الليلة لقاء الجراح والأماني المحطمة
[c1]* البرتغال أعادة لمشاهد سابقة عمرها أربعون عاماً [/c]
عيدروس عبدالرحمن :كم تمنت الآلاف الالمانية الغاء مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع حتى يحتفظ نجومها بمرارة الخروج دون الحاجة لاظهاره للعالم على عدسات التصوير ، فطعم العلقم مازال ساكناً في الافواه الجرمانية ، وسقوط مذكرة التاريخ المنحازة مرتان لصالح الالمان ان كلما استضافت مونديال في ارضها سرقت كأسهم الذهبية لكنها هذه المرة سرقت منها الكأس الذهبية وهي في أوج انتشائها لخطف نجمة رابعة .ولا يختلف الحال عند برازيل اوروبا .. لانهم تمنوا ان يتقدموا خطوة جديدة ويبلغ جيل فيجو وديكو الدور النهائي للمونديال كأفضل من سابقهم جيل 1966م ايام الهداف ايزبيغو .لقاء الليلة ، هو لقاء الجريحان الآمال المحطمة ، والطموح الغادر على قارعة منصة التتويج .. وباعتبار ان الفريقين الالماني والبرتغالي يدركان تماماً ان لقاء الليلة يندرج ضمن تطييب الخواطر وتحصيل حاصل ، الا اذا استثني من ذلك رفع حصيلة هداف الدوري بتسجيله أحد الاهداف فهي تحتسب .والحقيقة ان الماكينات الالمانية كانت الاكثر حزناً وألماً لانها وعدت جماهيرها ومنذو الادوار الاقصائية وعلقت على السنتهم نشيد (الى برلين) .. لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ومباراة الليلة يتوقع منها ان تكون ذات ايقاع مخالف لتلك الايقاعات السابقة .. وغياب كثير من نجوم وأبطال المنتخبين البعض لخيبة الأمل التي لم تفارقه والبعض الأكثر من مثل هكذا مباريات كفيلة باراحة النجوم او الشاكين من الاصابة .فالفريق الالماني كان على بعد تسعين ثانية فقط من حلم نهائي المونديال حتى ايقظة كابوس مزعج وضع سيناريو ذلك الكابوس مخرج ايطالي خبيثاً لا يرحم ويخنق الافراح الباقارية في عقر دارها .. وبرازيل اوروبا كادوا مواصلة ضرب الارقام القياسية في عدم الخسارة منذ يورو 2004م لكن الاعاصير الفرنسية المسماة (زيدان) و (هنري) تلك الارقام واوقفت اسكولاري هزيمتين متلاحقة بخروج منتخب بلاده واخراج الفريق الذي يدربه .والواقع ان القبعات واجب ان ترفع امام الابداع والتفوق البرتغالي الذي خالف التوقعات ولامست قدماه عتبة النهائي وكان الافضل لولا غياب القناص او الهداف الذي يستطيع ادخال برازيل اوروبا الى صندوق عمليات المنافسين .لكن ، الليلة السبت سوف يصفق العالم أجمع للفريقين لروحهما الرياضية العالية وخسارتهما بأخلاق الفرسان التي تبارك للفائز وتواسي الخاسر ، دون مشاكل او اختلاق فوضى وشغب لتبرير الخروج .. خاصة الفريق الالماني الذي صفقت له جماهيره كثيراً واثنت عليه .. بل واعتبرته موديل ماكيناتها الجديدة للاعوام القادمة .ولقاء الليلة سوف نودع فيه واحد من أعظم نجوم البرتغال / لويس فيجو كآخر مطاف في ارتداء فانلة بلاده ويمكنه اعتبار ان روز نامة المونديالات وسجل تشريفاتها سوف تكتب بأحرف من برونزان الفريق الفائز في لقاء الليلة هو صاحب المركز الثالث .وتبقى الغصة والألم ساكنين في حلوق الفريقين حتى وان صفقنا لهما طويلاً ، وأماني تكسرت لخوض النهائي المسروق من الطليان والفرنسيين .