( 14 اكتوبر )ترصد واقع زراعة القطن بسهل تهامة
تحقيق/ أحمد الكاف :يعتبر القطن من المحاصيل الزراعية النقدية التي يعول عليها في رفد الاقتصاد الوطني وتنمية النشاط الاقتصادي للوطن وسهل تهامة من المناطق الزراعية للمحاصيل النقدية ومنها الذهب الأبيض (القطن) والذي يزرع في عدد من وديان السهل منها وادي زبيد ووادي سهام، بيد أن هذا المحصول الهام تضاءل انتاجه من عام إلى عام وأصبحت المساحات المزروعة تكاد لا تذكر وبحسب احصائيات رسمية فإن المساحة المزروعة لهذا الموسم لاتتجاوز 16 ألف معاد في حين كانت المساحة المزروعة للموسم الماضي 24 ألف معاد أما المساحة المزروعة بالسهل خلال موسم عام 2005م فقد زادت على 36 ألف معاد لكن ياترى ما أسباب تدني زراعة محصول القطن في سهل تهامة؟ وما هي الظروف التي أدت الى ذلك ؟14 أكتوبر رصدت معاناة مزارعي القطن في سهل تهامة فإلى حصيلة اللقاءات :[c1]مؤامرة على زراعة القطن[/c]يقول المزارع / شوقي أحمد علي من قرية الطور : حقيقة هناك حرب خفية على زراعة القطن ومؤامرة على المزارعين فما حدث خلال المواسم السابقة يدل على أن زراعة القطن تسير نحو الانقراض فتأخر صرف البذور والقروض وتأخرت حملة المكافحة والرش أدت الى خسارة فادحة لمزارعي القطن وهذا يؤدي الى إحجام المزارعين على زراعته .[c1]بيع البذور في السوق السوداء[/c]أما المزارع سليمان يحيى من الليبات فيقول :اضطررت لشراء البذور من السوق السوداء دفعت 60 ألف ريال قيمة البذور لكن تأخر حملات المكافحة أدى الى انتشار الآفات في معظم الحقول هذه خسارة نتمنى أن تؤخذ بعين الاعتبار أهمية زراعة القطن للمزارعين وللاقتصاد .[c1]ساءت ظروف المزارعين [/c]أما المزارع/ أبكر عبدالرحمن فيقول :القطن من أهم المحاصيل الزراعية التي تزرع في تهامة وله مردود اقتصادي لكن عندما ساءت ظروف المزارعين اتجهوا الى زراعة التبغ وغيره ندعو وزارة الزراعة والمؤسسة العامة للقطن الى توفير البذور والقروض والمكافحة مع بداية الموسم حتى يؤدي هذا المحصول انتاجاً وفيراً يعيد له شهرته في المنطقة .بعد أن التقينا عدداً من مزارعي القطن اتجهنا صوب بعض حقول القطن في مناطق وادي سهام شرح لنا الأخ/ عبدالله شيبة كشوبع رئيس جمعية الكشوبع الزراعية على الطبيعة واقع زراعة القطن في المنطقة والاضرار التي لحقت بالمحصول وأجاب عن أسئلة الصحيفة .[c1]تضاءلت زراعة القطن[/c] فعن الأضرار التي أصابت المحصول قال : أولاً : أشكر صحيفة 14 أكتوبر والتي شهدت تطوراً كبيراً في ظل قيادة رائد الصحافة اليمنية الأستاذ / أحمد محمد الحبيشي رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير وكذا هيئة التحرير ومندوب الصحيفة بالحديدة على اهتمامهم الكبير بقضايا كافة شرائح المجتمع ومهم مزارعي القطن وإجابة علىسؤالك فأنت كما ترى تضاءلت زراعة محصول القطن من عام الى عام وتدهور الانتاج وأصبح مزارعو القطن في حالة يرثى لها فتأخر زراعة المحصول ناتج عن تأخر صرف وتوزيع البذور من قبل المؤسسة العامة للغزل أيضاً إنتشار الآفات الزراعية في المحصول وتأخر عملية الرش والمكافحة كلها عوامل أدت الى تدهور زراعة القطن في تهامة .[c1]مبيدات منتهية [/c]وعن بداية المشكلة قال :طبعاً المشكلة بدأت منذ ثلاثة مواسم متتالية فخلال موسم عام 2005م تم صرف مبيدات منتهية تم استخدامها من قبل الوزارة لمكافحة آفات القطن هذه المبيدات أدت الى إحتراق المحصول تماماً وابيدت حقول الذهب الابيض في وادي زبيد والتحيتا ووداي سهام ووادي مور ولم يتم أي تعويض للمزارعين برغم وعد الوزارة ونزول لجنة برئاسة وكيل الوزارة واطلاعه على كافة الاضرار وتواصلت المشكلة خلال الموسمين الماضي والحالي بعدم توفير البذور المحسنة وكذلك القروض البيضاء المقدمة للمزارعين لشراء مادة الديزل وتأخر عملية الرش والمكافحة ما أدى ذلك الى ارتفاع حالات الاصابة بالآفات والتي أصابت كافة الحقول المزروعة بالقطن .