في تقريره المقدم إلى مجلس الأمن الدولي ـ مساء الأربعاء وليلة الخميس ـ بشأن زيارته إلى غزة، لم يذكر الأمين العام للأمم المتحدة الإحتلال وأنه المشكلة الكبرى والأولى التي تفرعت عنها فيما بعد جميع المشاكل والجرائم والمجازر الإبادية بحق أصحاب الأرض وضحايا العدوان والإحتلال.السيد بان كي مون عرض لزيارتيه في غزة وإلى سديروت، وجعلهما في كفة واحدة من حيث الضرر والأثر الناجمين عن الحرب العدوانية التي لم تتكشف فظائعها بالصورة الكاملة حتى اليوم. والعجيب أن مون لم يجد سبباً واحداً يجعله يفرق بين ماشهده في غزة أو ماشاهده في مستوطنة سديروت!والنفاق الدولي الذي يلخصه أمين عام الأمم المتحدة لم يعد يثير الحنق أو التذمر فحسب، بل صار إلى ممارسة الدجل، والمشاركة الفعلية في تقويض السلام العالمي، وصناعة أسباب العنف والكراهية، عبر المساواة بين الضحية والجاني حيناً وأحياناً أخرى عبر إلغاء حق وصوت الضحية أو الإدانة الكاملة للطرف الأضعف وإن كان صاحب قضية عادلة بكل الشرائع واللغات والديانات. مقابل التستر المفضوح على الجاني والجزار والمحتل الذي امتهن الحروب التدميرية والمحارق الجماعية منذ اليوم الأول لتأسيس كيانه الغاصب ودولته الإحتلالية الباطلة.الأمين العام ذكر في تقريره أنه أكد للسكان في كل من غزة وسديروت، أثناء زيارته لكلتيهما، ضرورة “احترام الشرائع والمواثيق الدولية”، ولم يقل للعالم لماذا الشرائع والمواثيق الدولية، التي يبيعها في خطبه المعلبة ومنتهية الصلاحية، سمحت للاحتلال بالبقاء والاستمرارية والعربدة على دماء وجثث الأطفال والنساء، طوال أكثر من نصف قرن، وضداً جميع القرارات والشرائع والمواثيق الدولية سيئة الذكر والذكرى؟!من المؤسف أن يتعرض سكان العالم وناسه إلى هذا القدر الهائل من الإستغباء والتجهيل الدوليين مع سبق الإصرار والترصد. فإسرائيل، هذا الكيان الإحتلالي الغاصب والطارئ،وهذه الزائدة السرطانية المزروعة عنوة في قلب الشرق الأوسط والمنطقة العربية، صارت هي الدولة الشرعية التي يقر المجتمع الدولي الدجال بحقها الثابت في الدفاع عن نفسها وشعبها وان تعيش بسلام وأمن. وفي المقابل صار المقاوم الفلسطيني، وهو صاحب الأرض والحق المغتصب، المحاصروالمذبوح والمجوع والمعتدى عليه من ستين عاماً.. صار متهماً بنظر الشرعية الدولية. وبنظر كثير من الأقرب والأباعد، ومداناً بالإرهاب والعدوانية؟! فهل حقا ًبات العالم غبياً وتافهاً إلى هذا الحد؟!
“بان كي مون” وتقريره الجنائزي!!
أخبار متعلقة