الدكتورة وداد البرغوثي في حوار اريحي :
[c1]وطني المسلوب لا اسقطه في رواياتي .. لأنه الرواية والقصيدة .. وكل شيء [/c]حوار / نادرة عبدالقدوسوداد البرغوثي الكاتبة الفلسطينية المبدعة المعجونة روحها بتراب فلسطين والمسكونة في ثنايا فؤادها .. استطاعت ان تشق لنفسها طريقا في عالم الادب والفكر وفي بلاط صاحبة الجلالة رغم مصاعب كثيرة .. كما استطاعت ان تختط لها طريقا نحو الابداع في رفد اجيال من الكوادر الشابة الى ميدان النضال الاعلامي كاستاذة صحافة في جامعة بير زيت في رام الله بفلسطين .. واي نضال .. فهو الحرب المقدسة في ارض محتلة من قبل (زمرة بني صهيون) الذين اخرجوا اصحاب الديار من ديارهم وارضهم، بمباركة دولية رسمية وبموافقة الانظمة السياسية الهشة، ليملكوا الدار والسماء والجبال والبحر في ارض الانبياء والمقدسات الدينية التي كانت مفتوحة لكل خلق الله.. في حوار ضاف وشيق حدثتنا د.البرغوثي الكثير عن هموم الانسان الفلسطيني المسلوبة ارضه وخاصة المرأة الفلسطينية المناضلة في مختلف المجالات رغم الحصار والفوضى والموت اليومي.. هي المرأة التي تشكل المحور الاساسي في نتاجات اديبتنا الابداعية المختلفة .. كما هي فلسطين التي لاتغيب عن فكرها .. فهي الحاضرة دائما في كل حرف تنثره لى الورق . .وهي هكذا وداد البرغوثي منذ عرفتها قبل اكثر من ربع قرن ويزيد اما هذا الحوار فكان من المفترض ان يدار في عمان عاصمة المملكة الاردنية حين التقيتها هناك بعد 24 سنة من الافتراق بعد الانتهاء من سنين الدراسة الجامعية في موسكو، وبدعوة منها، الا ان الاتفاق عليه بيننا غاب في حاضرة الاشواق المستعرة وفرحة اللقاء - الامل والحلم غير المصدق - بصديقتنا الازلية الثالثة الصحفية الاردنية المعروفة حمدة الزعبي التي فارقناها ايضا فتاة غضة لنجدها زوجة واما وجدة .. لذا ارجأنا الحوار عبر وسيلة العصر التكنولجي "شبكة الاتصال الدولية" في ما يسمى بـ (الماسنجر).[c1]في ظل الغياب الملحوظ لدراسة السير الذاتية النسائية على مستوى الكتابات النقدية اين موقع وداد البرغوثي في هذا المجال؟[/c]- لااعتقد انني ابالغ لو قلت ان السيرة الذاتية النسائية حاضرة بحضور الادب النسائي وتحديدا الادب الروائي، فالرواية غالبا ما تشتمل او تستقى من التجربة الذاتية للكاتب رجلا كان ام امرأة. وبشكل خاص في الاعمال الاولى. وداد البرغوثي ليست استثناء فالسيرة الذاتية حاضرة بشكل او بآخر في اعمالي، وان لم تأخذ طابع السرية او شكلها المعروف، الا انها حاضرة بشكل جزئي في كل عمل، حتى لو تظهر الكاتبة او الكاتب كشاهد عيان على بعض احداث الرواية او في علاقة ما مع شخص الرواية.[c1] هناك كاتبات فلسطينيات لهن باع في مجال كتابة القصة والرواية ويحظين بشهرة على مستوى الوطن العربي.. لماذا لاتجد الاديبة وداد البرغوثي هذا الصدى وهي التي لاتقل شأنا في كتاباتها عن غيرها من الادباء الكبار؟[/c]- صحيح ان لكل مجتهد نصيب. لكن ثمة ظروف وتفاصيل في حياة وعمل كل واحدة قد تسهم في ظهورها او عدم ظهورها، وليس الابداع وحده هو المقياس فان تعيش الكاتبة في قرية صغيرة او في مدينة سيؤثر ذلك بشكل او بآخر على شهرتها وقربها من حركة النشر والنقد والاعلام ان تعيش في داخل الوطن المحتل والمحاصر سيختلف حالها عن كاتبة تعيش خارج الوطن، في لبنان مثلا او اوروبا او غيرها.