السرقة عند الأطفال أسباب ودوافع
د . زينب حزام
لطفل يحتاج إلى رعاية الأسرة له ،وتوفير متطلباته الشخصية ،لأنه ينظر إلى الدنيا من خلال نفسه ،ويظن أنه محور الكون ،لهذا يظن أن مطالبه الشخصية ضرورية وأن عليه أخذ ما يروق له ،لذا نجد بعض الأطفال الذين لا تلبى مطالبهم يلجؤون إلى السرقة ،وهذا يعد اضطرابا نفسيا يصيب هؤلاء الأطفال نتيجة الإحساس بعدم الاستقرار الأسري وافتقاد الأمان .[c1]* ما أسباب السرقة عند بعض الأطفال ؟[/c]-قد يلجأ الطفل إلى السرقة بغرض لفت الأنظار إليه حتى ولو كان جزاؤه العقاب فهذه الطفلة وحيدة مرض أبوها مرضا خطيرا ،استدعى من والدتها البقاء إلى جانبه طوال فترة الإعياء للعناية به ، وقد كان الجو المخيم على المنزل قاتما ،نظرا لشدة مرض الأب بالسرطان ،وهو يحتاج إلى الدواء ،هذا السبب الذي حرم الطفلة من الحصول على الطعام والمشرب والتمتع بحياة الأطفال .. كما أنها حرمت من التعليم لأنها كانت تحصل على درجة الصفر في معظم موادها الدراسية ،وإذا قالت شيئا للأمهات ،أصيبت الأم بالضجر .فرعاية الأم لطفلها في السنوات الأولى تعتبر أمرا في غاية الأهمية لتربية الطفل ،على الاستقرار النفسي والعاطفي .إن العلاقة الحميمة بين الطفل وأمه هي الأساس في توطيد العلاقات الأسرية ،وكذلك علاقة الطفل بأبيه وأشقائه هي في مجموعة تشكيل الحصيلة لحياة أسرية مستقرة في المستقبل .لقد اثبت الباحثون النفسانيون أن نزعة السرقة عند بعض الأطفال تأتي بسبب المشاكل الأسرية بين الزوجين ،بحيث يكون الاهتمام بالطفل قليلا وكذلك حرمانه من التحصيل العلمي الجيد أو المحدود.ويكون الطفل كبش فداء لهذه الخلافات الأسرية ،وقد يلجأ الطفل إلى النشل رغبة منه في الاستطلاع والمعرفة والوصول إلى الخزانات المغلقة ، وقد تكون قسوة الأم والأب في انتقام أبنائهم وسرقتهم أولا ثم النزول إلى الشارع والعمل بالسرقة ،مثلا يذهب إلى بائع الخضار ويسرق بعض الفاكهة التي حرم منها من قبل أسرته أو التسلل إلى منزل الجيران وسرقة بعض الأدوات المنزلية وبيعها في السوق للحصول على النقود،وفي بعض الأحيان تكون الأم أو الأب سبباً هما من يسمح للطفل بالتسلل إلى منازل الجيران ودفعه إلى هذا السلوك المشين حتى تتمكن الأم أو يتمكن الأب من شراء القات والسجائر.يلجأ الطفل إلى السرقة كوسيلة لإثبات الذات وتحقيق كيانه وسط زملائه ،وحب المراهق للظهور بمظهر بين أصدقائه يكون دافعا للسرقة أيضا كما أن اعتقاده أن السرقة تتيح له القيام بدور البطل المغامر يدفعه إلى السرقة لإشباع هذا الميل.
