اعداد / ايفان سلطان سيفتثير كلمة التمرد تصوراً سلبياً لدى السامع عند اطلاقها فهي تعني عند المتلقي العصيان والرفض السلبي دائماً ، والتمرد بمعناه الاسلامي المرفوض ! هو عبارة عن الخروج على السلطة والقيم والقوانين والعقائد والاعراف السليمة ، وهو الخروج على ماينبغي الالتزام به فليس التمرد هو مجرد الرفض ، وعدم الانصياع لما آلفه الناس ، فهناك من المألوفات او القوانين والعقائد والقوى غير الصحيحة مايجب رفضه ، والتمرد عليه . لذا فإن ظاهرة التمرد التي تظهر في حياة الشباب ، المنطلقة من الشعور بالقوة والتحدي وضرورة التعبير تتجه اتجاهين متناقضين اتجاهاً سلبياً ضاراً وهداماً ، واتجاهاً ايجابياً مغايراً يساهم في تطوير المجتمع ، والدفاع عن مصالحه ، وظاهرة التمرد السلبي التي تنشأ في اوساط المراهقين والشباب هي من اعقد مشاكل الاسرة والمجتمعات ، وللتمرد السلبي ، او التمرد على ماينبغي الالتزام به من عقيدة سليمة ، وقوانين وقيم ، اسبابه الذاتية والموضوعية التي تنبغي دراستها ، للتعامل معها بوعي وتخطيط ، فإن ظاهرة التمرد في اوساط المراهقين مسألة خطيرة على الفرد والاسرة والمجتمع ، وتبدأ في احضان الاسرة ، وذلك برفض أوامر الوالدين ، او تقاليد الاسرة السليمة وعدم التقيد بها عن تحد واصرار . ثم التمرد على الحياة المدرسية ، بما فيها من قوانين الحضور ، واعداد الواجبات المدرسية واطاعة القوانين المرعية في قاعة الدرس وحرم المدرسة ،والعلاقة مع الطلبة والاساتذة ، ويأتي معها في هذه المرحلة التمرد على القانون والمجتمع والسلطة بشقيه السلبي والايجابي ، ورصدت الاحصائيات ان نسبة (20% ) من شباب المجتمع الفرنسي تحت عمر الثلاثين ، ونسبة (30% ) من الرجال تحت عمر الاربعين ايضاً اشتركوا في مظاهرات كثيرة في فرنسا . وقد تبين من تحليل هذه الظاهرة ان الجيل الاصغر من افراد المجتمع سرعان مايتحد من خلال اي شكل من اشكال التمرد الموجه ضد النظام القائم ، الا انه وجد من خلال دراسات اخرى انه لايمكن تعميم هذه النتيجة . ابرز اسباب التمرد ممارسة بعض الاباء للدكتاتورية في التعامل مع الابناء ومصادرة ارادتهم ، والاكثار من منعهم من غير موجب مشروع للمنع فالاب لايغير طريقة تعامله مع المراهق والشباب ، ويظل يتعامل معه كما يتعامل مع الطفل الذي لايملك وعياً ولا ارادة ، من خلال الا وامر والنواهي والتدخل في شؤون الابناء ، كشؤون الدراسة ، والزواج والعمل ، والحياة اليومية ، والصرف المالي ، بل ونوع اللباس .. الخ .. مما يضطر بعض الابناء الى التمرد والرفض ، وعدم الانصياع لاراء الاباء اوامرهم ، فتحدث المشاكل وتتعقد العلاقة بينهم ، وقد تنتهى الى نتائج سيئة من التشرد ، وسقوط الاحترام المتبادل والخروج من بيت الاسرة او غير ذلك . وقد تناول الفكر الاسلامي هذه المسألة بالدراسة والبحث والتوجيه لتحصل الطاعة والاحترام بين الطرفين ، فقد فرق الفكر الاسلامي بين الوالدين وبين الطاعة لهما ، كما فرق بين الارشاد والتوجيه والتربية وبين فرض الارادة على الابناء والاملاء عليهم وواجب الفقه الاسلامي بر الاباء ، ولم يوجب الطاعة بغير طاعة الله فمثلاً التشريع الاسلامي لم يوجب على البنت او الابن طاعة والديهما اذا رغبا بزواجهما من زوج او زوجة لاتتوفر الرغبة فيه ، ان واجب الاباء هو ارشاد ابنائهم الى الطريق السوي ، وتجنيبهم مايضر بحاضرهم ومستقبلهم ، إنطلاقاً من المسؤولية الشرعية وواجب الامر بالمعروف ، والنهي عن المنكر والتوصل بكل الوسائل السليمة للحيلولة دون وقوعهم في مهاوي السقوط والفشل في الحياة وعليهم ان يفهموا الابناء ان المنطلق للمعارضة لارادة الابناء ورفض اختيارهم ، وانما هو لصالحهم وعليهم ان يوضحوا لهم ذلك بالنصيحة وبالتي هي احسن ، ويحولوا دون الوقوع في الانحراف ، والتورط بالمشاكل والممارسات السيئة .
التمرد السلبي في حياة الشباب
أخبار متعلقة