ما أحوجنا لأن نحب بعضنا، خاصة في زمن صرنا فيه لا نحب إلا أنفسنا ولا ننظر إلى من حولنا إلا من خلال أنفسنا .لست شابة تبحث عن الحب بمفهوم الشباب ولكني أبحث عن حب الإنسان للإنسان الذي نراه قد أختفى في أيامنا هذه الحب بمفهومة المطلق لم يكن بدعة في يوم من الأيام لا أدافع هنا عن عيد الحب أو غيره من الأعياد التي يراها البعض بدعه يجب محاربتها، وكأن كل شيء في مجتمعنا سليم معافى ولن يخربه إلا الاحتفال بعيد الحب. لماذا لا يتجه خطباء المساجد والغيورون على ديننا ومجتمعاتنا إلى تقويم سلوك المجتمع بشكل صحيح ، وأن يكون كل واحد في موقعه قدوة حتى يتمثل الباقون به إذا ما نصح ووعض.أعتقد أن هناك ما هو أهم من أن نوجه كل هذا الاهتمام وطبع «البراشورات» وتوجيه خطب الجمعة في المساجد إلى كل هذه الأعياد ومثيلاتها حتى لم يتبق في حياتنا أعياد نحتفل بها ، ولا شيء نجتمع فيه ، فقد ضاعت الألفة والمحبة والصدق والإخلاص والأمانة وحب الناس وأن تحب لأخيك كما تحب لنفسك ، وأن تتقي الله في كل ما تعمل تجاه نفسك ، أو تجاه الآخرين ، وأن نوجه الناس إلى قول كلمة الحق والفعل الحق ، وأن ننتشل الناس من حالة الضعف والاستسلام والاستكانة وقبول كل السلبيات والفساد والظلم الذي من حولنا وكأنه أمر واقع لا يمكن تغييره ، وغيره الكثير في اعتقادي هذا هو ما يجب أن يوجه إليه الخطاب الديني وهو تقويم سلوك المجتمع وتربية المسلم القوي الذي لا يتقبل الظلم ،ولا الفساد ولا يظلم ولا يظلم ، وأن يبدأ كل منا بإصلاح ذاته ومن حوله ولو فعلنا لكانت الدنيا بألف خير، ولقوي أيماننا بالله وبديننا ، ولما خفنا من عيد الحب، أو عيد رأس السنة او من غيرها من الأعياد التي يراها البعض بدعه دخلت مجتمعاتنا العربية ، ولكني أراها مجرد أعياد يمكن أن يفعلها كل مجتمع حسب تقاليده وعاداته فنحن نعيش مع الناس ونتأثر بهم . دعوا هذه الأعياد وشأنها فهي لا تشكل فينا خطراً أكثر من ظلم لنا من حولنا، وليست أكثر خطراً علينا من ضعفنا تجاه ما يحيط بنا من ظلم لا يرضاه لا دين ولا عقل . كبر الظلم والفساد وصار يحيط بنا من كل الاتجاهات . الله لا يحب المسلم الضعيف بل يحب المسلم القوي الذي يدافع عن نفسه ودينه ونحن لم نعد ندافع لا عن أنفسنا ولا عن ديننا ، وهذا ما يجب أن نقلق عليه ، أصبح الدين عند الكثيرين صلاة وصيام ونسوا أن الدين معاملة . هناك الكثير والكثير في مجتمعاتنا ما يجب أن نوجه إليه الاهتمام ونحاول تغييره وأن نقوي الناس تجاه ما يرتكب في حقهم ومجتمعاتهم من ظلم ، وأن المسلم الحق هو المسلم القوي وليس المسلم الضعيف ، نحن نربي الإنسان على الضعف وليس على القوى ، على الاستسلام وليس على الدفاع على التقبل وليس على محاولة التغيير لكل ما هو سيء وضار بالمجتمع وبنا من كثر الظلم الذي نعيشه نحاول أن نعيش بشكل أفضل فرجاء دعونا نعيش . الشباب لم يعد يجد القدوة الحسنة التي يتمثل بها ضاعت القيم ضاع الكثير والاحتفال بعيد الحب لن يضيع أكثر مما ضاع فاتجهوا أولاً لما هو أولى بالتغيير من «عيد الحب» فليس من السيء أن نحب بعضنا وأن نحتفل بهذا الحب في زمن لم يعد يعرف الحب فربما كان هذا العيد تذكير لنا بأن نحب بعضنا .
دعوا الحب يعيش
أخبار متعلقة