* كيف نحمي الطفل من السرقة؟[/c]-يقول العالم الكبير«باسكال»قوله المأثور:» إن للقلب معاذير لا يعترف بها العقل « فقلب الولد ينطوي على معاذير وأسباب دفينة في تلافيف نفسه يصعب علينا تخمينها وإماطة اللثام عنها.فعندما يكتشف الآباء عن أن ولدهم بدأ يسرق ، لابد أن يطلعوا على أسباب هذه السرقة ،وفهم الأمور على حقيقتها ،ودرس الحالة النفسية عند الطفل وكل حالة يجب أن تدرس على حدة ،فهناك أطفال يسرقون لأنهم ضحية حالة سيئة في عائلاتهم نفسها ..وعلى سبيل المثال أعرف أما تمارس السحر جهرا وتدرب أولادها وبناتها بل استطيع القول إنها تشجعهم على التسلل إلى منازل الجيران وسرقة المواد الغذائية مثل الأرز والسكر والدقيق وغيرها مثل الملابس والنقود،كما أنها تشجع أبناءها وبناتها على مطاردة الناس في الشوارع باستخدام السحر والأعمال الشيطانية وسرقتهم ماليا .وهكذا نجد أن الآباء والأمهات قد ساهموا في تشجيع أبنائهم على السرقة لذا يجب فرض العقوبة الرادعة على أولياء الأمور ثم أبنائهم الذين هم في سن الرشد وفرض عقوبة على الحدث بوضعه في دار التربية للأحداث.[c1]* كيف نعالج الأطفال من نزعة السرقة؟[/c]-في مرحلة التفكير في العلاج ، علينا أن لانجسم الأمور ،وأن نفكر في تؤدة وأناة،فليس من الميسور أن ننفذ إلى أعماق نفس الصغير،ونميط اللثام عن سرها الدفين لأنه هو نفسه أول من يعجز عن التعرف على الأسباب الحقيقية لأعماله،ويجب علينا بصفة خاصة ألا نسأله عن تلك الأسباب .. فإذا أمكننا نقصيها أو امرها لأننا إن فعلنا ذلك فقد نمس الأوتار الحساسة ،إلى ابعد حد في نفسه ،وفي هذا خطر كبير .إن بعض الأطفال لا تولد لديهم نزعة السرقة إلا إذا كان ولي أمره يمارس السرقة ،فقد يكتسبها الطفل بالوراثة وعلى سبيل المثال ،وهذا مشهد من الواقع : في إحدى الأحياء الشعبية بالقاهرة في مدينة عدن ،هناك أب ساحر ونصاب يمارس السحر جهرا بهدف السرقة والنصب والاحتيال ..وهكذا نرى أن الطفل الذي ينشأ في أسرة مشبوهة يزاول مهنة أولياء أمره.[c1]نصائح عملية[/c]بداية :على الأجهزة الأمنية دقة التحري عن أولياء الأمور في الأسر المشبوهة ،حتى نتمكن من معرفة الأسباب التي تجعل هؤلاء الأطفال يمارسون السرقة والنشل .ثانيا :قد تلجأ الأم أو المدرسة إلى العقوبات التي تذل كرامة الطفل كأن تجبر الطفل على الاعتراف بجرمه أمام مجلس الآباء أو أمام تلاميذ الفصل أو المدرسة.ثالثا: كثرة العقوبات ،فأن مبدأ العقاب ليس سيئا في ذاته ،فالطفل يتقبل فكرة انه يستحق عقوبة تتناسب مع الخطأ الذي ارتكبه ،ولكن لايجب أن نتشدد في عقابه إلى حد الظلم ،وإلا فإننا نوقظ فيه تلك النوازع الداخلية التي حفزته على السرقة .علينا أن نروي للأطفال القصص المشوقة التي توضح العقوبة الصارمة على من يزاول السرقة وخطرها على المجتمع ،وما يفرض من عقوبة على اللصوص جزاء لفعلهم السيئ ،بينما يكون جزاء الأمانة الشعور بالسعادة ونلقى المكافأة ورضا المجتمع وتقديره للشخص الأمين في عمله.كما ينصح علماء النفس الأسرة بأن تحيط أطفالها بجو من الرعاية والحنان والاستقرار ،ومكافأة الطفل على تصرفاته الأمينة مع نفسه ومع الآخرين ،وهنا تقع على إدارة المدارس الابتدائية الاهتمام بتوضيح مدى الاحترام والتقدير والمكافأة للأطفال الذين يصدر عنهم سلوك يدل على الأمانة والصدق.كذلك يجب على وسائل الإعلام التركيز على قصص الأمانة ،وتقدير الأشخاص الأمناء والاهتمام بهم ،ومكافحة جريمة السرقة والنصب والاحتيال ،خاصة ان هناك عصابات من الأطفال يمارسون سلوك السرقة والنشل والاحتيال تحت إشراف أولياء أمورهم أو بواسطة مسئول (التنظيم) من الكبار المتمرسين في هذا المجال ،كما يستحسن عدم إقحام شخصية اللص في الأفلام الكرتونية أو القصص المكتوبة بصورة محببة يتعاطف معها الصغار ،ويحاولون تقليدها .ومن المفيد تعليمهم القيم والمبادئ والمثل الأخلاقية بل يجب التذكير أن للتربية والمراقبة والمتابعة اليومية وبصورة متواصلة دورا في تأهيل جيل مستقبل يتحلى بالأخلاق الحميدة والسلوك القويم .

