بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قالت مصادر الشرطة العراقية أمس ان انفجارين وقعا في مكانين منفصلين بغرب بغداد استهدفا موكبين لنائبين بارزين من الحزب الإسلامي أسفرا عن مقتل ستة أشخاص وإصابة ثلاثين آخرين من بينهم عدد من أفراد حماية النائبين. وقالت مصادر الشرطة ان الانفجار الأول وقع في وقت مبكر من صباح أمس في منطقة اليرموك بغرب بغداد «وبالقرب من المقر الرئيسي للحزب الإسلامي العراقي» الذي يرأسه نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي وانه استهدف موكبا لمسئول قيادي في الحزب. وأضافت ان الانفجار «أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثلاثة وعشرين آخرين من بينهم عدد من العاملين في مقر الحزب الإسلامي.» واستنكر بيان صادر عن الحزب الحادث وقال انه استهدف «موكب احد قيادي الحزب... وإنها تأتي ردة فعل وخيبة أمل للقوى الشريرة ودليلا على إفلاسهم واستيائهم من أداء الحزب المتميز وانجازاته.» ولم يسم البيان المسئول لكن مصدرا في الحزب قال ان الموكب كان يعود للنائب أياد السامرائي الذي لم يكن موجودا في الموكب وهو نائب رئيس الحزب الإسلامي العراقي وعضو مجلس النواب ورئيس اللجنة البرلمانية المالية. وقال البيان ان الانفجار أدى إلى « استشهاد احد المواطنين وجرح 15 آخرين من بينهم اثنان من أفراد الحماية.» وقالت الشرطة ان انفجار اخر لسيارة مفخخة «وقع في مكان لا يبعد كثيرا عن مكان الانفجار الأول وبعد وقت قصير من الانفجار الأول» وعلى مقربة من المنطقة الخضراء استهدف موكب النائب عبد الكريم السامرائي وهو القيادي في الحزب ونائب رئيس اللجنة البرلمانية للأمن. وقالت المصادر «الانفجار أدى إلى مقتل ثلاثة وإصابة سبعة آخرين جميعهم من أفراد حماية عبد الكريم السامرائي.» واكد اللواء قاسم الموسوي الناطق الرسمي لخطة امن بغداد الحادثين وقال إنهما «يحملان بصمات واضحة لتنظيم القاعدة.» في غضون ذلك حثت قوات الأمن العراقية حركة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أمس الأربعاء على بذل المزيد من الجهد لضمان سريان الهدنة في بغداد وعرضت مكافآت نقدية لرجال الميليشيا الذين يسلمون سلاحهم. وقال اللواء قاسم الموسوي الناطق العسكري باسم خطة امن بغداد إن المسلحين مازالوا يشنون هجمات على القوات في العاصمة على الرغم من اتفاق في مطلع الأسبوع على إنهاء القتال المستمر منذ نحو شهرين والذي أودى بحياة المئات. وقالت الشرطة إن اشتباكات اندلعت بين قوات الأمن ومسلحين من الشيعة في بغداد خلال الليل وصباح أمس الأربعاء مما أسفر عن مقتل سبعة وإصابة 28 بجروح. وقال الموسوي إن الهدف هو نزع سلاح الميليشيات. ويعلن العديد من المسلحين الشيعة ولاءهم للصدر لكن نطاق ما يتمتع به من سيطرة عليهم أمر غير واضح. وقال الموسوي في مؤتمر صحفي في بغداد «لازلنا في المربع الأول ولم نباشر لحد الآن بتطبيق الاتفاقية على الميدان... ولم يتحقق لحد الآن أي شيء.» وأضاف «نريد ترجمة بنود الاتفاق على ارض الميدان ولازلنا في البدايات الأولى للاتفاق... القوات الأمنية تنتظر تحرك الإخوة في التيار الصدري لغرض تهيئة الأجواء المناسبة لدخول القوات الأمنية إلى المدينة وتمكين هذه القوات من تأدية مهامها وواجباتها على أكمل وجه.» وقال الموسوي ان السلطات قررت تخصيص «مكافات مالية للأشخاص الذين سيقومون بتسليم الأسلحة بصورة طوعية.» وأضاف «سيتم فتح مراكز لاستلام الأسلحة.» وابرم التيار الصدري المعارض في البرلمان والائتلاف الشيعي الحاكم الاتفاق على إنهاء القتال في مطلع الأسبوع. ورغم أعمال العنف الجديدة قال الجيش الأمريكي وسكان حي مدينة الصدر معقل رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر إن المنطقة كانت أكثر هدوءا مساء أمس الثلاثاء بالمقارنة بما كانت عليه في الأسابيع القليلة الماضية. وقالت الشرطة إن مسلحين اشتبكوا مع قوات الأمن في مدينة الصدر في شرق بغداد خلال الليل مما أسفر عن مقتل خمسة وإصابة 22 بجروح. واندلع القتال كذلك في حي الشعلة في غرب بغداد مما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة ستة بجروح. وأمس الأربعاء دوت أصوات الأسلحة الآلية الثقيلة في شوارع حي الشعلة وهو معقل آخر لميليشيا جيش المهدي التابع للصدر. وأغلقت المتاجر وبقي السكان في منازلهم. وحث مساعد سياسي كبير للصدر على التحلي بالصبر إزاء الهدنة قائلا أنها قد تستغرق وقتا حتى تصبح سارية. واندلع القتال في أواخر مارس عندما أمر رئيس الوزراء نوري المالكي بشن حملة ضد الميليشيات الشيعية في بغداد ومدينة البصرة الجنوبية. ويقول المالكي إن الحملة تهدف إلى إقرار القانون والنظام. وأمر كذلك بشن حملة على مقاتلي تنظيم القاعدة في محافظة نينوى الشمالية. وقال مسئولون إن المالكي سافر إلى الموصل عاصمة نينوى أمس الأربعاء لمباشرة الحملة. ولم يوردوا مزيدا من التفاصيل. ويقول الجيش الأمريكي إن الموصل هي آخر معقل كبير لمقاتلي القاعدة في العراق بعد أن أخرجت حملات سابقة الجماعة من بغداد ومن محافظة الانبار الغربية. وقال المتحدث باسم القوات الأمريكية في بغداد اللفتنانت كولونيل ستيفن ستوفر إن مدينة الصدر كانت أكثر هدوءا أمس الأربعاء.، وأضاف «يقول جنود في المنطقة ان الأوضاع كانت هادئة نسبيا (خلال الليل).» وتابع إن الواقعة الوحيدة التي علم بها كانت قصف طائرة أمريكية لثلاثة رجال كانوا يزرعون قنابل على الطريق. وأضاف ان القذيفة قتلت اثنين منهم. وقال «نحن نرحب بتراجع مستويات العنف.»