نصيبي انني اعيش في قرية داخل الوطن المحتل، حدود انتشارنا كانت عبر عقود طويلة وما تزال محصورة عبر الحدود التي رسمها العدو كوني اعيش في قرية في ظل عشرات الحواجز العسكرية الصهيونية يمنعني ان اكون وسط الحدث الثقافي خاصة وان النشاطات تجري في المدن.فما بالكم في التواصل مع خارج الوطن المحتل؟ ومع ذلك استطيع القول اني اشعر ببعض الرضا في ظل هذه الظروف لشعوري - لاغرورا ولاادعاء - ان اسمي معروف ككاتبة وشاعرة وكاتبة اغنية واعلامية على مستوى الوطن بالحد الادنى. وان يقرأ خمسون شخصا عملا لكاتب ما في قرية واحدة خلال الشهر الاول من الصدور فهذا شيء ليس قليلا، وقد حظيت روايتي "ذاكرة لاتخون" بذلك والحمد لله.[c1]كيف تسقط وداد البرغوثي واقع وطنها المسلوب في رواياتها؟[/c]- وطني المسلوب لااسقطه في الرايات فهو الرواية وهو القصيدة وهو كل شي. لايمكن لاية جزئية من جزئيات حياتنا ان تمر دون ان يدخل الوطن المسلوب في دقائقها. ولدت بعد اسر والدي ببضعة اشهر ورأيته للمرة الاولى عندما كنت في الثامنة من عمر اي عندما افرج عنه، وسجن مرة ثانية وثالثة ثم اصبحت فيما بعد زوجة لمناضل اسير لمدة سبعة اعوام ثم مطارد لمدة ثلاثة اعوام ثم اسير من جديد لمدة عامين . ان طفولتي وطفولة ابنائي شهدت حرمان حنان الاب والفقر والعوز والمداهمات الليلية والتعذيب والوقوف امام السجون ناهيك عن كوني جريحة في الانتفاضة الاولى، هذا على الصعيد الشخصي والعائلي.شهدت طفولتي احتلال عام 1967م وشهدت انتفاضتين شكلتا مفصلين هامين في تاريخ وطني، كل ذلك وجد انعكاسه في اعمالي بشكل عام، بل وفرض نفسه على تفكيري وادائي في كل شيء، في القصيدة والرواية والاغنية والمسرحية والقصة والبحث والموضوع الصحفي.[c1] لماذا لاتنشر وداد البرغوثي دواوين شعر كما في الرواية ؟ وهي الشاعرة المبدعة؟ واول ماعبرت فيها عن احاسيسك المرهفة كان في قوالب الشعر؟[/c]- هناك اشكالية بشكل عام في امكانات النشر بصفة عامة والاقبال على الشعر بصفة خاصة، يعاني منها حتى كبار الشعراء لهذا السبب لم انشر الاربع اعمالي فقط وباعتقادي ان حركة النشر بشكل عام تعاني من ازمة حقيقية، ولايمكننا الحديث عن شاعر او روائي او حتى فنان في فلسطين يعتاش من ابداعه مهما كان مبدعا. وهذا الوضع غير مشجع على النشر. دور النشر خارج فلسطين ايضا عبرت في اكثر من مناسبة عن ميلها في العقد الاخير نحو نشر الرواية اكثر من الشعر. ناحية ثانية لااستطيع ان اقول ان اول ماعبرت فيه عن احاسيسي كان الشعر، لان محاولاتي الشعرية الاولى في اواسط السبعينات تزامنت مع محاولاتي الروائية الاولى والقصصية الاولى، لكن السبعينات والثمانينات كانت مرحلة شعر اكثر مما كانت مرحلة رواية، لذلك انتشر الشعر كونه الاسهل تناولا وتداولا والاسرع تعبيرا من غيره من الفنون والادوات الادبية الاخرى.[c1]هل تجد الكاتبة العربية مساحة من الحرية والشفافية في التعبير عن مكنوناتها العاطفية والرومانسية؟ اعني بذلك هل الرقيب الذاتي للكاتبة يقوم بدوره في الحد من البوح الشفاف؟ لان كثيرات لايجدن هذه الحرية اثناء الكتابة الادبية خوفا من ا تهامهن باسقاط تجاربهن الشخصية في ابداعاتهن الادبية؟[/c]- ببساطة استطيع القول ان الكاتب العربية والكاتبة العربية لايستطيعان التعبير عن مكنوناتهما العاطفية او السياسية او الرومانسية لدرجة البوح الشفاف لكن عمل المرأة يوضع دائما تحت المجهر باسرع مما يوضع عمل الرجل نظرا لكون انتاج المرأة اقل من انتاج الرجل ولذلك يصبح مرئيا اكثر ويخضع للتشريح اكثر لعل (ذاكرة الجسد) لاحلام مستغانمي بما اثارته من ضجة وشهرة دعت الكثير من الكتاب لادعاء كتابتها (وبنات الرياض) لرجاء الصانع ايضا بما اثارته من ردود فعل ايجابية وسلبية خير دليل على ذلك. ودليل آخر على ذلك ان نساء اديبات تعرضن للملاحقة القضائية بسبب جرأتهن او محاولتهن الاقتراب من البوح الشفاف كما حصل مع الكاتبتين الكويتيتين ليلى العثمان وعالية شعيب.