تحقيق/ هبة حسن الصوفيحياة مؤلمة مصحوبة بالمذلة والشقاء والألم والحسرة على هؤلاء الأطفال الأبرياء المتسولين بالشوارع الذين لاحول ولاقوه حيث أصبحت براءتهم وعفويتهم محصورة على كيفية جلب المال وعدم اهتمامهم بدراستهم وأصبحوا ضحية لمجتمعهم السؤال هنا.... ياترى من هم المسؤولون عن تسول هؤلاء الأبرياء والسكوت عن هذه الظاهرة المؤلمة؟وقد يسأل البعض عن سبب انتشار هذه الظاهرة في بلدنا.. ولكي نجد إجابة عن كل هذه التساؤلات تعرفنا وعن قرب على بعض الأطفال الذين كانوا ضحية لهذه الظاهرة وكان لنا هذه الوقفات:[c1]أبي يتناول القات وأنا اجلب المال[/c][c1]- "ع-ع-ي" طفل في السادسة عشر من عمره يقطن في دارسعد عندما سألته لماذا أنت في الشارع؟[/c]أجاب بصوت حزين أن والده لايعطية النقود ويحرمه من الأكل هو وإخوته الثمانية فيضطر للخروج لجلب المال له ولإخوته حتى يستطيع أن يأكل وقال ايضاً على الرغم من أن والده يعمل موظفاً في البلدية ولكنه ينفق كل نقوده في شراء القات ووالدته هي من تقوم بايقاضه في الصباح الباكر لجلب النقود ولايهم كيف يحصل عليها المهم أن يعود في آخر النهار ومعه النقود...وهنا طفل آخر:[c1]تركت أهلي ولا اعلم عنهم شيئاً [/c][c1]- "س-ب-ع" طفل في الحادية عشرة من عمره سألته عن سبب وجودة في الشارع في ساعة متأخرة ؟[/c] قال انه جاء من منطقة تعز بعدما توفي والده وهرب من أهله وهو ألان لا يعرف عنهم شيئاً ولا هم يعرفون عنه شيئاً وأصبح مأواه الأول والأخير الشارع وقال لي انه ينام في زاوية معينة في الشارع أشار إليها بيديه بأنه استخدمها مكاناً له وبعدما طال الحديث بيننا سألته هل لديه طموح عندما يكبر ويترك الشارع؟ رد قائلاً : إذا كنت بلا مأوى وأنام في الشارع ولايوجد لدي ما أكلة فكيف تتوقعين أن يكون لي مستقبل تبسم بسخرية وقال: مستقبلي هو الحصول على النقود بأي شكل.وهذه الظاهرة لم تنحصر على الأطفال الذكور فقط إنما انتشرت عند الفتيات ايضاً وعند وجودي في حديقة تعز لفت انتباهي وجود فتيات مستولات في أعمار متفاوتة واستطعت وعن قرب الحديث مع فتاتين وكان حوارنا كالتالي:[c1]أنا وحيدة.. وليس لدي عائلة![/c]"هـ-ع-ص" 12 سنة تقطن في مدينة تعز ودار الحديث بيننا عن سبب وجودها في الشارع أجابتني إنها تسكن مع امرأة عجوز قامت بتربيتها عندما توفي والديها ولكن شاء القدر أن تتشرد هذه الطفلة بسبب وفاة العجوز الذي كانت تعتني بها، ولم تعرف احداً ولم تعرف إلى أين تذهب وأصبح مكانها هو الشارع بحثاً عن لقمة العيش ولكسب النقود ولكي تستمر بالحياة وسألتها أين تنامين اذاً ؟ ردت قائلة: تنام عند زميلتها فهما تذهبان إلى الشارع طيلة النهار لتحصلا على النقود.[c1] وطفلة أخرى[/c][c1]كلنا نعمل في نفس المهنة![/c]- "س"س" 8 سنوات لديها 3 أخوات أصغر منها سناً والغريب فيما تحدثت به هذه الطفلة أن والديها واخوانها وهي يعملون في نفس المهنة "التسول" ويقوم والدها بجمع كل ما حصلوا عليه طيلة النهار وعندما سألتها هل هي سعيدة بهذه المهنة؟ قالت: نعم أنا سعيدة جداً لأنها مهنة غير متعبة ولاتحتاج إلى علم أو دخول إلى المدرسة بل على العكس إنني اكسب مالاً كثيراً جداً أفضل من الأطفال الذين يتعلمون في المدارس..هذه بعض الحالات التي وجدتها على الطريق لأنها لاتعد ولا تحصى وقد انتشرت بشكل كير ولكن هناك من استطاع ولو بشيء وبسيط اخذ هؤلاء المتسولين ومنها "جمعية الطفولة الآمنة" هذه الجمعية تم النزول إليها لمعرفة نشاطها وهدفها تجاه هؤلاء الأطفال وقد كان لنا هذا اللقاء مع أمدى موظفات الجمعية وتحدثت قائلة: هذا الجمعية هذه الجمعية احتضنت أكثر من 30 طفلاً متفاوتين في أعمارهم من 3 أعوام و7 أعوام إلى 15 عاماً.وعملت هذه الجمعية على تربيتهم وتدريسهم والاعتناء بهم، كما قامت هذه الجمعية بإدخال بعض الأطفال إلى المدارس الحكومية مثلهم مثل باقي الأطفال وبالفعل اثبت هؤلاء الأطفال جدارتهم حتى أنهم وصولا إلى أعلى الدرجات في المدرسة.والبعض الآخر دخلوا في المجال الفني مثل الميكانيكا والكهرباء حتى يعتمدوا على أنفسهم ويثبتوا وجودهم في المجتمع وفئة قليلة متبقية دخلت محو الأمية حتى تساوي مع بقية الأطفال واستطاعت هذه الجمعية إنقاذ بعض الأطفال من وحشية الشارع.[c1]رأي علم النفس[/c]كما التقينا د/ زكي همشري- خصائي نفس في الجانب الاكلنيكي حو هذه الظاهرة وكان الحوار التالي:[c1]- ماهو رأيك كأخصائي نفسي بظاهرة تسول الأطفال في الشوارع؟[/c]-أجاب قائلاً: وجدت عدة ظواهر في مجتمعنا ومنها ظاهرة التسول وهي ظاهرة يجب الوقوف أمامها والحد منها ولابد من وجود دراسات علمية لمعاجلة هذه الظاهرة التي أصبحت موجودة بشكل كبير خاصة في فئة الأطفال الذين هم مستقبل كل مجتمع وهم من يحملون راية التطور ولكن للأسف أصبحوا اطفالاً غير صالحين للمجتمع.[c1]- هل تسول الأطفال يؤثر على سلوكهم عند الكبر؟[/c]-نعم يكون له تأثير كبير جداً على نفسياتهم وسلوكياتهم مستقبلاً، وعند نزولهم إلى ميدان العمل يصبحون اشخاصاً غير سويين ذوي شخصيات عدوانية وتخريبية وشريحة اجتماعية يصعب التعامل معها ويخلق عندهم شعوراً باالكرة للآخرين والحقد والشعور ايضاً بالنقص وشعورهم يخلق من أن المجتمع لم يعطهم حقهم وهذا مايشعرون به عندما يكبرون.[c1]- ماهو سبب التسول؟[/c]هناك عدة أسباب للتسول منها: الفقر، عدم الرعاية من قبل الوالدين ضعف الضوابط الاجتماعية النشأة في أسرة مريضة( نفسياً) ضيق المنازل كل هذه الأسباب إذا وجدت في أي مجتمع أو في مجتمعنا لابد أن يكون لدينا يقين بان هذه الظاهرة سوف تستمر وسنعجز عند حلها.[c1]- كلمة أخيرة تود أن تقولها؟[/c]اولاً أشكركم على إتاحتكم لي بان أدلي برأيي في موضوع مهم مثل هذه الظاهرة"ظاهرة التسول" وما أتمناه من الدولة أن توجد أماكن هادئة وترفيهية لكي تحمي هؤلاء الأطفال من الضياع ومن لجوئهم إلى الشارع.