الصبي الذي يقارب سن البلوغ تتغير طريقة تعاملك معه لتنظيم طاقاته وتوجيهها وتنمية شخصيته بعد أن فاق من الطفولة واقبل على مرحلة جديدة فتطرأ على جسم المراهق تغيرات فسيولوجية كثيرة ومتنوعة في الطول والوزن والشكل مما قد يؤثر على بعض سلوكياته وتتشكل في هذه المرحلة الخصبة مشاعر الاستقلال بشكل أعمق ويكون الفرد لنفسه هوية تجدده وشخصية مستقلة تميزه وتغذي مشاعر الولاء للمجتمع وفي هذه الفترة قد يتعرض المراهق إلى سلسلة من الصراعات النفسية والاجتماعية المتعلقة بالضياع في تحديد الهوية ومعرفة النفس مما يقوده نحو التمرد السلبي لهذا يجب أن يتعلم المراهق معاني الصبر والتمسك بالقيم الكريمة وقد يكون التمرد إيجابياً إذا لم يخرج من حدود الأدب ويطالب بمطالب عادلة مثل حقه في أن يحترمه الكبار وحقه في اتخاذ القرارات الخاصة به إن كان قادراً.غالباً ما تكون أسباب التمرد غياب التوجيه السليم والمتابعة وحالة الصراع الذي يعيشها المراهق بين الحنين إلى مرحلة الطفولة المليئة باللعب والتطلع إلى مرحلة الشباب التي تكثر فيها المسئوليات بالإضافة إلى الأخطاء التي يقع فيها الأباء والأمهات في نظرتهم للمراهق ومعاملتهم له على أنه طفل صغير هذا إلى جانب التفكك الأسري وضعف الاهتمام الأسري بمواهب المراهق وعدم توجيهها الوجهة الصحيحة وآخر تلك الأسباب هو تأنيب المراهق أمام إخوانه وأخواته والحرمان من دفء النصيحة الصادقة الخالية من شوائب التجريح.ومن مظاهر التمرد عدم التمييز بين حدود الاستقلال وقيود التبعية فالمراهق يريد أن يتحرر من كل التزام وعدم التقيد بتوجيهات الوالدين رغم أنها واقعية ومقاصدها واضحة النفع والتكبر والعناد والإصرار على الرأي في قضايا لا تستحق ذلك هذا إلى جانب الإسراف في اللبس واختيار الأذواق الغريبة التي قد تستفز ولي الأمر ولا تتماشى مع ما هو سائر في المجتمع بالإضافة إلى حب الظهور وإشباع الغرور وإظهار القوة والتلفظ بألفاظ نابية وإلقاء المراهق التمرد واللوم على الآخرين.لذا يجب علينا الحد من هذه الظاهرة بالسماح للمراهق بالتعبير عن أفكاره وتوجيه المراهق والمراهقة نحو البرامج الفعالة بالإشتراك مع المراهق في أنشطة يفضلها والتسوق والخروج للنزهة والرياضة والسماح للمراهق باستضافة أصحابه في البيت في بعض المناسبات مع الحرص على التعرف إليهم والجلوس معهم بعضاً من الوقت.* ميسون عدنان الصادق
شبابنا وتغير الشخصية
أخبار متعلقة