الموضوع من وجهة نظري سيف ذو حدين، فمن ناحية انا مع البوح الانساني الشفاف اذا كان هذا البوح يخدم جمالية النص ويمتع القارئ ولايخدش الحياء ويحافظ على نقاء الذوق ولااقصد بذلك ان على الكاتب الايذكر الا ماهو جميل. فجمالية النص شيء وجمالية الحياة شيء آخر فانا لست مع البوح الذي يضرب عرض الحائط بمشاعر القارئ وبذائقته الفنية والانسانية لذلك، دائما، لابد للكاتب والكاتبة على حد سواء من رقيب ذاتي او غربال يغربل القمح من الزوان والشوائب. واذا جاز لي ان اذكر اعمالا بعينها اثارت ضجة لما فيها من بوح ادى الى منعها فاذكر (وليمة لاعشاب البحر)لحيدر حيدر و(الخبز الحافي) لمحمد شكري.. المنع والضجة الاعلامية والنقدية ومهاجمة الجهات التي منعت هاتين الروايتين جعلتني ابحث عنهما واقرأهما. والصدق يقال اني لم استطع اكمال اي من الروايتين لما فيهما من تحد لذائقة القارئ ومشاعره الى درجة الصدمة فانا لااؤيد مثل هذا البوح الذي يثير الغثيان احيانا. ومع حضور الرقيب الذاتي او الضمير الذي يمنعني من الوقوف في صدام مع القارئ. انا مع البوح ولكن .. انا مع الحرية ولكن المسؤولة.[c1]في رواية حارة البيادر كان للمرأة وجود بارز في مشهدياتها المختلفة هل هو عن قصد من الروائية وداد البرغوثي خاصة في المشهد الاخير؟[/c]- نعم، حضور المرأة بارز دائما في اعمالي. فالمرأة بالنسبة لي قضية، سؤال برز منذ سنوات الطفولة المبكرة. فقد ولدت لاب محكوم بالسجن لمدة خمسة عشر عاما، يعني انه محكوم وامي بعدم الانجاب في وقت تطمح فيه العائلة العربية دائما لولادة الذكر لذلك كانت ولادتي كأنثى غير مرغوب فيها في مجتمعنا القروى يعبر عنه في داخل العائلة وخارجها فما ان يسألني احد من اهل قريتي : ابنة من ؟ يعرف من جوابي انني ابنة عادل البرغوثي المحكوم بالسجن 51 عاما حتى يعرب عن تحسره قائلا : هل حرام لو كنت ولدا؟ السؤال ولد عندي كبيرا كبيرا منذ نعومة اظافري لماذا لايريدونني ان اكون بنتا؟ عملي في الصحافة وتفاعلي مع المجتمع واطلاعي على عشرات بل ومئات القضايا جعلني دائما اعتبر المرأة واحدة من ثلاث قضايا كبرى بالنسبة لاعمال هي : الوطن المسلوب، الفقر، المرأة.[c1]ماذا عن الجديد في كتابات وداد البرغوثي؟[/c]- اعمالي الادبية متشعبة المجالات من حيث الموضوع او من حيث الشكل الفني. وهذا التشعب يعتبره البعض موهبة استثنائية، ويعتبره البعض الآخر نقيصة لست ادري بالضبط الى ماذا يستندون. فكثيرا ما صادفت اناسا قرأوا لي شعرا فقالوا : تفرغي لكتابة الشعر ولاتكتبي شيئا آخر. وبعض قرأ الرواية اعتبروا الرواية هي افضل ما كتبت! وعلى مستوى القرية، كثير من الاشعار والازجال التي تغنى في الافراح والمناسبات من تأليف ويحفظها الناس ويحبونها. انا لااستطيع القول انني اهتم بشكل دون آخر، او احب فناً دون آخر، فانا لااختار الشكل التعبيري لفكرتي، شعرا او قصة او رواية او اغنية. الفكرة نفسها والموضوع يقومان بالاختيار بالنيابة عني.في الفترة الاخيرة كتبت روايتين : الاولى بعنوان "تل الحكايا" والثانية بعنوان "الوجوه الاخرى" لم انشرهما بعد لكنني اتواصل مع بعض دور النشر بهذا الخصوص.