أفكار
إن الأهمية الاستراتيجية لسيناء هي أحد العناصر المرجحة للاهتمام بها اعتمادا علي عناصر متكاملة للتنمية في ظل إمكانات وموارد طبيعية نوضح بعضها علي النحو التالي:1 ـ إن سيناء امتداد طبيعي لعمق استراتيجي يشمل مساحة كل مصر ويعطيها ذلك مزايا تجعلها جديرة بإقامة مشروعات ناجحة للتنمية, يسهل معها إقامة المشروعات ونقل البضائع وتسويق المنتجات ـ كما أن سيناء تقع علي محيط بحري يمتد علي ساحل البحر المتوسط وجوانب خليجي السويس والعقبة, بالإضافة إلي مجري قناة السويس الدولي ذي الأهمية العالمية, ويعني ذلك أنها ملتقي مهم للتجارة العالمية.2 ـ تنوع مصادر المياه من منطقة إلي أخري في سيناء, حيث أمكن إمداد مناطق سيناء الواقعة شرق قناة السويس بمياه ترعة السلام شمال سيناء, غير أننا يجب أن نشير إلي ضرورة مراجعة وتقييم مشروع ترعة السلام تقييما علميا في ضوء المستهدف منه وما تم انجازه وما انفق عليه وما تحقق من عائد.3 ـ تتنوع إمكانات الموارد الطبيعية بشبه جزيرة سيناء من ثروات تعدينية علي رأسها خامات المنجنيز والجبس والرمال البيضاء والحجر الجيري النقي وأحجار الزينة وتركيز الخامات واستخدامها في الصناعات الثقيلة أو الصناعات الدقيقة أو تصديرها للخارج, ويعني ذلك الانتباه إلي أهمية التعدين كمصدر للثروة في مصر عموما وفي سيناء, علي وجه الخصوص. إن أهمية التعدين يجب أن تكون محور فكر التنمية في سيناء خاصة في مجالات الصناعات الكيميائية والدوائية ومواد البناء وإنتاج الفحم من منجم المغارة وإزالة المعوقات.4 ـ تحاط سيناء بمحيط مائي ممتد علي ساحل البحر المتوسط وخليجي السويس والعقبة ومخرجهما علي البحر الأحمر, ويعني ذلك القيام بمشروعات بحرية ومصائد أسماك وموانئ ومشروعات سياحية بالإضافة إلي ما يمكن إقامته من مشروعات البتروكيماويات خاصة علي خليج السويس في جانب سيناء.5 ـ بالإضافة إلي ما أنشيء من مشروعات يمكن أن تنشأ بسيناء صناعات تكنولوجية متقدمة في مجال المعلومات والاتصالات وإنتاج المواد الجديدة واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة, وألا يكون الإنتاج الزراعي وحده هو الهدف المتوارث للتنمية ـ لكن يجب أن يتحول الإنتاج الزراعي لخدمة مشروعات انتاجية وتنموية, تعتمد علي الموارد والكوادر البشرية بما يجعل من سيناء موطن جذب للاستثمار والاستيطان.6ـ أن يعيد المصريون نظرتهم إلي سيناء من حيث التصور المتوارث والمرتبط بالصراعات والحروب وأن يتذكروا أنها تقع علي مرمي البصر من مدن بورسعيد ـ الإسماعيلية ـ السويس, وأن حاجز قناة السويس قد تلاشي بعد إقامة كوبري الفردان ونفق أحمد حمدي, وأن سيناء ليست أرضا للحروب ولكنها أرض للتنمية وامتداد منطقي وطبيعي لإقاليم مصر الجغرافية. [c1]* عن / صحيفة (الأهرام) المصرية [/c]