خامنئي اعتبر الوجود الأمريكي في العراق المشكلة الرئيسية
الرئيس الايراني مع رئيس الوزراء العراقي
طهران/14 أكتوبر/رويترز: ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن إيران والعراق اتفقا على تعزيز التعاون الدفاعي خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لطهران أمس الاثنين. وقالت الوكالة دون أن تذكر مزيدا من التفاصيل أن وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار وقع مذكرة تفاهم بشأن التعاون الدفاعي مع نظيره العراقي عبد القادر جاسم مضيفة أن الاتفاق يشمل موضوع إزالة الألغام. وتحسنت العلاقات بين الدولتين اللتين خاضتا حربا استمرت ثماني سنوات في الثمانينات منذ الإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين على أيدي قوات الغزو التي قادتها الولايات المتحدة عام 2003. وقالت الوكالة «شدد الطرفان على أهمية التعاون الدفاعي في إطار التوسيع المتوازن للعلاقات... ودعوا إلى تطوير هذا النوع من التعاون بهدف تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.» في سياق أخر قال الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي لرئيس الوزراء العراقي الزائر نوري المالكي أمس الإثنين إن وجود القوات الأمريكية بالعراق هو أكبر عقبة أمام وحدة البلاد. وهاجم خامنئي «المحتلين» في العراق في وقت تتفاوض فيه بغداد مع الولايات المتحدة بشأن اتفاق جديدة يهدف إلى إعطاء سند قانوني لبقاء القوات الأمريكية في العراق بعد 31 ديسمبر موعد انتهاء التفويض الممنوح لها من الأمم المتحدة. ونقلت الإذاعة الإيرانية عن خامنئي قوله «إن وجود المحتلين بالعراق وبخاصة القوات المسلحة الأمريكية... هو العقبة الرئيسية أمام الوحدة في العراق.»، وتابع خامنئي في اجتماع مع المالكي في طهران «إن المحتلين الذين يستغلون سلطاتهم العسكرية والأمنية للتدخل في شؤون العراق... هم المشكلة الرئيسية بالعراق.» وأضاف أن «أحلام الأمريكيين» بالعراق لن تتحقق. ويتهم المسئولون الأمريكيون إيران بالسعي لإخراج المحادثات الأمريكية العراقية عن مسارها «بترويج» تقارير إعلامية تفيد بأن الولايات المتحدة تحاول إجبار العراقيين على قبول اتفاق بشأن إقامة قواعد دائمة. وتحسنت العلاقات بين إيران والعراق منذ الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين قبل خمس سنوات وتولي حكومة يقودها الشيعة السلطة بالعراق، لكن حكومة المالكي تسير على خط رفيع في علاقاتها مع إيران إذ تسعى لكسب دعمها دون إغفال الاتهامات الأمريكية بأن طهران تدعم الميليشيات الشيعية المسئولة عن جانب من أحداث العنف بالعراق. وتنفي إيران التي خاضت حربا دامت ثماني سنوات مع العراق في الثمانينات الاتهام وتلقي باللائمة على وجود القوات الأمريكية في العنف الذي أعقب غزو العراق عام 2003 . وسعى المالكي الأحد لتهدئة نقاط القلق الإيرانية إزاء المحادثات مع الولايات المتحدة قائلا إن ما من شيء في عراق اليوم يمكنه أن يهدد استقرار الدول المجاورة. وكانت المفاوضات مجالا لجدل محتدم في كل من الولايات المتحدة والعراق حيث لبى الآلاف دعوة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر للقيام باحتجاجات بعد كل صلاة جمعة. وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية قبل أن يبدأ المالكي يوم السبت زيارته إن مسألة التدخل الإيراني ستثار خلال المحادثات لكن لم يتضح ما إذا كانت قد أثيرت بالفعل في اجتماعاته في طهران حتى الآن. وكثيرا ما تعهدت إيران بدعم العراق وحكومته وكان هذا هو موقف خامنئي أمس الإثنين عندما قال «إن مساعدة العراق.. واجب علينا شرعا.» وفي محاولة للتصدي لنفوذ إيران المتنامي بالعراق تحاول واشنطن إقناع جيران العراق بالخليج بعرض مزيد من الدعم على حكومة المالكي من خلال شطب ديون وفتح بعثات دبلوماسية في بغداد.