[c1]الجانب الاجتماعي[/c]كما التقينا بالدكتورة / نعيمة غانم وطرحنا عليها بعض الأسئلة المرتبطة بالظاهرة وردت علينا كما ورد في الأسطر التالية:[c1]- هل تطرأ تغييرات نفسية لدى الأطفال المتسولين؟[/c]بالفعل تكون هناك تغيرات في نفسية الأطفال المتسولين بان تكون نفسياتهم غير مستقرة ويكونوا غير طبيعيين مثل بقية الأطفال العاديين وينشأ التغيير بسبب عدم استقرار حياة الطفل لأنه قد يكون من أسرة مهاجرة أي غير موجودة معه ويلجأ للشارع وللتسول والسرقة والانحراف وكل تلك الأمور تعمل على تغيير نفسي الأطفال المتسولين.[c1]- هل تستطيع بعض الجمعيات التي احتضنت الأطفال المتسولين التغيير في نفسياتهم؟[/c]قد تستطيع ولكن بعض اخذ اكبر وقت ممكن فمثلاً: اذا اخذوا طفلاً في الخامسة من عمره وقاموا بتربيته ورعايته ورفعوا من مستواه الاجتماعي وإشباع كل احتياجاته وعاش وتمتع بكل حق من حقوقه كباقي الأطفال واستمرت هذه الرعاية حتى 25 عاماً نلاحظ التغيير بشكل واضح وحينها سوف نستطيع إثبات هذا التغيير، ولاننسى الدراسات العليا لمعالجة هذه الظاهرة.[c1]- هل يوجد اختلاف في نفسيات الأطفال الذين دفعوا للتسول عن الأطفال الذين يمارسونها كمهنة أو كهواية؟[/c]نعم يوجد اختلاف في نفسياتهم فالطفل الذي اجبر على الخروج عندما تتحسن ظروفه عندما يكبر ويعمل ويحصل على المال يحاول قدر الإمكان ان يعيش أبناءه في أحسن مستوى ويخاف عليهم ويكون شديد الحرص عليهم ويخشى ان يسلكوا طريقة.إما بالنسبة للذي خرج للتسول كمهنة او هواية فهولا يخاف على ابنائة بل على العكس . هو من سيدفعهم الى التسول والخروج لجلب المال مثل ماكان يفعل ولا يخاف عليهم من وحشية الشارع.[c1]- كلمة أخيرة تودين قولها؟[/c]أتمنى ان استطيع الوقوف أمام هذه الظاهرة بكل الوسائل ومحاربتها الدائمة بجميع الطرق حتى تكف وتحد من تطورها وتفشيها في أوساط المجتمع ونتمنى ان تكون أجيالنا الصاعدة أجيال خير وبنجاح وتطور.[c1]ظاهرة "تسول الاطفال"[/c]وقد حالفنا الحظ في لقاء الأستاذ/حسن احمد الحيد- رئيس لجنة الخدمات م/عدن- وكان حوارنا كالتالي:-[c1]ماهو رأيك في ظاهرة التسول وانتشارها؟[/c]لا ننكر ان هذه الظاهرة قد انتشرت وبشكل لافت للانتباه لوم يقتصر التسول على الكبار فقط بل انتشرت هذه الظاهرة بين الأطفال وهذا مايسبب بعض الاحراجات.[c1]- هل هناك مشاريع مستقبلية ستقوم بها الدولة؟[/c]نعم نحن في صدد دراسات نقوم بها حالياً للحد من هذه الظاهرة وذلك من خلال مشاريع معنية سنعمل بها قريباً ان شاء الله للحد من هذه الظاهرة ومنع انتشارها..[c1]كلمة أخيرة؟[/c]يحزنني ما ألحظه في الشارع وخصوصاً الأطفال صغار السن الذين لاحول لهم ولاقوه وأتمنى من أولياء أمور هؤلاء الأطفال أن يكفوا عن دفع أبنائهم إلى الشوارع ويستحسن أن يحسنوا تربيتهم.
أخبار متعلقة