صنعاء/ سبأـ تحقيق : عبدالسلام الدعيس سيكون العالم لحظة تطابق عقارب الساعة عند الثانية عشرة من آخر ليلة من شهر ديسمبر على موعد مع بدء عام جديد ، يتم فيها اطفاء الانوار والمصابيح كافة في صالات الفنادق الكبيرة والمنتديات والبيوت المنتظرة لتلك اللحظة الفاصلة بين زمنين.عام مضى بحلوه ومره، وعام آت تترقبه عيون البشرية بكثير من التفاؤل، عساه ان يكون افضل مما سبقه, وتحتشد ملايين من الناس مترقبة عقارب الساعة لتؤشر انتصاف الليل للاحتفال بقدوم عام جديد بطرق متنوعة ومختلفة.
القطع الفنية الجميلة
وفي اليمن لم تعد الاحتفالات بهذا العيد دخيلة بل اصبحت تتمتع برواج وانتشار كبيرين خصوصا في اوساط الشباب الذين يحرصون على مشاركة العالم هذه الفرحة وتبادل الهدايا بينهم والتعبير عن فرحهم.ويبدو ان هذه العادة تحولت من هدايا بسيطة من فكرة إلي عرف وتقليد تتبعه معظم العائلات في المدن اليمنية.وظاهرة الاحتفال بالعام الميلادي الجديد أمست واحدة من ابرز معالم العصر الحديث, ورغم إنها في الظاهر, تشير إلى الإعلان عن حالة الابتهاج لمقدم عام جديد, إلا أنها في حقيقة الأمر تؤدي دائما إلى عشرات بل مئات الضحايا في مختلف أنحاء العالم, بسبب تقاليد الاحتفال, ومن اشهرها إطلاق الألعاب النارية والمفرقعات, كما إن نسبة غير قليلة من هؤلاء الضحايا يلقون حتفهم بسبب تناولهم الخمور وما يؤدي إليه السكر من شجار وحوادث قتل وغيرها.
الحرف اليدوية اليمنية
وهذه الاحتفالات هي عادة متوارثة، يقال انها ابتدأت بعد اكثر من 500 سنة من ولادة السيد المسيح حيث انطلقت بحدود عام 1500م من المانيا لتعم قارة اوروبا بعد قرن من الزمن ثم لتعم القارتين الامريكيتين والعالم . ويقال ان اول احتفال بمولد المسيح اقامه القديس يوسف في العام الاول من الولادة في مدينة الناصرة في العراق التي ولدت فيها مريم العذراء وبشرت بالسيد المسيح الذي قضى معظم حياته فيها ونسب اليها ودعي بالناصري ومنها اشتق اسم النصارى كما يعتقد. اسواق العاصمة حراك وانتعاشعند القيام بجولة في اسواق العاصمة صنعاء, قبيل الاحتفالات بعيد رأس السنة الميلادية ,وسط محلات الهدايا الخاصة بأعياد"الكريسماس" يلاحظ وجود إنتعاش في حركة السوق خاصة في محلات الزهور.
بعض الصناعات الحرفية
ويعتبر الشباب أكثر الفئات احتفالا بأعياد الميلاد وشراء الهدايا بحسبما يؤكده اصحاب هذه المحلات الذين يرون ان مبيعاتهم تتنوع من زهور وميداليات واشجار عيد الميلاد وغيرها طبقا لتنوع اذواق الشباب.. ويرون ان الفتيات هن الاكثر اقبالا على شراء الهدايا والاحتفاء بهذه المناسبة.وترفض الكثير من الفتيات الحديث عن طقوس الاحتفاء بالكريسماس الا انهن يؤكدن ان احتفالهن هو تفاؤل بعام جديد قد يحمل مستقبلا افضل لهن عن العام الماضي.تجد في الاسواق عدداً من الشباب والفتيات يشترون بطاقات المعايدة لتبادلها مع آخرين في راس السنة وبعض التجار يسوقون بعض طقوس هذه الاحتفالات والترويج لبيع اشجار الميلاد.فيما يرى كثيرون ان الاحتفال براس السنة هو من العادات السيئة المستوردة من الغرب والكل يعي جيداً خطر التقليد وانعكاسه على السلوك والمجتمع.
