تزداد مضايقاته بتقدم العمر
القاهرة/ 14أكتوبر/ تامر عبدالفتاح:ليس الروماتيزم مرضاً قائما بذاته، ولكن اسم يطلق علي مجموعة كبيرة من الأمراض هي: روماتيزم المفاصل والعضلات والأنسجة وروماتيزم المفاصل الصغيرة وعرق النسا واللمباجو وغيرها، مما يعرف علمياً باسم أمراض النسيج الضام ، والروماتيزم بهذا الوصف الشامل هو أكثر الأمراض شيوعاً وتزداد مضايقاته بتقدم العمر، ونحو %2 من المصابين بأحد الأمراض الروماتيزمية يعجزون تماماً عن العمل غير أنه يندر أن تحدث الوفاة بسبب أحد هذه الأمراض·ويؤكد د· مجدي زكريا بجامعة عين شمس أنه لايزال أسباب ذلك المرض مجهولة، وهو يبدأ بآلام هينة محتملة في مفصل أو عدة مفاصل قد تشتد فيتورم موضعها، فإذا أهملت ترتفع الحرارة وتزيد من سرعة ترسيب الدم وتظهر أعراض الضعف والانيميا وينحصر العلاج في الراحة والتدفئة، والعناية بالتغذية واستعمال عقاقير الروماتيزم المعروفة والمهدئات والعلاج الجراحي في بعض الحالات الشديدة·وأضاف د· زكريا يقصد بالراحة في الحالات البسيطة، عدم تحريك العضو المصاب بقدر المستطاع حتي تزول الآلام، وعند استعمال الدهونات، والملينات ينبغي استخدامها برفق وعدم التدليك بعنف أما في الحالات الشديدة، فينبغي ملازمة الفراش حتي تزول الأعراض، وقد تمتد فترة الراحة إلي عدة أسابيع مع مراعاة الأوضاع المناسبة المريحة للمفاصل المصابة·· كما أن الفراش يجب أن يكون صلباً وليس رخواً، وذلك بوضع حواجز خشبية تحت خشبة واحدة رقيقية ولاتستعمل سوي وسادة واحدة، ويحسن الرقاد علي الظهر مدة ساعة بعد الغذاء وعلي البطن ربع ساعة فقط، بالإضافة إلي أن التدفئة وعدم التعرض للتيارات الباردة أمران ضروريان، ولعل فائدة الحمامات الرملية ترجع إلي تهيئة أقصي قدر ممكن من راحة الأعضاء المصابة وتدفئتها، كما أن جلسات الأشعة القصيرة لها فائدة في هذه الناحية·وأشار د· زكريا إلي ضرورة الإقلال من المواد الدهنية والنشوية التي تزيد الوزن، فالبدانة عبء كبير علي المفاصل والأنسجة المعرض للآلام الروماتيزمية والفاكهة والخضروات، لأنها مصدر غني بالفيتامينات، ولابأس من الاستعانة بجرعات من المقويات المعروفة لمقاومة الأنيميا المصاحبة للروماتيزم، وقد أثبتت البحوث التي أجريت مؤخراً علي أن هذا النوع من الأنيميا لا يستجيب مطلقاً لأي كمية من الحديد التي تعطي حقناً في العضل أو في الوريد·[c1]الإسبرين أنجح علاج[/c]وأشار د· زكريا إلي أن آخر البحوث والدراسات أثبتت أن مجموعة الإسبرين هي الأولي في علاج الروماتيزم بغير منازع، علي أن يؤخذ الإسبرين إذا كانت معدة المريض سليمة، وليست شديدة الحساسية له، لأقصي كمية يمكن تحملها، واستطرد: وفي حالة الحساسية للإسبرين تستعمل أقراص "الساليسيلات" التي تنتمي كيميائيا إلي عائلة الإسبرين والمغلفة بغطاء خاص لايذوب في وسط المعدة الحمضي التفاعل، ولكن يذوب فقط في وسط الأمعاء القلوية التفاعل، وقد ظهرت في الأعوام الأخيرة عقاقير كثيرة لها فوائد الإسبرين