النجاح الذي حققه بجدارة الفنان الشاب الموهوب فؤاد عبد الواحد وحصوله على لقب نجم الخليج يستوجب علينا نحن اليمنيين الاعتراف به وبمقدرة المواهب اليمنية على العطاء والمنافسة في ميادين شتى ومنها الفنية، التي لازال واقع الارتقاء بها يكاد يكون مغيباً نظراً لضعف الإمكانات التي للأسف لم تتجه لا الجهات المسئولة لتوفيرها ولا القطاع الخاص بمؤسساته الإنتاجية، التي تتحرك بمنتجاتها كالسلحفاة وبأدوات تقليدية ناهيك عما تطلبه من مبالغ باهظة لإنتاج أغنية ما لفنان يمتلك صوتاً جميلاً ما لا يمتلكه الآخرون من الشباب أمثاله.حقيقة أبهج الفنان المتألق فؤاد عبد الواحد الجمهور اليمني والخليجي وأولا لجنة حكام«نجم الخليج» بأدائه الرائع وتقديمه للفن اليمني الأصيل وبأسلوب حديث وراق أعاد لهذا الفن حيويته وديمومته وتألقه على مستوى الجزيرة والخليج والوطن العربي..فناننا بذلك النجاح الذي حازه بمقدرة صوتية تشنف الآذان وتطرب القلوب وتسكن الأشجان وتشعلها قد أعاد لنا الفرحة والابتسام بعد الخسارة التي مني بها منتخبنا الوطني في دورة الخليج العشرين لكرة القدم.. تابعنا حلقات « نجم الخليج» بكل حواسنا وآمالنا التي كانت ترتحل كلما سمعنا المبدع فؤاد عبد الواحد يشدو بصوته البديع إلى محطة تتويجه فناناً للخليج رغم المنافسة الشديدة التي عاشتها كل حلقات البرنامج، ألف مبارك للفنان اليمني «الأسطورة» و«سفير الأغنية اليمنية» فؤاد ولكل من وقف إلى جانبه وشد على يديه ومنحه الثقة بكل اليمنيين ؛ وكل اليمنيين كانوا عوناً له وجميعهم دعوا الله أن يكتب له النجاح وكان أن تحقق له ذلك.وبعد ذلك النجاح تتقافز الأسئلة على كل من أمتعه فؤاد عبدالواحد، وأبرز تلك الأسئلة التي تراودنا جميعاً السؤال التالي: ماذا بعد عودة « نجم الخليج» إلى وطنه متوجاً بالنجومية.. هل سيحظى بذلك الاهتمام أم أن أفراحنا ستظل آنية ولحظية بل ومناسباتية وحال انتهائها ينتهي كل شيء ويقف الزمن عند نقطة اللاعودة؟ هل ستتمكن مؤسساتنا الثقافية «وزارة الثقافة» والمؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني من احتضان مواهبنا وإبداعاتنا المسافرة دوماً خارج حدودنا باحثة عن النجاح وقبل ذلك الإمكانات التي تستطيع من خلالها تحقيق ذاتها وتقديم مواهبها ومقدراتها بإمكانات متقدمة؟. وهنا يكون اللوم والعتاب قائماً بكل مفردات التقصير لمؤسساتنا حتى يطال اللوم بلدنا أرضاً وإنساناً حتى يقول الساخرون: أن نجاح هذا الفنان أو ذاك المبدع أو أولئك المهندسين والمخترعين لم يكن أن يتحقق في أرضه لولا سفره بعيداً عنها ولولا أن تبناه الآخرون من غير أبناء وطنه؟!.إذن نحن في موقف لا يحسد عليه بعد كل نجاح يتحقق لنا .. هذا الموقف يتجسد لشخوص بعينها تمتلك الإمكانيات وتمتلك القرار والقدرة على احتضان الشباب المبدعين الذين يملؤون الساحة اليمنية فنية كانت أم علمية، وخير دليل عندما زار فخامة الرئيس علي عبد الله صالح جامعة عدن بمناسبة مرور أربعين عاماً على إنشائها وزار المعرض التابع للجامعة وشاهد المواهب من شباب وشابات اليمن واستمع وشاهد مشاريعهم المبهرة التي تحتاج لمن يمسك بيدها ويدعمها، ولكن للأسف لم يقتصر إطفاء وهج تلك الإبداعات على أولئك الذين يعول عليهم احتضانها والارتقاء بها، بل نجد من يقف حجرة عثرة ومعول هدم لكل إبداع ومبدع وهؤلاء للأسف هم من لا يزالون يبررون إعاقتهم لكل إبداع بمبررات تستمد في أحايين كثيرة من ثقة السلطة بهم وبما في أيديهم من مسؤولية، غير عابئين بانعكاسات ممارساتهم ليس فقط على حاضر اليمن ونفسية الواعدين والمتفوقين فيه، بل على المستقبل بكل مكوناته ومجالاته.. فهل نعي حقيقة انتمائنا لهذه الأرض الطيبة المكتنزة خيرات إنسانية هائلة تبلغ السماء بقدراتها وإبداعاتها؟!.في الأخير نبارك للفنان المبدع والمدهش بلبل اليمن وسلطان الطرب وأريج فنها الأصيل الفنان فؤاد عبد الواحد « نجم الخليج» ولكل من عاونه وسانده في هذه المنافسة الكبيرة ولا ننسى أن نقول لشركات الاتصالات الوطنية والعاملة في اليمن واأسفاه.. أمثالكن من الشركات السعودية أعلنت التصويت بالمجان للمتسابق السعودي المنافس للفنان فؤاد عبد الواحد فيما شركاتنا الوطنية «يمن موبايل»حسب قدرتها « الرسالة بـ» 50» ريالاً.. فهل مثل هكذا يكون الموقف الوطني المنتظر من شركات وطنية دخلها ملايين الريالات يومياً !! حقاً واأسفاه!!
أخبار متعلقة