صـباح الخـير
ليس بالضرورة أن نعيش في قلب عواصم المدن حتى نكون قريبين من تقنية المعلومات فهذه التقنية العصرية واسعة الاستخدامات كما إنها لا تقتصر على طبقات بعينها ، ولا يمكن احتكارها لأحد وهو ما جعل بلداناً فقيرة مثل الهند ، أن تحقق تقدماً ملموساً في هذا المجال ما جعل البلدان الصناعية الغنية تعتمد على الأيادي الهندية خصوصاً فئه الشباب التي تجيد البرمجيات بكل ما يتصل بها من إبداع .فمؤشرات الهجرة خلال العقد المنصرم بالنسبة للبدان الأوروبية بصفة عامة تشير بأن الغالبية ممن حصلوا اما على الإقامة المؤقتة أو الدائمة في مجموع تلك البلدان هم من الهند ، ثم باكستان ، وماليزيا، وسنغافورة وهي دات البلدان التي شهدت اهتماماً مبكراً في التعاطي مع تقنية المعلومات عبر استراتيجية تأهيل شاملة ، تخلقت في أحشائها ما عرف لديهم بتسويق البرمجيات المربحة التي تعد شركاتها الأوفر ربحاً على مستوى العالم إلى درجة إنها تخطت في أرباحها أكبر وأعرق الشركات الصناعية على الاطلاق أي أن تلك القلاع الرأسمالية الجديدة ، هي ناتج ثورة العصر المعلوماتي بكل ما يرتبط بها من غنى خيالي .. لذلك نشأ أكثر مما يعرف بوادي السيليكون أي أن الأمر لا يقتصر اليوم على وادي السيليكون الأمريكي .. فقد تحقق ذلك لبلدان آسيوية مثل الهند ، وماليزيا ، وسنغافورة وبالعودة إلى ما حققت تقنية ثورة العصر من تبدل في المفاهيم .. لابد أن نشير إلى بطء التعاطي معها على الصعيد العربي ، ما جعل الأمور تبدو مع مرور الزمن وكأنها عقدة التطور العربية التي مازالت أسيرة العصر الماضي أي عصر الثورة الصناعية التي تخلفت عنها مجتمعاتنا العربية ، وقبلت بالرضوخ للأمر الواقع وسلمت نفسها للاستكانة واليأس وقبلت بأن تظل سوقاً استهلاكية للغرب ، وهو الدور الذي كلفها الكثير وأضاع عنها فرصاً كبيرة .وكما يقال فما أشبه الليلة بالبارحة ! أي اننا إزاء واقع جديد وعقدة أشد رغم إنها ليست كذلك ، بمعنى أدق ان إمكانية مساهمتنا منذ الوهلة الأولى في عصر تكنولوجيا المعلومات ممكن وبتكلفة أقل .. المهم أن نغادر موقع العقدة أو هي عقدة التخلف التي لا نريد مغادرتها منذ زمن بعيد إنها تقنية العصر المعتمدة على العقول العشرية وطاقاتها الابداعية ، وكل ذلك يمكنك ممارسته من خلال شاشة الكمبيوتر الذي هو وسيلتك العصرية للتواصل مع محيطك العالمي .. حتى وأنت في أقاصي المناطق النائية .