نفسها، وأهمها مشتقات حامض الفيناميك، أما البانادول فهو أقل فاعلية من الإسبرين في السيطرة علي الأعراض ، ولكن يمكن اللجوء إليه عندما يصعب علي المريض تحمل الإسبرين أو الساليسيلات·[c1]دور الهرومونات[/c]ومن جانبه أكد د· يوسف رياض بجامعة القاهرة أن للهرمونات دور في علاج الروماتيزم، فمنذ مدة طويلة حصل أحد علماء الطب الأمريكيين، وزملائه علي نتائج مذهلة باستعمال الكورتيزون ، ولكن سرعان ما اتضح أن مشتقات الكروتيزون المصنعة هي الأفضل والأنسب للعلاج، وهي المستعملة حالياً، لأنها أكثر أماناً، ومع ذلك فإن هذه الهرمونات شديدة الفاعلية ويجب أن تدخر للحالات، التي لم تستجب لأنواع العلاج الأخري، وتلزم الحيطة في استعمالها بخاصة عند وجود قرحة في المعدة، أو الإصابة بمرض السكر أو ارتفاع ضغط الدم، أو هشاشة العظام·وأضاف د· رياض: حقن الهرمون الحات للغدة فوق الكلوية للتفرز الكروتيزون الطبيعي في الجسم لها نفس مفعول استعمال أقراص مشتقات الكروتيزون عن طريق الفم، وهذه الوسيلة تقلل من احتمال تقرح المعدة، ولكنها تزيد من احتمال رفع ضغط الدم، كما أن حقن مركبات الهايدروكورتيزون في فجوة المفصل المصاب ذاته طريقة أخري تقلل من الورم، وتزيد من حدة الألم مدة تتراوح بين ثلاثة أيام وثلاثة أسابيع ولعله من المفيد أن نذكر أنه في الحالات المتقدمة من روماتيزم المفاصل الصغيرة قد تصاب العين بالتهاب لايستجيب إلا لقطرة الهايدرو كورتيزون ·وفي جميع الأحوال يستحسن استعمال العقاقير المهدئة للتغلب علي الأرق الذي يزعج مرض الروماتيزم، فضلاً عن إرخاء العضلات، مما يعطي فرصة أكبر لراحة المواضع المصابة·وأضاف: أما أملاح الذهب، فهي تستعمل في علاج بعض أنواع الروماتيزم منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وقد ثبت مؤخراً أنها ذات تأثير كبير بشرط أن تعطي حقنة واحدة أسبوعياً عدة أشهر، علي أن يحلل البول قبل كل حقنة، وأن يبادر المريض إلي مراجعة الطبيب إذا أصيب بطفح جلدي أو كحة شديدة·· ولعله من المناسب أن نذكر أن نتائج العلاج بالهرمونات هي التحسن السريع المذهل الذي يعقبه انتكاس سريع، ولكن في حالة أملاح الذهب فإن التحسن بطئ جداً، ولكن أي تحسن يحصل عليه المريض هو تحسن دائم غير قابل للانتكاس، وعليه تجب الموازنة بين تحسين بسيط دائم وتحسن كبير مؤقت·[c1]العلاج الجراحي[/c]وأضاف د· رياض في بعض حالات الروماتيزم الشديد - التي أصيبت فيها المفاصل بالتيبس والتشوه نضطر إلي اللجوء إلي العلاج الجراحي ، إن الجراحات المتوفرة حاليا لعلاج مرض الروماتيزم تشمل جراحات تثبيت المفاصل وجراحات استبدال المفاصل الطبيعية المريضة بأخري صناعية تقوم بتأدية الوظيفة نفسها، والواقع أن علاج الأمراض الروماتيزمية المزمنة يستلزم تضافر جهود الطبيب وأخصائي العظام والعلاج الطبيعي والتأهيل المهني، ويوضع لكل حالة البرنامج الملائم من حيث تحديد درجة الحركة والنشاط ونوعية التمرينات بعد زوال حدة النوبة واختيار الغذاء وانتقاء الدواء·