حزب الشعب يطالب بعزل مشرف ومحاكمته بتهمة الخيانة
إسلام أباد/وكالات:أعلن مسئول باكستاني أن اتفاق وادي سوات بات لاغيا بسبب خرقه من قبل المسلحين في المنطقة فيما أكدت مصادر الشرطة الباكستانية مقتل أربعة من عناصرها بينهم ضابط كبير في كمين نصب لهم شمالي غربي باكستان.فقد أوضح رحمان ملك مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الداخلية في مؤتمر صحفي أمس الاثنين أن اتفاق سوات الموقع بين الحكومة وجماعة تطبيق الشريعة المحمدية انتهى بعد خرقه من قبل المسلحين في عمليتين على الأقل جرتا في المنطقة. وقال المسئول الباكستاني إن أجهزة الأمن ألقت القبض على تسعة انتحاريين في الأيام الماضية وبحوزتهم مواد متفجرة كانوا ينوون استهداف أهداف كبيرة لم يحددها.وفي شأن أمني متصل اتهمت الشرطة الباكستانية مسلحين -يعتقد أنهم من حركة طالبان- بقتل أربعة من عناصرها من بينهم ضابط برتبة عالية في كمين استهدف آليتهم في شمالي غربي باكستان رغم محادثات السلام بين الحكومة والمتمردين في المنطقة.وقال نصر الله ملك المحقق في الشرطة الباكستانية إن الحادث وقع الاثنين في ماتاني قرب مدينة بيشاور عاصمة الإقليم الشمالي الغربي المحاذي للحدود الأفغانية.وأشار ملك إلى أن «المسلحين اختبؤوا قرب محطة للوقود وفتحوا النار على آلية للشرطة التي لم تتمكن من الرد على المهاجمين بسبب وابل الرصاص الذي انهمر عليهم فجأة».على صعيد أخر طالب حزب الشعب الحاكم في باكستان بخلع الرئيس برويز مشرف ومحاكمته بتهمة الخيانة لانتهاكه الدستور، في الوقت الذي بدأ المحامون حشد أنصارهم للبدء في مظاهرات احتجاجية ضد الحكومة، للمطالبة بإعادة القضاة المعزولين إلى عملهم.فقد دعا فرحة الله بربر المتحدث الرسمي باسم حزب الشعب -الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو- في تصريح صحفي أمس الاثنين إلى خلع الرئيس مشرف من منصبه ومحاكمته بتهمة الخيانة، وشدد بربر على تقديم مشرف للقضاء «بسبب انتهاكه الدستور»، مؤكدا أنه لا حل للمشاكل السياسية التي تعاني منها البلاد ما دام مشرف باقيا في سدة الحكم.وتأتي تصريحات بربر بعد يومين من نفي الرئيس مشرف ما تردد من أنباء عن احتمال استقالته من منصبه، مع الإشارة إلى أن رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف -الشريك الحالي مع حزب الشعب في الائتلاف الحاكم- سبق أن طالب بمحاكمة مشرف بتهمة الخيانة.وتزامنت تصريحات المتحدث الرسمي باسم حزب الشعب مع تجمع آلاف المحامين في عدد من المدن الكبرى استعدادا لإطلاق «المسيرة الشعبية الطويلة» في إطار سلسلة من الاحتجاجات الرامية للضغط على الحكومة من أجل إعادة القضاة المعزولين.ففي كراتشي العاصمة التجارية لباكستان، اعتبر صبيح الدين أحمد رئيس المحكمة العليا في إقليم السند المعزول، أن هذه التحركات تمثل يوما تاريخيا بالنسبة للمحامين وذلك أمام قوافل من السيارات التي كانت تستعد للتوجه إلى نقطة التجمع في مدينة مولتان بوسط البلاد.ونقلت وسائل الإعلام أن قافلة من 370 سيارة غادرت مدينة كويتا أمس الاثنين بعد أن سار المحامون في مظاهرة داخل المدينة رددوا خلالها هتافات منددة بالرئيس مشرف، كما تجمع آلاف من أنصار عدد من الأحزاب السياسية بهذه المناسبة ورددوا هتافات طالبت بتنحي الرئيس مشرف من منصبه، في الوقت الذي احتشدت فيه قوات الأمن دون تدخل منها.وأوضح أمين سر نقابة المحامين في مدينة كراتشي أن قوافل أخرى من المحامين ستنطلق تباعا من مدن حيدر آباد، ونوابشاه وسوكور لتلتقي مع القوافل القادمة من كراتشي.وقال اعتزاز إحسان أحد كبار قادة حركة المحامين الباكستانيين، إن رئيس المحكمة الدستورية العليا المعزول افتخار تشودري سيقوم بتحية المشاركين في المسيرة الطويلة لدى وصولها المدينة ويلقي كلمة وداعية قبل توجهها إلى مدينة لاهور الثلاثاء.ومن المنتظر أن تصل الحشود إلى العاصمة إسلام آباد يوم الخميس المقبل لتنفذ اعتصاما مفتوحا أمام مقر البرلمان إلى أن تتم إعادة جميع القضاة المعزولين إلى مناصبهم، حسب ما أفاده سردار عصمة الله رئيس نقابة محامي المحكمة العليا في راولبندي.