رئيس الجمهورية في حديثين لقناتي (تي. في. فايف) و (أي. تي. ال. أي)
باريس / سبأ :وصف فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية نتائج مباحثاته أمس في باريس مع الرئيس نيكولا ساركوزي رئيس جمهورية فرنسا بالمثمرة والقيمة, مؤكدا أن تلك النتائج تصب في تعزيز علاقات التعاون والصداقة القائمة بين اليمن وفرنسا.وأوضح الأخ الرئيس في حديثين لقناتي ( تي في فايف ) و ( آي تي أل إي) الفرنسيتين أن مباحثاته مع الرئيس ساركوزي ركزت على قضايا التعاون الثنائي إلى جانب تبادل وجهات النظر إزاء المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط خصوصا الأوضاع في فلسطين والعراق و لبنان و الصومال و منطقة القرن الأفريقي ، بالإضافة إلى الدور الفرنسي للدفع بعملية السلام في المنطقة .وبشأن توقعاته لنتائج مؤتمر المانحين المنعقد في باريس حول دارفور وخصوصا في ظل عدم مشاركة السودان .. قال الأخ الرئيس: " في اعتقادي كان ينبغي مشاركة السودان باعتباره صاحب الشأن بما يحقق الأهداف المنشودة من المؤتمر لأنه في حال غياب صاحب الشأن وخرج المؤتمر بأية قرارات فستكون غير ملزمة.. معربا عن أمله في أن يخرج هذا المؤتمر بنتائج مثمرة وإيجابية تصب في خدمة جهود إحلال الأمن والسلام في دار فور.وعن رؤيته لاهتمام الغرب الكبير بقضية دارفور.. أجاب الأخ الرئيس :" نحن ندرك ان الغرب مهتم بهذا الأمر ولكن لابد ان يتشاوروا مع صاحب الشأن وهو السودان كعنصر أساسي فيما يخص العنف في دار فور, والذي يعتبر في معظمه صراع مصالح ونفوذ وليس لجوانب إنسانية .. كما كان يفترض مشاركة الإتحاد الافريقي في هذا المؤتمر أيضا .وبشأن الأوضاع في الصومال .. قال الأخ الرئيس :" نحن الآن متفائلون بعد دخول الحكومة الانتقالية إلى العاصمة مقديشو, وقد دعونا الدول المهتمة بدعم الاستقرار في الصومال إلى تقديم الدعم والمساعدات لإعادة بناء مؤسسات الحكومة الصومالية لضمان استتباب الأمن والاستقرار في هذا البلد ولكي نتجنب أن يكون بؤرة من بؤر التوتر في المنطقة.وعن مخاوف اليمن من أية توترات أو نزاعات في منطقة القرن الأفريقي وانعكاسات ذلك على اليمن و دول المنطقة .. أجاب فخامة الأخ الرئيس قائلا :" لاشك أن التوتر في المنطقة يؤثر علينا في اليمن, فمنذ أكثر من 16 سنة والنزاع الصومالي يعكس نفسه سلبا على دول المنطقة ومنها بلادنا التي تحتضن اكثر من 700 ألف لاجئ صومالي, يشكلون عبئا اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا على اليمن, ونحن نعاني من تنامي النزوح من اللاجئين الصوماليين والأفارقة وتزايد أعداد اللاجئين على الرغم ان الأسرة الدولية لاتقدم شيئا يذكر لمساعدة اليمن في هذا المجال.وبشأن المخاوف من أن تكون الصومال بؤرة للإرهابيين ودور اليمن في مواجهة ذلك قال الأخ الرئيس: " نحن نقف إلى جانب الحكومة الانتقالية الصومالية ونقدم الدعم مع بعض الدول الصديقة لإعادة بناء هيكل الدولة الصومالية, وإعادة بناء الدولة الصومالية وتعزيز الأمن والاستقرار في هذا البلد خشية من ان تبقى الصومال بؤرة للعناصر الإرهابية مايجعلها تشكل خطرا كبيرا مثلما تواجد الإرهابيون في أفغانستان.وفي رده على سؤال عن التطورات على الساحة الفلسطينية, وهل بالإمكان أن تصبح غزة بؤره للقاعدة، خاصة بعدما إعلان الظواهري تأييده لما اتخذته حماس..