ميل نحو الرواية في السنوات الاخيرة لايعني باي حال من الاحوال انقلابا على الشعر او اي شكل آخر، لكنه يمثل اختمارا لافكار وتجارب وخبرات ميدانية اورثني اياها عملي في الصحافة والابحاث لم يعد وعاء القصيدة يتسع لها. فاية فكرة تجد لها متسعا في قصيدة لن اتوانى عن كتابتها شعراً او قصة قصيرة او اغنية.[c1]هل لنا ان نتعرف على بعض من ازجالك المتداولة؟[/c]- ازجالي في معظمها باللهجة الفلسطينية الدارجة، كثير منها مستقى من الفولكلور الفلسطيني فـ "الدلعونا" الفلسطينية لها في ازجال نصيب لابأس به فقد اشتهرت كثيرا زجلية من تأليفي وغنتها فرقة صابرين الفلسطينية وتذيعها الاذاعة الفلسطينية كثيرا خاصة في المناسبات المتعلقة بالمرأة :مطلعها :على دلعــونــا على دلعــونــا ××× نحن سمعناكم وانتو اسمعونامصيبة بهاالزمن والله يااختياطلع تكرار وصورة عن ستيلاارضى انا ولاترضي انتيلايزعل حدا ولايحزنونا[c1]وفي زجلية اخرى شاعت ايضا :[/c]روابــي بــلادنــا اجمــل روابــي ××× بما فيها من سهول وهضابـيوثـروات الارض عندي ماتسوى ××× مـن تـراب الـوطـن ذرة ترابـيانــا يـابـلادنــا غيــرك ما اهــوى ××× ولايعشق سوى ترابـك جنابيانا عاشق ورسم الارض جوا ....الخازجال قيلت في مظاهرات واخرى عبرت عن احداث، في الانتفاضات وحربي الخليج الثانية والثالثة وللاسرى' والشهداء.[c1] كيف تستطيع المرأة العربية المبدعة التوفيق بين ادوارها المتعددة في مجتمعها .. من واقع وداد البرغوثي الصحفية واستاذة صحافة في الجامعة واديبة وشاعرة وام وزوجة ومناضلة وطنية .؟[/c]- يمكن ان نضيف الى ذلك انني فلاحة تسكن قرية ونملك ارضا نعتني بها واعمل في المواسم الزراعية ، علما ان العمل في الارض ليس مجديا اقتصاديا بسبب الحرب التي يشنها العدو الصهيوني على الارض والزراعة، لكن التزامنا الادبي والوطني والاخلاقي والتاريخي ازاء الارض يجعلنا نعتني بها ونحافظ عليها من الضياع كواحد من ابنائنا. عودة الى السؤال اعترف ببساطة متناهية انني غير قادرة على التوفيق بين المهمات المتعددة، وان كنت بالضرورة اجمع بينها الا انني لااستطيع ان اعطي كل جانب حقه، فلا بد الابداع في جانب معين ان يكون على حساب جانب آخر فانا لست "سوبرمان" ولا اعمل على ازرار الكاتبة مثلها مثل اي انسان آخر، كائن من لحم ودم وربما تزيد عن الآخرين في توهج المشاعر التي تلهب داخلها وتجبرها على التعبير عنها. ما يساعدني على مواصلة الحياة كأم وعاملة واديبة .. هو نمط الحياة الريفي الذي اعيشه وما يلعبه الاهل والاقارب والمحيط من ادوار ايجابية ومساعدة سواء في اعمال البيت او في رعاية الاطفال او في المواسم الزراعية.[c1] دورك النضالي في الساحة السياسية واثره على كتاباتك الابداعية؟ وهل فكرت في ترشيح نفسك في الانتخابات البرلمانية خاصة وان لك شعبية على المستوى المحلي في اطار القرية وعلى المستويين السياسي والثقافي الفلسطيني عموما؟- استطيع القول انني في السنوات الاخيرة لم اعد امارس العمل السياسي، او مارست العمل السياسي المحدود الذي تفرضه لحظة سياسية راهنة. واصبحت متفرغة للعمل الاكاديمي والابداعي وللاسرة منذ سنة 67 وحتى 49م كنت انشط سياسيا وميدانيا على الصعيد التنظيمي والميداني والنقابي وكم مظاهرة شاركت فيها. ولابد ان اذكر حادثة مازال الجميع يذكرها، انني وزوجي قبيل التجهيز للزواج شاركنا في مظاهرة حاشدة في ذكرى هزيمة الخامسة من حزيران يونيو وتعرضنا لكثير من اطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وفي يوم الحناء كان بيتنا يغص بالمحتفلين بينما غاب العروسان (انا وزوجي) لحضور تأبين الشهيد محمد قطامش.