فتش عن
إذا أراد الناس أن يعرفوا أسباب الإرهاب فعليهم الاطلاع على فتاوى ابن عبدالوهاب، ذلك العلامة المجتهد والنحرير المجدد، وكذلك فتاوى تلامذته ومحبيه وأبناء مدرسته الذين لم يتركوا مذهباً ولا ديناً إلا كفروه وسفهوه وعابوه وحقروه وأباحوا دماء منتسبيه واعتبروا من يخالفهم مرتداً مع أمه وأبيه وفصيلته التي تؤويه ولم يبق على الأرض مسلم إلا من اتبع دينهم كما عرفوا به وسموه وجعلوه منزهاً عن كل خطأ وعلوه، وسأتناول بعضاً من تلك الفتاوى كما ذكرها مؤلف كتاب (داعية وليس نبياً) الذي استعرض وفند تلك الفتاوى. وعلى الرغم من أن المؤلف - ويدعى حسن بن فرحان المالكي - ممن نهل ودرس في المدارس الوهابية إلا أنه وصل إلى قناعة أن الفتاوى والرسائل التي ألفها محمد بن عبدالوهاب وأتباعه قد جانبت الصواب ورد المؤلف على حججهم بحجج أقوى منها مستوحاة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية وسيرة الرسول الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام، وهو ليس الوحيد الذي انتقد الوهابية فهناك العشرات من علماء المسلمين الذين تعرضوا للمذهب الوهابي من مختلف الأقطار العربية، إلا أنه يبدو أن الذين آمنوا بذلك المذهب قد انتشروا في العالم العربي والإسلامي وفي الدول الأجنبية (الكافرة) حسب تعريفهم لها وأصبحوا يطبقونه حرفياً أينما وجدوا وخير دليل أو بالأصح أسوأ دليل ما جرى في الجزائر خلال تسعينيات القرن الماضي وما جرى ويجري منذ عدة سنوات في العراق وباكستان وأفغانستان واليمن، حيث تنقل القنوات الفضائية كل يوم الصور المؤلمة والجثث والدماء المتناثرة لضحايا أولئك المتطرفين، وها هم يمتدون بأفكارهم وأعمالهم إلى أرض الكنانة، حيث سمع العالم وشاهد الجريمة التي ارتكبوها ضد المسيحيين والمسلمين بمدينة الإسكندرية، وفي الفتاوى التي تم اختيارها كما وردت في كتاب (داعية وليس نبياً) أنصع الأدلة على تكفيرهم للآخرين وهي كما يلي:- إن إقرار الكفار بتوحيد الله لا يعصم دماءهم وأموالهم.- بنو عبيد القداح (يعني الفاطميين) الذين ملكوا مصر والمغرب أجمع العلماء على كفرهم وقتالهم وأن بلادهم بلاد حرب.- إن ابن عربي أكفر من فرعون ومن لم يكفره فهو كافر.- إن العامي من الموحدين (يعني أتباعه) يغلب ألفاً من علماء هؤلاء المشركين.- الدولة العثمانية كافرة ومن لم يكفرها فهو كافر وأن من أعانهم فقد ارتكب ردة صريحة.- من دخل في الدعوة (أي الوهابية) وادعى أن آباءه ماتوا على الإسلام يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه وصار ماله فيئاً للمسلمين وإن كان قد حج فعليه إعادة الحج لأن حجه قبل انضمامه للدعوة كان أيام شركه.- الناس في الحرمين ومصر والشام واليمن والعراق ونجران وحضرموت والموصل والأكراد كفار.- كل مسلم يوالي الكفار والمشركين واليهود والنصارى ولا ينكر عليهم شركهم ويشك في كفرهم فإنه كافر.- يحرم السفر إلى بلاد المشركين للتجارة إلا أن يكون المسلم قوياً يقدر على إظهار دينه وتكفيره لهم والبراءة منهم وإظهار البغضاء والعداوة لهم وإذا لقيهم في الطريق يضطرهم إلى أضيقه ويصرح لهم بأنهم كفار.- المعلمون الذين تستقدمهم وزارة المعارف من الدول العربية ملحدون وقد جاؤوا لشجرة لا إله إلا الله التي جاء بها الشيخ محمد بن عبدالوهاب ليقتلعوها.- هؤلاء المعلمون من أفراخ الإفرنج وعباد الأولياء وتاركو الصلاة وغيرها من شعائر الإسلام.- إن العلوم العصرية هي مبادئ الإلحاد.- التصفيق الصادر من الرجال أبشع المنكرات وهو من أعمال قوم لوط التي بها هلكوا.- التصفيق من خصائص النساء وهو من جملة الأمور التي تدل على التخنث وهو من الكبائر.هذه بعض فتاوى العلامة محمد بن عبدالوهاب وأتباعه التي تؤكد معتقداتهم التكفيرية وإباحة دماء من يخالفهم من مسلمين ومسيحيين ويهود وتؤكد كذلك ما يقوم به المتطرفون من قتل وإزهاق للأرواح في الدول التي يتواجدون فيها. وهناك أيضاً فتاوى تكفر عدداً من علماء المسلمين المعاصرين المشهود لهم بالاعتدال والوسطية وغزارة العلم والمعرفة.ومن المؤسف أن المفكرين والمثقفين والإعلاميين لا يقرؤون كتب الوهابيين ولو اطلعوا عليها لتمكنوا من تحصين مجتمعاتهم أمام غزو المتطرفين.