فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/ محمد السعدي: انتقد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إسرائيل أمس الجمعة لشنها حملة عسكرية كبيرة في الضفة الغربية قائلا ان مثل هذا التدخل يدمر خطة فلسطينية مدعومة من الغرب لإشاعة الأمن الداخلي. وقد تدفق مئات من القوات الإسرائيلية على نابلس يوم الأربعاء وأجروا عمليات تفتيش من بيت إلى بيت واحتجزوا ستة فلسطينيين على الأقل. وأثار هذا التحرك اشتباكات مع شبان من رماة الحجارة قال مسؤولو مستشفيات ان 29 شخصا على الأقل أصيبوا فيها بجراح. وقال فياض في بيان «هذه العمليات تدمر الجهود المبذولة في مجال الأمن والتي بدأت تؤتي ثمارها بطريقة جعلت الناس يشعرون بالتغيير.» وقد أشرف فياض على إعداد الخطة الأمنية بمساعدة من الغرب بعد أن فقدت حكومة الرئيس محمود عباس السيطرة على قطاع غزة بعد هزيمة قوات حركة فتح على أيدي حركة حماس في يونيو. وقال ان أفعال إسرائيل في نابلس والأماكن الأخرى «لها أثر سلبي هائل على الجهود التي تبذل ومنها ما هو على المستوى الدولي لإحياء عملية السلام.» ويبدو من المحتمل ان هذه الانتقادات سوف تعزز من جو تبادل الاتهامات الذي عكر صفو محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية التي أطلقت في مؤتمر دولي في انابوليس بولاية ماريلاند في نوفمبر. ومن المقرر ان يزور الرئيس الأمريكي جورج بوش المنطقة الأسبوع القادم لمناقشة نقاط الخلاف مع عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت. وقال أولمرت يوم الأحد انه لا تخفيف للإجراءات الأمنية والإسرائيلية في الضفة الغربية ومنها مئات من حواجز الطرق التي تعوق حركة الفلسطينيين حتى تثبت قوات عباس فعاليتها في كبح جماح المتشددين. وتقول السلطات الفلسطينية ان نشر شرطتها في نابلس ومدينتين أخريين بالضفة الغربية هما طول كرم وبيت لحم جلب الهدوء وتم اعتقال مشتبه بهم ومصادرة أسلحة. وقتل جنديان إسرائيليان خارج ساعات الخدمة في مكمن بالضفة الغربية الأسبوع الماضي وألقى مكتب اولمرت اللوم على أفراد أجهزة الأمن التابعة لعباس. ونفى الفلسطينيون الاتهام وقالوا أنهم اعتقلوا شخصين.
ضحايا الغارات والتوغلات الاسرائيلية
وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية ان الجنود عثروا على صاروخين بدائيي الصنع في نابلس من النوع الذي يطلقه مقاتلو حماس على الدولة اليهودية. وتخشى إسرائيل ان تصبح أي مناطق بالضفة الغربية تسلمها إلى الفلسطينيين كجزء من اتفاق سلام مرتعا للمتشددين إذا لم تقم السلطات بحملة أمنية كبيرة. ورفض الجيش الإسرائيلي التعقيب على قصة معاريف, ورفض جمال محيسن محافظ نابلس فكرة العثور على صواريخ بوصفها «مجرد مزاعم لتبرير غارتهم.» وقال «لو صح زعمهم فلماذا لا يعرضونها (الصواريخ) على شاشات التلفزيون.» في غضون ذلك ارتفع إلى أحد عشر عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا في قطاع غزة خلال اليومين الماضيين، بعد إعلان كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن اثنين من عناصرها استشهدا في غارة جوية إسرائيلية على بلدة بيت حانون شمال القطاع صباح أمس الجمعة.وقال مصدر طبي إن محمد عوض الكفارنة وقريبه محمد نصر الكفارنة وهما في العشرينيات من العمر، استشهدا إثر إصابة قاتلة بصاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية عليهما في بيت حانون.وقال شهود عيان إن عددا من الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية، توغلت شرق بلدة بيت حانون وسط إطلاق النار، وبغطاء من المروحيات.وكانت كتائب القسام قد فقدت في التصعيد العسكري الإسرائيلي على القطاع أمس الأول اثنين من عناصرها على الأقل، هما الشاب منير أبو برهوم الذي استشهد إثر غارة نفذتها طائرات الاحتلال على مجموعة المرابطين –الاسم الذي يطلق على مجموعة الناشطين الذين يتولون الحراسة الليلية قرب المناطق الحدودية- شرقي خان يونس.، وياسر حلس الذي قالت مصادر طبية إنه استشهد إثر غارة للطائرات الإسرائيلية على مدرسة شرق بلدة الشجاعية بالقطاع، أدت أيضا إلى إصابة ثلاثة ناشطين آخرين.وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه تم العثور على جثماني شهيدين لم تكشف هويتيهما، بعدما كانا تحت أنقاض منزل قصفته مروحية إسرائيلية في بلدة بني سهيلة، لافتة إلى تعرض سيارات الإسعاف الفلسطينية لإطلاق نار من قبل قوات الاحتلال ما أعاق نقل الجرحى والشهداء.ومن بين شهداء القطاع أمس الأول عنصر من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، سقط في غارة استهدفت موقعا لحماس في رفح جنوب القطاع كان العنصر الفتحاوي معتقلا فيه.كما استشهدت امرأة فلسطينية تدعى كريمة فياض(50 عاما)، مع ثلاثة من أبنائها، بعد أن دمر صاروخ إسرائيلي منزل العائلة في بلدة بني سهيلة شرقي خان يونس.وأسفرت الاعتداءات الإسرائيلية أمس الأول -وفقا لمصادر طبية- عن إصابة أربعين فلسطينيا بينهم عدد من الأطفال، منهم خمسة من أبناء الشهيدة كريمة فياض.كذلك أكد شهود عيان أن منزلين فلسطينيين تعرضا للقصف بالصواريخ بينما دمر منزل ثالث «بنسفه وتجريفه بالجرافات العسكرية دون وقوع إصابات.