قال الأخ الرئيس :نحن لا نعتقد ذلك, فالفلسطينيون عقلاء و لديهم قضية يدافعون عنها ويناهضون الاحتلال الإسرائيلي، ولايمكن ان ينساقوا في اتجاه ما تتبناه القاعدة باعتبارهم أكبر من ذلك, وتنظيم القاعدة ممثلا بالظواهري و بن لادن يتصيدون الإحداث ويلتقطون أي خلاف بين فتح و حماس ويسعون للظهور وكأنهم داعمون ومباركون لما يحصل من قبل حماس وفتح وهذا تصيد خطأ, والحقيقية أن هناك قضايا خلافية بين حركتي حماس وفتح ولاعلاقة لتنظيم القاعدة أو قيادته بها .. وهناك مواجهات بين منظمتي فتح و حماس في ضوء نتائج الانتخابات البرلمانية ولا ادري .. لماذا يسعى الظواهري للإيحاء وكأن له صله بحماس؟! ".وأشار الأخ الرئيس إلى الجهود التي تبذلها اليمن بهدف احتواء الخلافات بين حركتي حماس وفتح, والدعوة التي وجهتها لقادتي الحركتين للعودة إلى طاولة الحوار لمعالجة أية قضايا خلافية في ضوء اتفاق مكه المكرمة الموقع عليه من قبلهما . وعن النجاحات التي حققتها اليمن في مكافحة الإرهاب, قال الأخ الرئيس: نحن حققنا نجاحات كبيرة ويمكننا القول أننا قد سيطرنا على هجمات الإرهابيين, ورغم ذلك قد يحدث بين الحين والآخر عمل إرهابي ولكن أجهزتنا الأمنية يقظة ومسيطرة على الأوضاع بشكل جيد, وبجانب التعامل الأمني, أجرينا حوارات مع الشباب المغرر بهم الذين كانوا تأثروا بأفكار التنظيمات الإرهابية وتم تصحيح المفاهيم المغلوطة التي غرست في عقولهم وعاد العديد منهم الى جادة الصواب والاعتدال في حين مازال هناك عدد من العناصر الإرهابية مختفية وفارة من وجه العدالة و الأجهزة الأمنية تتعقبها.وعن رؤيته للمخاوف السائدة في الغرب وفي كثير من دول العالم من تنامي خطر الإرهاب عالميا في ضوء تصاعد الأحداث والمواجهات والنزاعات في منطقة الشرق الأوسط .. قال الأخ الرئيس :" لدينا قلق من تزايد مخاطر الإرهاب نظرا لعدم تضافر كافة الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب, وكافة الأسباب والعوامل التي تغذي الإرهاب .وأضاف :" سبق وأن أكدنا أكثر من مرة بأنه ينبغي قبل أن نتجه نحو مكافحة الإرهاب بأن نبدأ بتجفيف منابع الإرهاب".. موضحا في هذا الصدد أنه ينبغي مكافحة الفقر والبطالة لان عناصر التطرف تسعى إلى استغلال الشباب العاطل في بعض المناطق التي يتفشي فيها الفقر وخصوصا في البلدان غير الديمقراطية.وأكد فخامة الأخ الرئيس أن اليمن تساند الجهود الدولية المبذولة في مكافحة الإرهاب وأنها شريك فاعل مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي وغيرها من دول العالم المشاركة في الجهود الدولية سواء التي تعرضت للإرهاب أو التي لم تتعرض له.وعن شخصية الرئيس ساركوزي وكيف وجدها في أول لقاء معه .. قال الأخ الرئيس: الرئيس ساركوزي رئيس لماح وذكي ويلتقط المواضيع ويستوعب ويسمع أكثر مما يتكلم و هذه صفات جيدة، لزعيم يستمع ويستوعب ويستطيع أن يصنع قرار. وأضاف :" ساركوزي شخصية أوروبية كبيرة, وندرك أنه سيكون له دورا هاما جدا في الفترة القادمة وسيقوم بدور إيجابي وفعال سواء داخل الإتحاد الأوروبي أو على المستوى الدولي, فضلا عن ما نأمله من دورهام على مستوى العلاقات الثنائية فيما بين اليمن وفرنسا ومع الإتحاد الأوروبي بشكل عام .