القاهرة/14اكتزبر/وكالة الصحافة العربية: اتجهت معظم المساجد في مصر لتخصيص أماكن لصلاة السيدات وعبادتهن وبعض المساجد حددت أوقاتا معينة لهن لتتلقين فيها الدروس الدينية وينظمن في حلقات يجيب العلماء فيها علي ما غمض عليهن من أمر دينهن الحنيف ، وهناك بعض الإخوات المسلمات إنصافا لهن وإنقاذا من الحرج في اشتراكهن مع الرجال في دورات مياه واحدة وفي احتكاكهن بالرجال أثناء الدخول والخروج من باب المسجد بل الكثيرات منهن تجد في نفسها الحياء أن تسأل الإمام بالمسجد عن بعض أمورها الشخصية والتي تلح عليها وتبحث عن رأي الدين فيها ولكن الخجل يمنعها. يتمنين تخصيص مساجد لهن ليست فقط مكانا للعبادة وإنما مدرسة لمحو أميتها العلمية والدينية أي أنها تتعلم القيم والسلوك القويم.. تتعلم كيف تبني وتحافظ علي أسرتها وكيف تنهض بمجتمعها في إطار ديني صحيح.. مطالب الأخوات المسلمات أثارت جدلاً كبيراً لذلك أجرينا هذا التحقيق:ويري د جودة عبدالغني بسيوني أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر أنه من الأفضل حل مشاكل النساء في المساجد الآن بدلا من بناء مساجد لهن فيقول في عهد الرسول لم يحدث أن كان لهن مسجد خاص بهن وكانت تصلي المرأة خلف الرجال والصبيان ثم سيؤذن للصلاة هل المرأة بصوتها العورة كما قال الرسول أم ستؤذن في المسجد ولا يسمعها إلا من بداخل المسجد إذن ما فائدة الأذان الآذان لمن هو غافل عن الصلاة ولا يعرف وقت الصلاة لا لمن في داخل المسجد ينتظر الصلاة فعلا.ويضيف د. عبدالغني أنه من الأفضل أن يلحق بكل مسجد مكان خاص للنساء يكون بباب خاص لهن وتكون لهن دورات مياه خاصة بهن وأن يقمن بنظافة مكانه وخدمتهن نساء مثلهن وأن يعطي الحرية في أن توجد أي امرأة في المسجد في أي يوم لتتعلم وتتفقه في أمور دينها.أما الحاجة فوقية واعظة بمسجد صلاح الدين فترى أن ما تعانيه المرأة الآن في المساجد هو تأكيد لإيمان المرأة ومجاهدة لنفسها لتسمو بنفسها عن الصغائر فتقول : إن المسجد بالنسبة للمرأة ليس لأداء فريضة الصلاة وإنما مكان لتعليم المرأة أمور دينها ودنياها وفرصة لتعاون السيدات في خدمة المجتمع.ولنا أن نعرف أن نسبة الأمية الدينية لا تقل عن 99% من النساء.ورغم أهمية المسجد للنساء فإن النساء هن شقائق الرجال فيه يجتمع طرفا الأمة رجالاً ونساء فالمجتمع صورة مكبرة للأسرة فهل الأسرة تقوم على جناح واحد وهي المرأة بالطبع لا ووجود مسجد للنساء معناه التفرقة بين الرجال والنساء.ويعترض الحديث الشيخ عبدالعال محمد عبدربه أوقاف العياط علي عدم قدرة المرأة علي تعليم أخوتها المسلمات أمور دينهن فيقول دخلت امرأة علي النبي ( تسأله كيف تتطهر فأجابها النبي ) في خجل فأخذتها السيدة عائشة وقالت تعالي أبين لك حتي تتطهري، وهذا أكبر دليل علي أن المرأة لها أن تفتي في أمور لا يستطيع الرجل الحديث فيها ، كما لها أن تعلم أخواتها وتفقههن في الدين.[c1]لقاء النساء هرج ومرج[/c]وقد أبدي غضبه الشيخ أحمد فرحات رئيس لجنة الفتوى بالمسجد الحسيني حول فكرة بناء مسجد للنساء فقال لا يمكن أن يوجد مسجد للنساء فقط لأن شرط الإمامة الصحيحة يؤمهن الرجل ولأن الموعظة للمرأة من الرجل أوقع وأثبت فالمرأة تقبل الموعظة من الرجل وتذعن لها أكثر من المرأة بدليل أن المرأة ترضخ لأبيها أكثر من أمها وبالتالي انصياع المرأة للإمام الرجل أكثر تأثيراً من رضوخها لامراة مثلها كما أن وجود السيدات مع بعضهن سيحول لقائهن إلى هرج ومرج ومجرد تضييع وقت.