.. هل ينجح من يقتلون الأبرياء باسم الإسلام أن ينشروا هذه الصورة نهائيا في العالم؟ لن أجيب أنا، ويجيب عنكم رجل معروف في بلاده الفلبين، عميق النفوذ الفكري في وطنه وفي الخارج وسط البيئة المعرفية العليا في العالم، وهو المفكر والأستاذ الجامعي "برناردو فيليجاس".. وأنقل لكم مترجما بتصرف ما كتبه أخيرا في أهم جرائد الأمة الفليبينية (مانيلا بوليتين) وعنوان المقال هو: "نحو فهم أشمل للمسلمين "Greater understanding of Muslims، وسأنقل أهم ما ورد فيه ثم نتبادل الرأي.".. من سوء الحظ أن طالبان أعدموا كوريا من الرهائن الكوريين في أفغانستان، فهذا التصرف يساهم في دعم السمعة غير العادلة، وغير المنصفة عن دين الإسلام. فالحقيقية الأكيدة أن الفئة العظمي من المسلمين في كل العالم هم من العادلين ومن محبي السلام والتعايش مع إخوانهم في الإنسانية. ولقد ظهرت نتيجة مسح رأي قام به معهد "بيو ريسيرتش" في الولايات المتحدة أفصح، وبوضوح، عن أن شعبية بن لادن واستراتيجيته قد هوت كثيرا في العالم الإسلامي .. بحيث لا تقاس بمعدلاتها السابقة، التي لم تحظ بالمسح العلمي الصحيح أصلا. وفي مجتمعات سرت بها الحمى التعصبية مثل لبنان وبنغلادش وباكستان وإندونيسيا، بيّن المسحُ أن تأييد العمليات التدميرية والقتل العشوائي قد انخفض بين الناس هناك بنسبة خمسين بالمئة. ذلك المسح الذي تم أخيرا وشمل سبعة وأربعين قطرا إسلاميا، أو به جاليات إسلامية كبرى، كشف أيضا عن انخفاض شديد في درجة التعصب الديني بين المسلمين، وإن كانت صورة الولايات المتحدة كما هي في نتائج المسح، قد استمرت بالزيادة في السوء، ولكن باعتبارها تهديدا وخطرا عسكريا وحربيا. ومن مشاهداتي في الوطن في الأرخبيل الإندونيسي وصلت إلى نتيجة مقنعة، وأقنعني بها غالبية من أختلط معهم من المسلمين ومن قياداتهم الكبيرة هنا وفي إندونيسيا، بأنهم يخطـِّئون ويجرمون من يفتي بقتل الناس، وبالإرهاب وخطف وقتل الأبرياء. فها هو الشيخ "شافي معارف" رئيس الجماعة المحمدية في إندونيسيا، ثاني أكبر تجمع إسلامي في البلاد، يقول: على الدولة أن تكفل حقوق إبداء الرأي الحر لأي كان". ويقول في مؤتمر عقد أخيرا في جاوة: "يجب أن نظهر الصورة الحقيقية للإسلام، وهي صورة جميلة، فالإسلام دين خير ومحبة وسلام، وبالتالي لا نقر عسف تعاليم الإسلام لوضع شرعية غير صحيحة لأعمال إجرامية لا يقبلها الإسلام ولا المسلمون المدركون لحقيقة وجوهر دينهم العظيم. وأنا هنا لا أتكلم من أرض غير ثابتة، بل من معرفة امتدت على أربعين عاما، حيث يدرس المسلمون معنا في الجامعات ويتفوقون في مضامير الاقتصاد والعلوم، ويتمتعون بخلق دمث، وطبيعة جذابة، وقد درَّستُ أنا الكثير من طلبة المسلمين من الداخل ومن بلدان إسلامية أخرى يدرس أبناؤها في جامعاتنا وفي الدراسات العليا، ومن معرفتي اللصيقة أدركت أن ممارساتهم اليومية هي مطابقة لأي إنسان متحضر يقدر قيم الإنسانية وفضائلها وسلوكياتها وأخلاقياتها. مازلتُ أذكر تأثير تلك المدرِّسة المسلمة التي حاضرت في معسكر جامعي واستقطبت جمهورا وشعبية عريضين رغم التزامها الصارم بمنهجها وزيها الإسلامي.. وقالت لي: إن احتكاكنا بالآخرين والتعرف عليهم والنقاش معهم يجعلنا مسلمين بشكل أفضل!لقد وجدت المسلمين بعد هذه الخبرة، في معظمهم، راقين، ومخلصين لعائلاتهم، وأوفياء مع أصدقائهم، وكرماء، ومتسامحين، وعطفاء على الفقراء.. وناجحين في الحياة العلمية والعملية. وهم دائما يعززون هذه التصرفات الفضلى إما بنصوص من القرآن وإما من حديث نبي الإسلام محمد.وفي الختام، لا يمكن للواحد أن يغالب إعجابه المنقطع بالتزام المسلم المخلص بممارساته الدينية وبتطبيقاته المطلقة لأركان الإسلام الخمسة.. مؤكدا وناقلا ما قاله البروفسور الإسباني الخبير بالإسلام "جوزيه موراليس": "لا ننسى أن الإسلام هو الملاذ الروحي لملايين المسلمين، الذين يطبقون طقوسا دينية بسيطة وغير معقدة. وهم مقادون بحماسةٍ لا تضاهي من العدالة، ولهذا فإنهم محبوبون من الله، فالإسلامُ دينٌ متحضِّر بناس ٍطيبين."وأترككم قرائي مع آخر ما قاله الكاتب الكبير:" كلنا بالفلبين نؤكد لإخواننا المسلمين أننا نؤيد ما قاله الدكتور موراليس.." انتهى.وأسألكم سؤالا واحدا: كيف نستفيد كمسلمين من عقول حرة ومنصفة من غير المسلمين؟[c1]نقلا عن / جريدة "الاقتصادية" السعودية[/c]
المسلمون كما يراهم برناردو
أخبار متعلقة