اقواس
نهله عبدالله الكتابة في موضوع واحد للمرة الثالثة قد يملها الكاتب قبل القارئ ولكن ما الهدف من ذلك او بمعنى اصح ما العمل لقد انتظرنا كثيراً حتى صار ما صار واصبحنا الان امام مشكلة دقيقة لا محالة ؟ لان ثقافة الطفل ليس بمجموعة شعارات او عناوين جاهزة للتكسب على المثقفين بصورة عامة ان يصبو اهتمامهم على المنهج كغذاء ثقافي فما الذي يمكن ان نقدمه للطفل ومن شأنه ان ينشئ عقله التي تتوازن فيه الاهتمامات ؟ علينا السير في الاتجاه الصحيح لنصل الى وسيلة نشارك فيها بتقوية الادراك عند الاطفال ولن نساهم بذلك القدر من التغيير ونحن على الهامش ، اطفالنا بحاجة الى تربية منهج التفكير العلمي والتربية العقلية في السابق رأينا كيف انفلت المنهج واحترق الجميع بناره وبجمره المتقد بسبب التطرف بكل شيئ لماذا ؟ نتيجة لضحالة التربية العلمية والمعروف ان الانسان لا يتطرف في نظرية علمية الا اذا ثبت خطأها ولكن التطرف عندنا خلق التناقض من دون جدوى فلا تحليل ولا فهم ولا ادراك اذن من السهل جداً ان تكون متدنياً اليوم وغداً شيوعياً وبعد غد من دون هوية تذكر او تعرف سأكتفي بإعطاء ابرز الامثلة في السابق كما قلت لم نعلم أبناءنا معنى المصداقية الحقة في النضال والتضحية في تراثنا الديني نقول ابو بكر الصديق رضوان الله عليه ، ونمجد بطولته في سيرة سيد الخلق اجمعين النبي محمد (ص) وهذا شيئ عظيم ومع هذا لا نعلمهم كيف يكونون صادقين مثله . ان ثقافتنا العربية ظلت محتفظة بوحدتها على مدى الف وخمسمائة عام امر لم يتوفر لاية ثقافة اخرى هل نتجاهله ام نؤسس عليه في منهج التاريخ ايضاً نلنا من شخص معاوية بن ابن سفيان وهو اول من كتب ما أوحى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رجعنا ومجدنا عقلية (معاوية) ولكننا اتهمناه من جديد بالمكر والخديعة اذن هناك شيئ ما في تربيتنا يدفع أبناءنا للجوء الى التذبذب. فمثلاً في مادة العلوم ( الشمس مجرة كغيرها من الاف المجرات في الكون الواسع فاذا ما الغينا وجودها من منظر طبيعي في دفتر الرسم فاننا بهذا نتصور فكرة جديدة لكن دون ان نكتسب شيئاً جديداً او معلومة جديدة . فبدلاً من ابراز طرق ووسائل متقاربة ذهنياً وعقلياً في التفكير والتعبير لحل او علاج ما امكن من العراقيل المستهدفة للدور التربوي القومي نرجع لاشياء تمثل منهجاً يفترض ان نقول له نعم ولا نقبل أي نقاش يدور حوله ؟ في الماضي المنهج كشف عورات النظام الحاكم والمنهج اليوم كشف عورات ما افرزته النزعات وهذه امور يتطلب ان نقف امامها في فجر الوحدة اول ما يستدعى الانتباه انذاك هو اعتبار ( عدن ) قرية كما جاء في كتاب القراءة وهذا امر غير مقبول وان لم اكن مخطئة لا يجوز ولا يمكن على اساسه تعبئة المواقف الوحدة ، يفترض ان تستمر وتتجاوز الظروف الصعبة ! مع الاسف فان غالبية ادبائنا وشعرائنا ومفكرينا كمثقفين يلعنون المراحل ومصائر الانظمة الحاكمة ويلعنون الواقع وكأن اللعنات هي الحلول والمعالجات . نعرف ان الامراض التي تنتشر في الساحة كثيرة ولكن نرجو ان لا يكون المنهج احد افرازاتها وانطلاقاً من هنا باستطاعتنا القول ان بلادنا بحجمها وبطموحها تزخر بماثر وشخصيات عظيمة ترتسم في افقها . علامات حضارية بارزة علينا ان لا نهمل هذه الحقائق وان نعمل بوحيها بصورة اكمل واجمل . اطفالنا لا يفترض ان يعبأوا على تلك الطريقة او على عدم الاعتراف بهذا المسلك او بادانته وعلينا تصحيح ما شوهته المراحل وعجزت عن مواجهته الاخطاء باساليب تحترم العقل وما دون ذلك اساءة اليه . علينا ان ننطلق من عالم الطفل نضيف اليه فنحن بذلك نثريه لا نبدده .