زراعة 10% فقط ![c1]وعن واقع زراعة القطن خلال هذا الموسم بالذات قال :[/c]هذا الموسم من أسوأ مواسم زراعة القطن والذي يكاد أن يكون الموسم الأخير لزراعة هذا المحصول النقدي الهام حيث بلغت نسبة تدني زراعة المحصول الى 90% عما كانت عليه النسبة عام 90م والسبب في ذلك يعود الى أن البذور التي تم توزيعها تكاد لا تذكر حيث بلغت 10% مما كان يوزع في السابق مع وجود كميات كبيرة من البذور تباع في السوق السوداء ويتم بيعها للمزارعين بسعر الكيس 600 ريال مع أن البذور كان يتم توزيعها مجاناً كذلك لم يتم صرف أي قروض بيضاء للمزارعين مما أضطر المزارع الى بيع بعض حاجياته من الحبوب والمواشي لشراء الديزل لا تعاد محصول القطن إضافة الى تأخر عملية الرش والمكافحة والتي كان من المفترض أن تبدأ من الأسبوع الثالث للزراعة الآن مضى ثلاثة أشهر ولم نر أي دور لعملية المكافحة والرش والآفات فتكت بالمحصول .[c1]توفير القروض والبذور والمكافحة [/c]وعن الحلول الكفيلة لإنقاذ محصول القطن وتنمية زراعته في السهل قال :الحلول التي ربما تسهم في الحد من هذا الوضع تكمن من تخلى وزارة الزراعة عن المركزية في إدارة القطن ومنح الصلاحيات لمكاتب الوزارة في المحافظات المعنية بزراعة القطن بحيث تستطيع السلطة المحلية المتابعة وتسير الامور بالشكل المطلوب والذي يؤدي الى مردود ربحي وإلزام المؤسسة العامة للقطن بالقيام بدورها في توفير البذور المحسنة قبل دابة الموسم وتوفير القروض للمزارعين في حينه وعدم بيع أي كمية من البذور في السوق السوداء كذلك إلزام الهيئة العامة لتطوير تهامة بالقيام بعملية الرش والمكافحة مع بداية الموسم وتفعيل دور الترصد الوبائي للآفات والقضاء عليها في بداية ظهورها وشراء المحاصيل بسعر مناسب يؤدي الى دعم المزارع وتشجيعه في زيادة المساحة المزروعة من هذا المحصول النقدي الهام الذي لعب دوراً أساسياً في تنمية الاقتصاد الوطني وعلى كل حال ندعو المهتمين بثروة الذهب الأبيض إلى إنقاذه من الانقراض خاصة ونحن ندرك أهمية محصول القطن في صناعة الأنسجة .حملنا هموم مزارعي القطن الى الدكتور مصطفى ثابت مدير إدارة وقاية النبات بالهيئة العامة لتطوير تهامة مشرف حملة مكافحة آفات القطن سألنا عن حجم المساحة المزروعة خلال الموسم الماضي مقارنة بالموسم السابق قال :[c1]تدني الانتاج[/c]بلغ حجم المساحة المزروعة خلال هذا الموسم 6 آلاف معاد مقارنة بـ 24 ألف معاد المساحة المزروعة بالسهل خلال الموسم الماضي .[c1]الآفات تفتك بالمحصول[/c] وعن أهم الآفات التي تصيب محصول القطن قال :أهم الآفات التي تصيب محاصيل القطن هي الذبابة البيضاء وحشرة الجاسيد ودودة المن الأسود هذا الآفات تفتك بمحاصيل القطن وتؤدي الى تدني إنتاجياته .[c1]أسباب عديدة [/c]وعن أسباب ذلك قال :طبعاً عامل المناخ أحد العوامل التي تؤدي الى الاصابة إضافة الى كثافة الحقول مما يؤدي الى اختفاء الآفات تحت أوراق محصول القطن تأخر عملية المكافحة والرش والتي يجب أن تكون مع بداية زراعة القطن .[c1]زراعة المحصول مع بداية الموسم [/c]وعن الحلول لإنقاذ محصول قال :هناك حلول عديدة لإنقاذ محصول القطن وإكثار إنتاجياته منها توفير البذور مع بداية الموسم والذي يبدأ في 15 أغسطس من كل عام وتوفير عملية الرش والمكافحة مع بداية الموسم أيضاً وإسناد عملية توزيع البذور والقروض والقيام بحملات الرش الى جهة واحدة تتولى المسئولية أما أن تكون هناك جهتان فطبعاً الأمر متروك للقارئ نحن نبذل جهوداً لإنقاذ المحصول لكنها تأتي متأخرة بسبب تأخر الاعتمادات وغياب التنسيق بين وزارة الزراعة والمؤسسة العامة للقطن .