لايجوز أن يبقى العالم مرتعا للإرهاب, ولايجوز ترك الأبرياء يذهبون ضحايا للإرهاب, ولايجوز بعد اليوم اعتماد الإرهاب في العمل السياسي, ولايجوز السكوت على الدول الداعمة للإرهاب, والممولة له, والتي تقف وراء تشكيلاته وخلاياه لوجستيا وماليا... العالم ليس سائبا يسرح فيه الإرهابيون ويمرحون وتسجل جرائمهم ضد مجهول, والعالم ليس فأرا مرعوبا يحتمي في الزوايا ويهرب هلعا من الإرهابيين, والعالم ليس عاجزا عن وضع حد نهائي للإرهاب وللدول الداعمة له, والتي تستخدمه في سلوكياتها أداة من أدوات السياسة لابتزاز المجتمع الدولي, وإبرام التفاهمات معه تحت التهديد.هذا الشهر شهد هجمة لا مثيل لها للإرهاب, وضد بلدان كثيرة في هذا العالم. ضرب, ومازال يضرب في العراق, ضرب في المسجد الأحمر في كراتشي, وفي بريطانيا, وبالذات لندن وغلاسكو, وفي اليمن داخل معبد أثري يعود إلى أيام سيدنا سليمان, ويحاول الآن أن يشن هجماته على المغرب الذي تحول إلى ثكنة عسكرية مستنفرة إلى أقصى الدرجات.الإرهاب, كما نرى, لا يأخذ هذه المسارات الخطيرة إلا بسبب غياب قوة ردع دولية تضع حدا له, وتتولى مهمة مكافحته نيابة عن سائر مجتمعات العالم, والتي يبدو أنها فشلت لوحدها في التصدي لهذه الظاهرة الإجرامية, بما في ذلك مجتمعات الدول الكبرى كالولايات المتحدة وبريطانيا أو اسبانيا.لقد حان الوقت لأن تدعو منظمة الأمم المتحدة الدول الأعضاء لعقد مؤتمر حاسم وحازم, يخرج بقرارات حاسمة وحازمة, وفي طليعتها تشكيل جيش دولي لمكافحة الإرهاب أينما وجد, ولضرب كل الذين يدعمونه من دول أو أفراد, او يستخدمونه كأداة سياسية متوحشة لتحقيق الأغراض وخدمة المصالح والوصول إلى الأهداف. وهذا الجيش الدولي تشارك في عديدة جميع دول العالم, ويتمتع بجميع التجهيزات العالية التي تمكنه من أداء مهمته كالأساطيل البحرية, والطائرات المقاتلة, والقدرات اللوجستية إلى جانب التدريب العالي.في ظل العولمة الزاحفة الآن, وارتباط المصالح, وانفتاح الأسواق, أصبح أمن العالم أمنا واحدا, ويجب أن يكون مسئولا عن هذا الأمن جيش عالمي يضرب في كل مكان, ويدخل ويقيم قواعده في كل بلد ويتمتع بإمرة واحدة هي إمرة مجلس الأمن الدولي أو من يوضع تحت قيادته. في ظل العولمة الزاحفة لم يعد هناك معنى لسيادات الدول, ولا لمسؤوليتها عن أمنها الوطني, فالعولمة بحد ذاتها تتجه لجعل كوكب الأرض دولة واحدة في آخر المطاف الإنساني.المفروض ان تدعو الأمم المتحدة لعقد هذا المؤتمر الدولي حول الإرهاب, وان يكون على جدول أعماله تشكيل قوة المكافحة العالمية, وأي دولة تمتنع عن المشاركة في هذا المؤتمر, وعن المساهمة في تشكيل وإعداد جيش المكافحة العالمي, تكون دولة إرهابية أو داعمة للإرهاب, وبالتالي ستكون مستهدفة بأعمال المكافحة العسكرية إلى أن تتغير فيها الأنظمة الخارجة على القانون الدولي والمتمردة على إرادة العالم.بعد الهجمة الإرهابية المتمادية والمقيمة في العراق, وبعد الهجمات الإرهابية الممتدة من باكستان إلى اليمن إلى بريطانيا, وبعد الهجمات الإرهابية التي تهدد المملكة المغربية, لم يعد جائزا ترك العالم وحيدا أمام أضراس الإرهابيين ومخالبهم, وكذلك لم يعد جائزا التأخير في عقد هذا المؤتمر الدولي بإشراف الأمم المتحدة للنظر في تدابير المكافحة ولتوفير كل أسباب الأمن والاستقرار لدول العالم, ولإنقاذ المجتمعات الإنسانية من مخاطر الإرهاب, وابتزاز الذين يدعمونه ويعتمدونه في أدواتهم السياسية الشنيعة والبغيضة.[c1]*نقلا عن صحيفة ( السياسة) الكويتية [/c]
جيش عالمي للقضاء على الإرهاب
أخبار متعلقة