الحلي اليمنية
الهدايا أنواع:في احتفال راس السنة الميلادية ترتفع وتيرة الحركة التجارية في محلات الهدايا باليمن وتتزايد زحمة التسوق، والطلب على الحلويات والورود.ورغم ان المجتمع اليمني مسلم هويةً وانتماءً، واجواء عيد الميلاد بعيدة كل البعد عن ثقافته، الا ان بعض المواطنين اليمنيين خصوصا الاغنياء يحرصون علي ايلاء اهمية خاصة للاحتفال بالسنة الميلادية, وان تعددت اشكال الاحتفال بهذه المناسبة وتنوعت باختلاف واقع الفئات الاجتماعية وامكانياتها المادية. وبحسب الاخ/ حامد الحميري الذي رايناه يقف امام شجرة ميلاد في احدى المحلات في العاصمة، زينت بابهى زينة، ورصعت باضواء كثيرة ، فان "عيد الميلاد هو عيد هام بالنسبة لي احتفل فيه مع زوجتي واقدم لها الهدايا بهذه المناسبة ، وان كان البعض يرون انه عادة غربية الا انه يحمل الكثير من الدلالات الهامة لعام جديد نتفاءل فيه خيرا".
الاحجار الكريمة
ويعارضه الراي الاخ/ سعيد صالح الذي يرى في هذه العادة غزواً ثقافياً واستسلاماً وتبعية للغربيين .. ويضيف " نحن مجتمع اسلامي ولا نقبل بمثل هذه العادات حتى وان كانت ليست كما يعمل في الغرب الا انها ظاهرة دخيلة".ويقول نشوان محمد حمود الشلفي صاحب محل هدايا: إن قلة من اليمنيين تحتفل بهذا اليوم لكن هذا الاحتفال يسبب رواجا في السوق المحلي خصوصا عند وجود سائحون في اليمن والذين يقبلون على شراء هدايا أعياد "الكريسماس" ويقدمونها إلي بعضهم البعض. احد اولياء الامور يقول " البعض يفعل ذلك بدافع التقليد في حين بعض الشباب يفعله كي يقال عنه انه متحضر".تأثيرات اقتصاديةيرى اقتصاديون ان هناك آثارا اقتصادية إيجابية للاحتفال بهذه المناسبة وهي انعاش الاسواق والحركة التجارية و الفنادق والمطاعم اقتصاديا وكذا الصحف التي تتلقى الإعلانات والمطبوعات وكذلك تجارة
متاجر بيع القطع الاثرية
الحقائب والمشغولات.الا انهم يرون ان هذه النفقات تؤثر سلبيا علي الإدخار العائلي لأن مثل هذه المناسبات قد ترتبط في الاذهان بضرورة تقديم الهدايا بهذه المناسبات.ويشير علماء الفلك الى ان الخامس والعشرين من شهر ديسمبر هو يوم الانقلاب الشتوي وفيه تصل الشمس الى اخر مدى لها ويبلغ النهار اقصره واليوم الذي يليه هو يوم صعود الشمس ويعتبر هو يوم ميلاد الشمس وقد احتفل به الوثنيون كعيد لاله الشمس واستمر ذلك الى ان جاءت المسيحية فاعتبرت ذلك اليوم هو ميلاد السيد المسيح. ومع تباين الاراء حول الاحتفاء براس السنة الميلادية الجديدة الا ان دخول عام جديد يمثل بحد ذاته بوابة امل قد تكون حافلة بالامال بغض النظر عن مظاهر وطقوس استقباله.