لقاء / نبيل أنعمفي البدء كان النظام , مقدمة منطقية لرقي المجتمعات , وتطور الأفراد , وخلاصة مشوار طويل من التجارب المحفوفة بالعراقيل والانتكاسات , ولم تخلص الشعوب إلى هذا النتاج الحي ,إلاحين أسقطت من حساباتها - كافة إشكال الارتهان إلى الفوضى والتسيب والعبثية .وواقع الحال اليوم في محافظة تعز , إننا نشهد حراكاً أدارياً لا نقول غير مألوف ولكن يأخذ في أبعاده طابع الالتزام والحرص على ان يصبح النظام هو سيد الموقف في حزمة من الإجراءات الإدارية التي نلحظها اليوم ونحن نعبر أروقة الديوان العام في قيادة محافظة تعز .ولتسليط الضوء على هذه الإجراءات والغايات المؤمل منها والأهداف المرجوة من وراء تنفيذها , كان لنا هذا اللقاء مع الأخ / عمار المعلم مدير عام الإعلام والعلاقات العامة في محافظة تعز ليعطينا تفسيراً شفافاً عن جملة هذه التساؤلات.[c1]حراك الوليد في طور التكوين* الأخ/ عمار المعلم , ما الذي يحدث اليوم في تعز ؟!هناك مجاميع من الناس إمام بوابة المحافظة منذ الساعات الأولى من الدوام , وسرعان ما يختفي هذا التجمهر ؟ ماذا يحدث بالضبط؟![/c]- إمام كل إجراء حديث وعلى غير المألوف, تظهر حركة أشبه بالإرباك, ولكنها في المنطق .. حراك الوليد الذي يتخلق في طور التكوين .. كونه يأتي نتاجا طبيعياً للاهتمام الخاص الذي يوليه فخامة الأخ الرئيس, (حفظه الله) لمحافظة تعز ولذا نحن في قيادة محافظة تعز , وعلى مدى أسابيع عدة , وطوال سلسلة من الاجتماعات المنتظمة , توصلنا إلى صيغة توفيقية تجمع مابين تحقيق المصلحة العليا لإستراتيجية العمل والتنمية في المحافظة , وبين الوقوف على قضايا الناس ومطالبهم وشكاواهم وتلبية رغباتهم ، فكان من جملة هذه الإجراءات أن نخصص الساعات الأولى من الدوام ولمدة ساعتين ونصف تمامًا للمراجعة والتقييم وترتيب ملفات العمل , والاطلاع على التقارير والدراسات والتوصيات واتخاذ الإجراءات السليمة والمنظمة لها , في مناخ يخلو من الصخب والضجيج والإرباك , وبشكل يؤمن الأداء الأفضل والادراة السليمة لقضايا المحافظة ذات التعداد المهول للناس والذي يقارب ثلاثة ملايين شخص , ثم نتفرغ بعد ذلك للمراجعات والشكاوى والزوار وغيرهم , وما يحدث اليوم هو شئ طبيعي لمجموعة الناس المراجعين , والذين اعتدنا ان ندخل إلى مكاتبنا كل صباح وقد ملئوا الممرات , وجلسوا على أبواب الإدارات وأعاقوا انسيابية العمل , وبصورة لا تخلو من الفوضى , وغداً سيعتادون على الإجراء الجديد .[c1]نهدف إلى عمل إداري يخلو من الفوضى والتجمهر والمزايدات* هل اتخذت قيادة المحافظة بعض الإجراءات التي تنظم سير الشكاوى والمراجعات والتظلمات في هذا الإطار ؟[/c]- بالتأكيد .. المواطن هو المفصل الرئيسي في حراك التنمية المستدامة , وما يحدث اليوم في تعز من تطور ملحوظ في أسلوب الإدارة , هو خدمة للمواطن في المقام الأول .