اما بخصوص ترشيح نفسي للبرلمان فقد عرضت علي ذلك جهة سياسية معينة الترشح للبرلمان ورفضت رغم محاولات الاقناع. السبب انني مقتنعة بان العمل السياسي يحد من انطلاق الاديب ويقيده لذلك اردت ان ابقى متحررة من اية ارتباطات او التزامات يمكن ان تجعلني اتردد قبل الكتابة واحتار بين ان كان هذا التعبير او هذا الموقف او العمل يرضي جهة سياسية معينة ام لا اشتريت حريتي الثقافية والفكرية وتركت العمل السياسي.[c1] عانت وداد البرغوثي الكثير في مراحل نضالية من حياتها السياسية .. هل هذا المخزون وارد في ابداعاتها القصصية والروائية والشعرية؟- بدون شك انعكس هذا المخزون في كثير من اعمالي الروائية والشعرية فكثيرا ما يلوذ الاديب الى تجاربه ليتخذ منها مصدرا لاعماله الادبية وهذا ظهر في العديد من القصائد وفي رواية "ذاكرة لاتخون" و"تل الحكايا" واعمال اخرى كثيرة.[c1] ماذا عن دور زوجك في دعمك وتحمله هو والاولاد مفارقتك لاشهر عديدة من اجل نيل الدكتوراه قبل شهر ونيف؟- اقول وباعتزاز وبعرفان بالجميل ان زوجي لعب دورا كبيرا في حياتي من حيث دأبه المستمر على توفير الظروف الملائمة لتحقيق احلامي والتي يعتبرها احلاما مشتركة فقد حرم بسبب سجنه لفترات طويلة ومطاردة قوات الاحتلال له من اكمال تعليمه الجامعي، واضطر ان يتوقف عن تحقيق هذا الحلم ومع ذلك لم اجد منه الا الوفاء لاحلامي وطموحاتي. فلولا وقفته وتعهده برعاية الاطفال لما تشجعت على السفر والعيش بعيدا عن اسرتي واطفالي ولاانكر اسهام الاقارب الآخرين في ذلك، لكنني واثقة انهم لو وجدوا وهنا او ترددا في موقفه ازاء دراستي فلن اجد منهم التشجيع لذلك اعتبر ان الفضل الاول في حصولي على الدكتوراه يعود له كما يعود الفضل للمرحوم والدي في دخولي الجامعة اول مرة.[c1] كثيرات من المبدعات المتزوجات في مجتمعنا الشرقي، ولااقول العرب فقط، يعانين من غيرة الرجل .. فهل تخاف وداد البرغوثي من مواجهة هذا المصير يوما؟- احمد الله انني لا اعاني من اية مشكلة من هذا القبيل، بل العكس تماما اجد في زوجي المشجع الاول وهو في الغالب اول من يقرأ كتاباتي، ويبدي ملاحظاته عليها سواء كانت سلبا او ايجاباً، يحمل قصائدي وكتبي ومقالاتي يعممها على اصدقائه ومعارفه وزملاء عمله، يعطيني الكثير من الافكار والاقتراحات التي يحس انها تصلح لان تكون مقالا او عملا ابداعيا معينا يمتلك ثقافة استقاها من سني سجنه الطويلة تؤهله لذلك والاهم انه يمتلك حسا انسانيا عاليا في كل شيء، بل ثقة مطلقة يحترم نتاجي وصداقاتي واحترم تاريخه وصداقاته.لاادعي باننا نعيش حياة مثالية لكن لم احلم بزوج يحترمني اكثر مما يحترمني زوجي. وما زال زوجي يتحدث عن مشهد كنا فيه معا حين تسلمت جائزة وزارة الثقافة على روايتي "حارة البيادر" في حفل تكريمي وكان يحتفي بي وشعر بالفرح، بالمقابل كانت هناك شاعرة فازت بجائزة الشعر والقت قصيدتها الجميلة جدا والتي فازت بالجائزة كان التصفيق حارا جدا بسبب جمال القصيدة وجمال الالقاء، وما ان نزلت الشاعرة عن المنصة حتى تناول زوجها قصيدتها ومزقها على مرأى من الملأ . هذا المشهد استفز زوجي كثيرا وما زال يتذكره بكثير من الاحتقار لذلك الزوج الذي استكثر على زوجته المبدعة ان يصفق لها الجمهور.