وشارك في الغضب إمام مسجد السيدة نفيسة الشيخ رضا عبدالعليم الكفراوي وأعلن عن أن هذه الفكرة باطلة بل إنها تفرق جماعة المسلمين وتحمل في طياتها العنصرية فيقول لا يوجد في التاريخ الإسلامي مساجد خصصت للنساء فقط فقد كانت النساء تصلي خلف النبي بعد صفوف الرجال والأولاد ولو كان هذا من الإسلام لفعله النبي > ووجود مسجد للنساء فقط معناه إقامة العنصرية بين المسلمين والإسلام يحرص علي جمع الكلمة بل إن وجود النساء مع الرجال في المسجد هو حماية لهن ثم إن النساء والرجال يجتمعون في الحج فهل سيمتنعون عن الحج مع الرجال أم أنه سيكون لهن يوم وللرجال يوم هذه فكرة باطلة ويضيف إمام مسجد السيدة نفيسه إنه يجوز للمرأة أن تؤم وبين أخوتها ولها أن تدرس لبنات جنسها ولكن ليس لها أن تخطب الجمعة فمن سيؤمهن في صلاة الجمعة.[c1]الرسول أباح وجوده[/c]ويرد الشيخ منصور عبيد وكيل أول وزارة الأوقاف لشئون المساجد موضحا أنه كانت توجد مساجد للنساء في عصر الرسول > وكانت المرأة تؤم الصلاة ، فيقول فكرة وجود مسجد للنساء فقط فكرة درسناها في الوزارة ونفكر في تنفيذها لكن العثرة الوحيدة التمويل فهي فكرة طيبة وإذا تقدم أحد المتبرعين لبناء هذا المشروع فسيجد الموافقة فنحن نرحب به ونرحب بكل ما فيه صلاح للفرد سواء كان الفرد رجلا أو امرأة، ويضيف الشيخ منصور عبيد أنه سيكون المؤذن امرأة وتؤذن بلا ميكروفون وداخل المسجد، وكما سيتم محو أمية النساء التعليمية والدينية عن طريق محاضرات وحلقات علمية من واعظات وأخوات لها مسلمات فيتم التعليم منهن فيهن. وهذه الفكرة ليست جديدة في التاريخ الإسلامي وإنما كانت في عهد الرسول ، حيث كان يرسل أحدا يؤذن للصلاة ثم ينصرف ليعلم النساء أنه حانت الصلاة وكانت امرأة تؤم النساء ولا يدخل المسجد أحد من الرجال واستمر هذا بعد الرسول في العهد الأول من الإسلام ، الحل هو حل مشاكلهن في المسجد وفي وسط هذا الخلاف بدا لي من يفكر بالمنطق والشريعة في الفكرة فأمسك العصا من النصف ولم يرفضها كلها ولم يقبلها تقول د. هناء أبو طالب أستاذ الشريعة بكلية بنات الأزهر إن خروج المرأة للمساجد كثر وأصبح عادة عند بعض النساء وأكثر الأوقات خروجا للمسجد في الشهر الكريم وفي يوم الجمعة وحتي في أوقات فراغهن وخاصة أن المسجد لا يمثل مكانا للعبادة فقط وإنما أيضا للتعليم ومحو أمية النساء الدينية ووجود مسجد للنساء هذا شيء ضروري ولكن من الأفضل أن يكون مسجد النساء ملحقا بمسجد الرجال ولكن له استقلاله.وتقول منيرة حسين وهي واعظة ومعلمة للسيدات في المساجد إن كثيراً ما تتعرض السيدات للمعاملة السيئة من خادم المسجد ففي أثناء الدروس الدينية يستوقفنا ويفض اجتماعنا لأنه يريد غلق المسجد وهذا الشيء لا يمكن أن يفعله في وجود حلقات للرجال أيضاً كثيراً ما نجد الأوقات التي نظمها المسجد للنساء وتعليمهن قد تغيرت فجأة وبلا سابق إنذار فتأتي السيدات ويغلق في وجوهن المسجد .[c1]إمامة المرأة جائزة[/c]ويري الشيخ حفني بكر حفني إمام مديرية أوقاف القاهرة أنه لا مانع من وجود مسجد للنساء فقط كما أنه يجوز إمامة المرأة للنساء علي أن تكون في وسط النساء بالصف الأول والمرأة تحتاج إلي وجود مسجد لها تناقش فيه قضاياها ومشاكلها بحرية كما أن من حقها أن تتعلم دينها وتمحو أميتها في المسجد.ويؤكد عبدالباسط حنفي إمام وخطيب بمديرية أوقاف الجيزة أن للمرأة أن تخطب وتعلم وتؤم النساء في الصلاة بشرط أن يكون صوتها منخفضا يكفي لتسمع أخواتها في محيط المسجد فقط وعلى هذا ليس لها أن تؤذن للصلاة لكن لها أن تقيم الصلاة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ”إن صوت المرأة عورة” ويعترض الشيخ إبراهيم عبدالرحمن بمديرية أوقاف القاهرة على صعود المرأة المنبر ويرى أن الحل هو أن يؤمهن رجل ويعلمهن رجل بشروط خاصة فيقول: يجوز للنساء أن يكون لهن مسجد خاص ولكن لا يجوز أن تصعد على المنبر ولهذا لابد أن يخطب فيهن الرجل ويعلمهن رجل وليكن هذا الرجل كبير السن أو معروفا عنه التقوي والصلاح حتى أن المرأة نفسها لا تقتنع إلا بالرجل في التعاليم الدينية ولا تصغي إلا له حتى في الأمور الخاصة بها وتعلم أنه لا حياء في الدين.
|
رمضانيات
إمامة المرأة في مساجد النساء في مصر تثير الجدل بين علماء المسلمين
أخبار متعلقة