ / 1537م ) أنه " سبة لبني رسول " . ولقد قيل عنه أنه " قد قرب إليه بعض زعماء الطائفة الإسماعيلية ... ومال إلى الإلحاد ، كما قرب إليه المتصوفة على طريقة ابن عربي ... وأولع بشرب الخمر " . " وهذا ما حمل الحافظ ابن حجر على أن يصفه في ترجمته له ، بقوله : " وكان فاجرا جائرا " . دراسة مثيرة والحقيقة أن تلك الصورة القاتمة والسيئة التي رسمها بعض المؤرخين للسلطان الملك الناصر أحمد بن الاشرف إسماعيل ــ كما مر بنا سابقا ـــ تقابلها صورة مغايرة ومتناقضة تماما عنه , أو قل إذا شئت صورة ناصعة البياض وذلك في دراسة حديثة بعنوان (( الدولة الرسولية في اليمن ، دراسة في أوضاعها السياسية والحضارية )) ( *) ألفه الباحث والأستاذ السعودي من جامعة الرياض بالسعودية وهو محمد بن يحيى الفيقي . فالكتاب يؤكد أن فترة حكم السلطان الملك الناصر أحمد التي دامت (24 عاما ) كانت من أزهى فترات الدولة الرسولية في مختلف وجوه حياتها السياسية، الاقتصادية ، الاجتماعية , والثقافية . الهوامش القاضي إسماعيل بن علي الأكوع ؛ الدولة الرسولية في اليمن ( 626 ــ 858 هـ / 1228 ـــ 1454 م ) ، الطبعة الأولى 2003 م ، دار جامعة عدن للطباعة والنشر, عدن ــ الجمهورية اليمنية ـــ . محمد بن يحيى الفيقي ؛ الدولة الرسولية في اليمن دراسة في أوضاعها السياسية والحضارية ( 803 ـــ 827 هــ / 1400 ـــ 1424 م ) ، الطبعة الأولى سنة 1424 هـ / 2005 م , الدار العربية للموسوعات ـــ بيروت ـــ لبنان ــ .
|
تاريخ
قصة بزوغ أعظم دولة في اليمن
أخبار متعلقة