اتضحت الرؤية وأصبحت المعالم ، جلية وانقشع البرقع عن البعض فيما كان قد كشف تماما عن البعض الآخر ، ان ذلك هو ما يحدث هذه الأيام لأحزاب اللقاء المشترك والتي فوتت الكثير من الفرص الثمينة التي عرضتها القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ قائد الوحدة الرئيس علي عبد الله صالح حفظه الله وحفظ معه وطننا وشعبنا من كل مكروه ، وكانت آخر تلك الهدايا التي قدمها رئيس الجمهورية أمره بسحب مناقشة قانون الانتخابات من البرلمان خلال الأشهر الماضية مفسحا المجال حينها لكي يلتقي ألوان الطيف السياسي اليمني من الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة .• جاءت الفرصة وذهبت وبقي الحال على ما هو عليه ، فشل المشترك في استثمار مبادرة الأخ الرئيس التي كانت وبلا ريب ستغنينا تماما عما وصل إليه الحال الآن و لم تعرف تلك الأحزاب ان تقرأ جيداً فحوى المبادرة ، بل على النقيض تماما تعاملت معها من زاوية التنازل والذي عدوه ضعفا ناتجا عن خوف ولم ينظروا إليها من زاوية حب الوطن والخوف عليه من ان تعتريه الخطوب ، ولهذا فقد كان نتاج تفكيرهم عقيما جعلهم يتأخرون على مستوى الاستجابة الوطنية . • للأسف الشديد لعب المشترك على هدف واحد يريد تحقيقه إلا وهو تأجيل الانتخابات ، وهو التأجيل الذي يعقبه التأجيل لا لشيء سوى ليظهر للعالم بأن الوطن يمر بأزمة برلمانية تقود إلى إحداث حالة من الفراغ الدستوري ، وليس القصد منها كما قيل إفساح المجال للحوار ، فالحوار ظل عقيما وفارغا من أي جدوى أو فائدة بل تأكد للجميع بأنه مضيعة للوقت وجر البلاد إلى مرحلة الفوضى العامة .• إن التلويح بتهييج الشارع وزرع الفوضى وإقلاق السكينة إذا لم يستجب الحزب الحاكم للمطالب التي تنادي بتأجيل الانتخابات تعد مساومة رخيصة ، ومعناه إما أن أشعل الحرائق وأما أن يكتوي الوطن بنيران هادئة ، مع أن النتيجة على حد مبتغاهم واحدة وهي إدخال البلاد في صراعات تقود إلى التناحر وهو ما هدف إليه المغرضون ممن يسمون أنفسهم بالحراك ، وقد كان بعض أعضاء المشترك يراهنون على نجاح هذا الأخير ليكفيهم مؤنة تمزيق الوطن ، ولكن ما إن فشل الحراك وبدا للجميع بأنه ظاهرة صوتية ، حتى اشتعل الغيظ في قلوب الحاقدين على الوطن ، ولهذا فإن الفوضى هي القاسم المشترك بين الحراك والمشترك .• لسنا هنا بصدد الدفاع عن الحزب الحاكم ، فالمشترك ومن حيث لا يدري أعطى الحزب الحاكم الكلمة العليا أولا لأن هذا الأخير اظهر المحبة للوطن والخوف عليه وهو عكس ما يسعى إليه اللقاء المشترك ، وثانيا لان الحزب الحاكم ذهب مرغما لإقامة الانتخابات في موعدها لأنها استحقاق مهم راهنت عليه الجمهورية اليمنية وكان سمة بارزة من سمات قيامها ، ولان الوطن نجح في السير على النهج الشوروي ولو في حدوده الدنيا نظرا لتجربتنا القصيرة في هذا المضمار قياسا بالدول المخضرمة في هذا الجانب ، ولأنه نجح في ذلك فقد تكالب عليه الجميع بغيه تصويره للعالم بأنه قد حاد عن الديمقراطية وسيظهر ذلك للملأ في أول يوم يتلو السابع والعشرين من ابريل 2011م ، ولكن هيهات أن يحدث هذا فالانتخابات قائمة والشعب سيختار ممثليه . • الغريب في الأمر أن المعارضين في العالم اجمع يسعون إلى تقديم الانتخابات في بلدانهم قصد التغيير والفوز بأكبر حصة برلمانية ، إلا معارضتنا وللأسف الشديد تخالف الجميع وتسعى للتأجيل وهو ما يمكن تفسيره على انه خوف مسبق من نتائج سيئة يتوقعها أحزاب اللقاء المشترك ، فالمشترك وخلال الفترة الماضية راهن على العديد من الملفات أولها إطالة أمد الحرب مع المتمردين في محافظة صعدة وحتى وصولها لغاية وقت الانتخابات وهو ما لم يحدث ، وثانيها الوقوف إلى جانب إشعال الفوضى في بعض المحافظات الجنوبية بغية إشغال الدولة في صراعات تلهيها عن الاستحقاق الانتخابي ، وثالثها المراهنة على عدم إقامة دورة كأس الخليج العشرين في عدن وأبين رغبة منها في تشكيك المجتمع الدولي في قدرة الدولة على بسط الأمن في تلك المناطق ، وهو ما لم يحدث بل ما حدث لم يكن في حسبانهم ابدأ فقد نجح الوطن نجاحا ابهر العالم ودحض كل الافتراءات ، ونظرا لان كل تلك العوامل كانت نتائجها على غير ما أراد المشترك فقد رأى أن مشاركته في الانتخابات ستكون انعكاساتها خطيرة على وضعه في تكوين مجلس النواب المقبل . • نقول لأحزاب اللقاء المشترك بأن الرجوع للحق فضيلة وبأن الوطن اكبر منكم ومن الحزب الحاكم ، وبأن الذي سيربح هو من تكون أجندته مطابقة للأجندة الوطنية ، وعليكم الاحتكام للقانون فقد ناديتم بالتأجيل الأول وتم لكم ما أردتم ، وناديتم بفتح أبواب الحوار وفتح فعلا ، وناديتم باستقلالية لجنة الانتخابات ، وها هي اليوم باتت مشكلة من القضاء ، فماذا تريدون بعد ذلك ، فقد ظهر جليا أن عداء بعضكم ليس مع الحزب الحاكم بل مع الوطن أرضا وشعبا . [c1] باحث دكتوراه بالجزائر[email protected]
أخبار متعلقة