واشنطن/14 أكتوبر/ رويترز : قال قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ريموند اوديرنو ان قوات الأمن العراقية ستكون مهيأة لسد الفراغ الذي سيتركه انسحاب القوات الأمريكية العام القادم لكن الولايات المتحدة قد تعود إلى العمليات القتالية إذا دعت الضرورة.وتعتزم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) خفض عدد الجنود في العراق إلى 50 ألفا بحلول أول سبتمبر أيلول من 176 ألفا عند ذروة انتشار القوات الأمريكية بعد الغزو عام 2003.وأضاف اوديرنو في حديث مع قناة (سي.ان.ان) الإخبارية الأمريكية بثته أن تلك القوات ستبقى في العراق للقيام بدور «تقديم المشورة والتدريب والمساعدة» حتى العام القادم «لكن لديها بالتأكيد القدرة على حماية نفسها والقيام في حالة الضرورة بعمليات قتالية إذا تطلب الأمر».وأضاف ان «التمرد أخمد» في العراق وبرغم استمرار العنف فالوضع الامني يتحسن بوجه عام وكذلك قدرة الدولة العراقية على حماية الشعب والنهوض بمهام الحكم.لكنه اوضح ان القوات الامريكية قد تعود الى القيام بدور قتالي اذا حدث «انهيار تام لقوات الامن» إو اذا أدت الخلافات السياسية الى انقسام قوات الامن العراقية وقال اودرينو «لكننا لا نتوقع ذلك».وقال مسؤول بالادارة الأمريكية إن الرئيس باراك أوباما الذي وعد في حملته الانتخابية للوصول الى البيت الأبيض بانهاء الحرب يعتزم القاء خطاب خلال أيام بشأن خفض القوات الأمريكية في العراق.وسيلقي أوباما خطابه بعد عودته من جزيرة مارثاس فينيارد بولاية ماساتشوستس حيث يمضي عطلة مع أسرته.وسئل أوديرنو هل ستكون القوات العراقية كافية للسماح بسحب جميع القوات الامريكية من العراق بحلول نهاية عام 2011 فأجاب «في تقديري الآن أنها.. انها ستكون».وفي مقابلة مع محطة تلفزيون (سي.بي.إس.) قال أوديرنو ان الجيش العراقي قادر الآن على توفير الأمن الداخلي لكنه سيبقى بحاجة للمساعدة من القوات الأمريكية في مجالي التدريب والامداد والتموين.لكنه سلم بأن القوات الامريكية قد تبقى في العراق بعد الموعد المقرر لانسحابها في نهاية العام القادم.وعلق أوديرنو على تصريح رئيس هيئة اركان الجيش العراقي الفريق اول بابكر زيباري بأنه ينبغي أن يبقى الجيش الامريكي في العراق حتى عام 2020 قائلا ان هذا يتوقف على نوع الوجود الامريكي المطلوب.وقال «اذا طلبت حكومة العراق بعض المساعدة الفنية في مجالات وأنظمة تسمح لهم بمواصلة حماية انفسهم وفي حالة وجود تهديد خارجي ما فقد نكون هنا».وقال اوديرنو ان الولايات المتحدة ابرمت اتفاقيات مع المملكة العربية السعودية ومصر لمساعدتهما على تطوير «بنيتهما التحتية وهيكلهما الامني».وأضاف «اذا كان هذا ما نتحدث بشأنه (في العراق) فمن المحتمل ان نظل هناك بعد عام 2011».وفي سياق متصل قال رئيس القائمة العراقية إياد علاوي إن الولايات المتحدة لن تدعم أي حكومة عراقية ليست على علاقة جيدة مع إيران، بينما لم يستبعد قائد القوات الأميركية في العراق أن يستمر الوجود العسكري الأميركي حتى بعد موعد الانسحاب المقرر عام 2011. وقال رئيس الوزراء العراقي السابق أعتقد أن الولايات المتحدة تقف ضدي، وموقفها معروف في المجتمع العراقي، وهي تحاول أن تدعم فقط من له علاقة جيدة مع طهران». وتابع أنه لاحظ من لقاءاته بالمسؤولين الأميركيين أنهم حريصون على «أن يكون هناك نوع من الحكومة التي ترضى عنها إيران... حتى لا تحصل مشاكل في العراق بعد الانسحاب».وأضاف علاوي الذي وصل إلى موسكو الجمعة واجتمع مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف «لا تربطني علاقة سيئة بطهران، ولكن في الوقت نفسه لا أمتلك علاقات جيدة معها أيضا». وطلب من روسيا أن «تلعب دورا مهماً سواء على الصعيد الاستثماري والاقتصادي في العراق أو على صعيد دعم العملية السياسية بحيث تكون عملية متوازنة وواضحة»، وأكد أن الحل في العراق يجب أن يكون عراقيا من دون أي تدخل خارجي. وأعرب عن توقعه بألا تطول عملية التفاوض حول تشكيل الحكومة العراقية، وقال إن «الحكومة المقبلة يجب أن تضم كل الأطياف الموجودة، وحتى الذين لم يفوزوا بالانتخابات نعتقد أيضا أنهم يجب أن يكونوا جزءا من العملية السياسية». من جهة أخرى نفى عضو القائمة العراقية جمال البطيخ أن يكون التقارب بين الائتلاف الوطني والكردستاني والعراقية على حساب استبعاد قائمة «دولة القانون» التي يقودها رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، لكنه أقر بوجود اتجاه ناشط في الحوارات بين الكتل الثلاث المذكورة.