غضون
* مزية الإسلام هي الاعتدال في كل شيء.. هذه الديانة السهلة المعتدلة هي التي صنعت المسلمين وجعلتهم يصنعون حضارة مشرقة.. هي التي وحدتهم ذات أيام قبل أن يمزقهم المتطرفون ويضعفهم المتشددون ويزايد عليهم المتنطعون.. أيهما الإسلام الحق إسلام الإمام علي المعتدل والمتسامح أم إسلام الخوارج المتطرف والقاتل على طول الخط؟إن الانتصار للإسلام المعتدل هو انتصار للحق ضد الباطل انتصار للعدل ضد الظلم.. انتصار للإسلام الذي أراده الله لنا ضد الإسلام الخاص بالمتطرفين.. وهذا الانتصار لا يمكن أن يحققه إلا رجال دين معتدلون ومثقفون مستنيرون وشجعان.الإسلام المعتدل هو الإسلام الذي صنع أمة وحضارة.. الذي جذب العالم نحوه.. الإسلام الذي بهر الدنيا.. أما الإسلام الذي يعتنقه المتطرفون ويتصرفون على أساسه فقد أنتج عنفاً وتخلفاً ونفر العالم منه. المفاهيم التي كونها الإسلام حول مختلف القضايا الكبرى والصغرى تستند إلى الاعتدال والوسطية والتوازن.. توازن بين العقل والنقل.. والروح والمادة.. وتمييز بين الدين والدنيا والسياسة والدين.. وفصل واضح بين الحلال والحرام.. ذلك من أجل أن تستقيم أمور الحياة.. حتى مع الآخر أو المخالف كان السيد هو الاعتدال.. فلا عدوان على أي مخالف.. العدوان يصبح ضرورة فقط على الظالمين الذين لا يردعهم شيء سوى المعاملة بالمثل.. العجيب اليوم أن المتطرفين وأهل الكهف والمتشددين لم يكتفوا بما فعلوه بالإسلام والمسلمين من تشويه وعنف ونشر ثقافة الكراهية وإثارة للعداوة والبغضاء والانقسام والدعوة إلى ولاء وبراء.. وديار كفر وديار إسلام.. وديار إسلام وديار حرب حتى داخل المجتمع المسلم، وغير ذلك من الآفات التي جاء الإسلام ليقضي عليها باعتداله وينشئ أمة الدين الوسطية.. لم يكتفوا بذلك بل صاروا ينكرون على المعتدلين الدعوة إلى نشر الإسلام المعتدل.* يقولون إن «الإسلام المعتدل» فرية ومكيدة غربية لإثارة الخلاف بين المسلمين.. بينما هم وحدهم وبإسلامهم الخاص ارتكبوا تلك الجناية..يقولون إن «الإسلام المعتدل» جاء بعد أحداث سبتمبر بوحي أوحى به الأمريكيون والغربيون إلى رجال الدين المعتدلين والأنظمة التي تسعى اليوم لإحداث إصلاح ديني.. وهم عندما يروجون لهذا القول يريدون في الأساس تنفير الناس من الاعتدال وأهله وتحويل وجهتهم نحو رجال الدين المتشددين والجماعات المتطرفة التي جنت على الإسلام وجلبت لأهله الويلات.إن رجال الدين المعتدلين يتعين عليهم أن يرفعوا أصواتهم ليسمعها الناس حتى تخمد أصوات المتطرفين والمتشددين.. الإسلام المعتدل هو الذي جعل السني والشيعي واليهودي والنصراني يتعايشون في مجتمع واحد.. بينما إسلام المتطرفين مزق الأسرة الواحدة المسلمة.