وتأتي فكرة استحداث مكتب للاستعلامات والعلاقات الخارجية في الديوان العام ، بغرض استلام مجموعة الشكاوى والمراجعات والتظلمات المرفوعة إلى قيادة المحافظة وتدوينها في سجلات خاصة ويمنح المواطن (كرت) بما يشبه الإيصال اعتباراً من أول الدوام , وعلى أن يعود في نهاية الدوام لاستلام معاملته جاهزة , وقد خصصنا لذلك فريقاً إداريا يتولى متابعة هذه المراجعات لدى الوكلاء المتخصصون ومدراء العموم كلاً في الإطار الذي يعمل فيه , وبالتالي نقدم للمواطن خدمة إدارية ناجحة , تكفل لنا العمل في جو يخلو من التجمهر في الممرات وأمام المكاتب والإدارات .[c1]أعضاء المجالس المحلية ومندوبي وسائل الإعلام غير مشمولين بحزمة الإجراءات* هل لنا أن نعرف ماهي مصفوفة الإجراءات التي أشرتم لها في البداية؟[/c]- هي ليست مصفوفة مستحدثه , ولكنها للتوضيح حزمة من الإجراءات المنظمة لقواعد ينبغي في الأصل أن تكون سائدة , ولكن مع مرور الأيام واعتياد الناس على ماهو قائم ومألوف ... أصبح الإهمال والتسيب شكلاً إدارياً فوضوياً يفرض نفسه , وما نقف عليه اليوم ونسعى إلى تحقيقه هو تصحيح مفهوم الإدارة الحديثة وتنشيط قواعد العمل التي وردت في القوانين والأنظمة المنظمة لها..[c1]ومن جملة هذه الإجراءات هي :[/c]1) إدخال نظام وبرنامج البصمة البيولوجية على رقابة الدوام (حضوراً ومكوثاً وانصرافاً) وهو نظام معمول به في أهم مؤسسات ومرافق الدولة والقطاع الخاص بدرجة رئيسية .2) تفعيل آلية التواصل اليومي مع عموم المجالس المحلية بالمديريات عبر غرفة عمليات المحافظة , بعد أن تم تفعيلها وتزويدها بالفريق اللازم والاحتياجات الضرورية , وبحيث تقدم لنا صورة دقيقة عن مستوى الانضباط الإداري لكافة العاملين في مرافق وفروع مؤسسات الدولة المختلفة وبشكل دقيق في تمام الساعة الحادي عشر ظهر كل يوم.3) اتخاذ الإجراءات الأمنية المشددة والتي تكفل عدم الدخول إلى مبنى المحافظة بالسلاح , ونعمل على تفعيل ثقافة الوعي المجتمعي بالخلاص من هذه الظاهرة مع مرور الأيام .4) اتخذنا بعض الإجراءات التي رأينا أنها ستعمل على تجفيف منابع الضخ العشوائي للمعاملات التي ترد إلينا بصورة غير نظامية ولا تسلك قنواتها الطبيعية كالمجالس المحلية في المديريات أولاً ...مثلاً .. أن يأتي موظف أو مواطن ويسعى للحصول على موافقة المحافظ لطلب نقله أو انتدابه أو طلب إعفاء من الرسوم الصحية أو دراسية أو طلب إجازة طويلة ... (أقصد) هذه مطالب بمقدور المجالس المحلية التعاطي معها وفق الصلاحيات المخولة لها , في المحافظة الوحيدة التي قدمت أرقى نماذج التطبيق العملي لقانون السلطة المحلية في نقل الصلاحيات الكاملة لمجالس المديريات.5) الدخول بالبطاقة الوظيفية للموظفين العاملين في الديوان العام , واستثناء مندوبي المكاتب التنفيذية الذين يفدون حاملين المكاتبات الرسمية من مكاتبهم , وكذا استثناء الزوار وفرق العمل القادمين من صنعاء , كاللجان المتخصصة ومندوبي الوزارات والهيئات والمصالح الحكومية وأعضاء مجلس النواب والمجالس المحلية , والذين يفدون لمطالب تتعلق بتنمية المجتمع المحلي ومتابعة قضايا دوائرهم وكذا مندوبي وسائل الإعلام .