الخرطوم/14 أكتوبر/أندرو هيفنز: قال مسئولون وشهود أمس الأربعاء إن النيران اندلعت في طائرة سودانية قادمة من العاصمة الأردنية عمان بعد هبوطها في مطار الخرطوم مساء أمس الأول الثلاثاء مما أسفر عن مقتل 29 على الأقل من نحو 214 فردا كانوا على متنها. وقال عبد الحافظ عبد الرحيم المتحدث باسم هيئة الطيران المدني إن 171 راكبا على الأقل تمكنوا من الفرار من الطائرة المشتعلة التابعة لشركة الخطوط الجوية السودانية ونجوا في حين أن هناك 14 آخرين في عداد المفقودين، وأضاف أن هيئة الطيران المدني تأمل أن يكون المفقودون غادروا المطار وسط الفوضى التي وقعت بعد اندلاع الحريق في الطائرة وعادوا إلى منازلهم دون إبلاغ السلطات. ولم يتسن على الفور معرفة جنسية القتلى ولكن الدبلوماسيين الذين اطلعوا على بيان بأسماء الركاب قالوا إن كل الأسماء تقريبا عربية. وذكر مسئولون بالمطار أنهم يعتقدون أن أغلب الركاب من السودانيين. وأبلغ مدير المطار يوسف إبراهيم التلفزيون السوداني أن ليس من المعروف بعد ما إذا كان سبب الانفجار فنيا، وتابع أن الطائرة كانت قادمة من العاصمة الأردنية عمان وسوريا وهبطت بسلام في مطار الخرطوم واتصلت ببرج المراقبة الذي أبلغها بمسارها على الأرض. وأضاف أن الانفجار وقع في هذه اللحظة. وقالت هيئة الطيران السودانية أن فريقا مؤلفا من 12 شخصا يحقق في سبب اندلاع الحريق وسيبحث عن الصندوق الأسود الذي يسجل بيانات رحلة الطائرة من طراز إيرباص 310 . وقالت شركة إيرباص إنها سترسل فريقا من خمسة خبراء من مقرها في تولوز إلى السودان وتعهدت بمساعدة السلطات السودانية في التحقيق. وقال وزير الدولة السوداني بوزارة النقل مبروك مبارك سليم إن انفجارا وقع في منطقة المحرك عند الجناح الأيمن للطائرة مضيفا أنه لم تتوفر حتى الآن معلومات دقيقة إلا أن من المعتقد أن الأحوال الجوية السيئة سبب رئيسي لما حدث. وهبت عاصفة ترابية وهطلت أمطار غزيرة على المطار أمس الأول الثلاثاء وجرى تحويل الطائرة في بادئ الأمر إلى مدينة بورسودان المطلة على البحر الأحمر. وعرض التلفزيون السوداني لقطات لعمال الإغاثة وهم يستخدمون خراطيم المياه لإطفاء النيران المشتعلة من جسم الطائرة. وتسببت شرارة تطايرت بينما كان عمال يقطعون هيكل الطائرة المتفحم أمس الأربعاء في وقوع انفجار جديد أصاب عدة عمال بجروح. وقال أحد الركاب إن الطائرة حاولت الهبوط في مطار الخرطوم «لكن قائد الطائرة قال لنا إننا لا يمكن أن نهبط في الخرطوم بسبب سوء الأحوال الجوية.» وأضاف أن الطائرة توجهت بعد ذلك إلى مدينة بورسودان على البحر الأحمر قبل أن تعود إلى الخرطوم بعد ساعة. وقال راكب آخر من الناجين يدعى الحاج بشير إن الهبوط في الخرطوم «لم يكن عاديا» ووصف «انفجارا في الجناح الأيمن» بعد دقيقتين أو ثلاث دقائق من هبوط الطائرة. وتمكنت فرق الطوارئ من إخماد النيران. وعرض التلفزيون لقطات لمخارج الطوارئ على جانب الطائرة المشتعلة ولسيارات الإسعاف المتوقفة على مدرج إقلاع وهبوط الطائرات. وقالت هيئة الطيران المدني السوداني أنه تم العثور على جميع أفراد الطاقم أحياء عدا واحد. وقبل خمس سنوات تحطمت طائرة بوينج 737 تابعة لشركة الخطوط الجوية السودانية بعد إقلاعها بفترة قصيرة بالقرب من بورسودان مما أسفر عن مقتل 104 ركاب إضافة إلى طاقمها المكون من 11 شخصا.