[c1]نكفل للناس مواطنة متساوية وتعاطي عادل مع كل قضاياهم دون استثناء* هي ليست مثالية زائدة , ولكن هل تعتقدون ان المواطن سيتقبل مثل هذا الأمر , كأن يسلم معاملته ويعود لها أخر النهار ؟[/c]- الصعوبة تكمن في كسر طوق الاعتياد والمألوف, لكن مع مرور الوقت, يصبح النظام الرصين سلوكاً لايقبل الخرق ولا الاستثناء .نحن في الخلاصة نسعى إلى راحة المواطن , ومن واجبه التعاون معنا في إرساء هذا التقليد الحميد, والقواعد المنظمة لتعاطيه مع قضاياه وتطلعاته وهمومه , بعيداً عن الوساطات والاعتماد على التوصيات والاستعانة بالوجاهات والشخصيات الاجتماعية , والتي قد لاترخي عنانها لكل المواطنين ... نحن من خلال هذا الإجراء نكفل للناس مواطنة متساوية وتعاطي عادل مع قضايا كل المواطنين دون استثناء .[c1]مسؤولية المحافظة تخطيط وتنفيذ إستراتيجية البناء الشامل* هل لديكم أهداف محددة ترجون تحقيقها من خلال تنفيذ هذه الإجراءات ؟[/c]- الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها نلخصها على النحو التالي :1. تمكين قيادات المجالس المحلية في المديريات من ممارسة صلاحياتها الواسعة في إدارة شؤون الناس , وتنمية مجتمعاتهم , وبمعزل عن مركزية الإدارة في عاصمة المحافظة .2. أن تتفرغ قيادة المحافظة للاضطلاع بدورها الريادي المسؤول في رسم ومتابعة تنفيذ إستراتيجية البناء الوطني الشامل , للخطة التنموية في محافظة كبيرة المساحة , كثيفة السكان .3. تحقيق أعلى مستويات الانضباط الإداري والنوعي , كالالتزام الوظيفي وإعطاء الوظيفة العامة حقها من الاعتبار القدسي الذي فقد بفعل التسيب واللامبالاة ...4. تفعيل آلية التواصل مع مجالس المديريات لضمان شفافية المعطيات والأرقام والإحصائيات التي تردنا في تقارير رسمية , تتبلور في مجملها لتؤهل قاعدة بيانات معرفية , تستخدم في المستقبل لكل منافع البناء التنموي .أخيراً ... حرصنا على عودة اللقاء الدوري مطلع كل أسبوع لقيادة المحافظة بغية الوقوف على أهم القضايا المطروحة في جدول أعمالنا واستعراض تطورات أهم ما أنجز ونسب النجاح والإخفاق , وتفعيل جانب الاستشارة المتنامية للوصول بالعمل إلى أرقى مستويات التنفيذ , وهذا ما نطمح إليه والطموح في كل الأحوال مشروع , ..ويحضرني مثل انجليزي يقول (غصن متحرك , كفيل بأن يمزق سكون الغابة) ... إذا واجبنا أن نعمل بصدق وصبر وان ننتظر النتائج .[c1]الموظف المجتهد شريك فاعل في إنجاح عملية التحديث الإداري* أخيرا .. الأخ / مدير عام الأعلام والعلاقات العامة ... ما هي الجهات التي تعولون عليها الوقوف والتعاون معكم في إنجاح هذه الحزمة من الإجراءات ؟ [/c]- أولاً .... وعي المواطن بدرجة أساسية بأننا نعمل من اجله ولصالحه .ثانياً ... جهود الموظفين الذين نعدهم شركاء فاعلين في إنجاح أية عملية بناء وتطوير وتحديث إداري .ثالثاً ... وسائل الأعلام من خلال تسليط الضوْء وتقديم الصورة الحقيقة لطبيعة أيةس إجراء وان لا يترك المجال للأقاويل والاجتهادات والتخرصات التي لاتصب في مصلحة المجتمع والوطن .
أخبار متعلقة